عادل سمارة: مختارات من صفحة الفيس بوك
(1)
كُتَّاب أوسلو بعد الصفقة وقانون “القومية”
عوَّدنا معظم من اشتغلوا بالثقافة والكتابة من الفلسطينيين ما قبل حقبة اوسلو على التغزُّل بالبندقية والتحريروالعمل الفدائي. لم يكن ذلك انتماء منهم بقدر ما كان ارتزاقاً وتقرُّبا “باكراً بالطبع” زُلفى من رَيْع التسوية الذي هو المال الخليجي المسموم والمسيَّل بالأمر الأمريكي.
وحينما كان أوسلو، أذكر أنني كتبت : أمَّا وقد جاء هؤلاء أو جيىء بهم مع اوسلو، فأية إيقونة سوف تتدلى مما يكتبون؟ إعتقدت أنهم لا بد معتزلين الكتابة، وربما المطالعة. فاي خيال يمكن ان ينتقل من “لا تصالح- من المهلهل إلى أمل دنقل” إلى التطبيع واللقاءات بالكتاب الصهاينة هنا وفي أوسلو نفسها!
وكم انكشف لي ضعف تخيلي حينما حصل كل هذا التطبيع وباسم الثقافة . لقد استمر هؤلاء في الكتابة والثرثرة والتلوُّن وكأن شيئاً لم يكن، وحلت الدولة الصغيرة المتخيَّلة محل الوطن المغتصب وهو الوجود والحضور التاريخي والمادي، وحلّ الاستدوال محل التحرير، وجرى قبول طوعي بأن العيش تحت حذاء المحتل أمر جميل ومثار فخر رغم أن العدو نفسه بنية عبيدية وعملاء للإمبريالية. ووصل بهم الأمر إلى الترويج أن الرافضين وصلوا حافة الجنون. هكذا قال أحدهم لأحد الذين اشرفوا على أطروحتي في جامعة لندن.
لم ولن نصل الجنون، ولكنني اسألهم جميعا الكتاب وغير الكتاب في اتحاد الكتاب:
ترى، هل لديكم من خيالٍ بعد:
1- صفقة القرن
2- وقانون القومية الصهيوني؟
أقصد خيال السلام، إن وطنا أنتم فيه كان سيكون عليه السلام، لولا صمودنا ونحن قلَّة.
(2)
سباق سيء على عدد الشهداء
يقوم كثيرون من السوريين والفلسطينيين وبقية العرب بالتسابق في مواقع التواصل الاجتماعي على نشر أعداد الشهداء بعد عملية إرهابية هنا أو هناك، في سوريا، اليمن العراق ليبيا…الخ. هذا دون الانتباه إلى أن هذا يضرب أعصاب الناس ويهزهم. حبذا لو يتم الاكتفاء بذكر الإرهاب بمعنى عملية إرهابية أمريكية/وهابية في تعز أو مأرب أو السويداء أو طرابلس الغرب أو البصرة…الخ خلَّفت شهداء وجرحى.
هذا البكاء يشجع الإرهابيين ويمنحهم فرصة تخويف الناس والظهور كما لو كانوا أقوياء ولا يُهزمون. هذه الطريقة شبيهة بنتائجها بأسلوب داعش في نشر الإرهاب والرعب.
ومن أراد التعبير عن عروبته وقوميته وإنسانيته عليه أن يحرض ضد الأنظمة التي خلقت الإرهاب ولم تتوقف، النظام التركي والأردني والسعودي والقطري والإمارات والبحريني والمغربي ونصف النظام اللبناني ، هذا غير الأنظمة التي تعمل سراً.
حرضوا على المقاطعة والثورة والعصيان المدني وتفكيك مفاصل السلطة العربية التابعة.
حرضوا ضد أمريكا وكل الغرب والكيان.
أكتبوا عملية إرهابية في السويداء خططت لها امريكا ومولتها كيانات الخليج بالإرهابيين والمال وجنت نتائجها “إسرائيل”.
اكتبو ما يقود للتعبئة والوعي لا إلى الرعب والإحباط.
لا تقلدوا تفاهات فلسطينيين يتفاخرون بعدد الشهداء والجرحى. غادروا أسلوب البكاء والنواح واطرحوا خطاب المقاومة والثورة والنصر مهما طال الزمن.
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.