ما زال الشهداء… يعلموننا: دراسة في الجانب الاستشرافي من كتابات غسان كنفاني، في الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاده، حلقة (9) والأخيرة، عادل سمارة

تأشير في السياسة واﻷدب إلى دور النظام الرأسمالي العالمي:

البعد والتحليل الطبقيان

يبرز غسان في ” ثورة 1936 ” دور النظام العالمي (ممثلا في التحالف الامبريالي

 الصهيوني) في تقاطعه مع القيادات المحلية الرجعية واﻷنظمة العربية المحيطة بفلسطين، وبالتالي فإن البعد الطبقي يبدأ كخيط ناظم لتحليله منذ البداية. في هذا المستوى، تختلف (شدة الوضوح) على الأقل بين انتاج غسان اﻷدبي وانتاجه السياسي الفكري.

يتابع غسان في “ثورة 36 -39” (ص9) التناقض الذي كان يبرز ويتطور بين ملاك

اﻷرض الفلسطينيين والبرجوازية المدينية والمتوسطة الفلسطينية وبين رأس المال

اليهودي ، وذلك كلما زاد عدد المستوطنين اليهود في فلسطين إضافة للتسهيلات

والامتيازات التي تقدمها لهم سلطة الانتداب (ص10) . بهذا ربط بين دور النظام العالمي بتنمية نمط انتاج رأسمالي كولونيالي في فلسطين من جهة، وعمله على تخلف الاقتصاد  الفلسطيني من جهة ثانية. وهذا خلق نمظ انتاج مزدوج أو اقتصادين، تمهيدا لتصفية الفلسطيني.

لكن إلى جانب دور النظام العالمي هناك تناقضات أساسية كانت في المجتمع الفلسطيني وهي بين قيادات اقطاعية من جهة، تسيطر على اقتصاد فيه بدايات للرسملة وبلورة حركة عمالية، ولكن دون وجود برجوازية انتاجية لتكون ناقلة لمشروع رأسمالي يخلق متسعا لحركة عمالية وحزب شيوعي…

يقول غسان:” نجمت قوة القيادة الاقطاعية عن عدم تعريب الحزب، وضعف البرجوازية، وتشتت الحركة العمالية”.[1]

وهذه أمور صحيحة، ولكن تجدر الاشارة إلى:

  1. اهتمام الاستعمار بتقوية ” الاقطاعية”
  2. اضعاف ملاك اﻷرض
  3. اضعاف الشريحة البرجوازية ذات التوجه الانتاجي وبالتالي القومي وكل ذلك للحيلولة دون رسملة الانتاج وعلاقات الانتاج ( اما علاقات السوق فلا بأس أو لا مناص منها) ﻷن في هذا قدرة على النمو وبالتالي المواجهة مع المشروع الامبريالي الصهيوني.

تساعدنا حالة فلسطين هنا في فهم وتفنيد أطروحة بيير فيليب راي حول تمفصل انماط الانتاج في الفترة الكولونيالية[2] . ان الاستعمارلم يقصد “تطوير” أو السماح بالتطور الرأسمالي في الكونغو ( الحالة التي درسها راي) وذلك من خلال حرص الاستعمار على عدم تذويب اﻷنماط الما قبل رأسمالية ﻷنها أكثر استعدادا للتصالح مع رأس المال الكولونيالي ولا سيما زعاماتها من مشايخ القبائل TribalChieftains .[3]

 وهنا تقف حالة فلسطين التي تعرض لها غسان كحالة فريدة. ففيها قام الاستعمار بتنمية نمط الانتاح الرأسمالي اليهودي (الخاص بالمستوطنين البيض) على حساب نمط الانتاج ما قبل الرأسمالي، أي العربي الفلسطيني. أي أنه تم تطبيق الجانبين في فلسطين ، تنمية نمط وتدمير آخر.

يتتبع غسان دور ” اﻷدب الصهيوني” منذ مراحله المبكرة ملتقطا محطات أساسية ونوعية في هذا التطور وكاشفا التكثيف الايديولوجي السياسي في هذا “اﻷدب” مقابل الهشاشة والخواء الفنيين. وربما كان يعوز غسان المبضع الاقتصادي وتحديدا استخدام أعمق للمادية التاريخية منظورا إليها من البعد الاقتصادي ليجد أن ” تطور اﻷدب الصهيوني”على هذا النحو قد ترافق مع التطور الرأسمالي نفسه، ليصل في هذا البحث كما وصل في أعماله اﻷدبية إلى أن المشروع الصهيوني ليس إلا جزءاً من المشروع الامبريالي في الوطن العربي.

يقول غسان:

” وربما كانت تجربة اﻷدب الصهيوني هي التجربة اﻷولى من نوعها في التاريخ، حيث يستخدم الفن، في جميع أشكاله ومستوياته، للقيام بأكبر وأوسع عملية تضليل وتزوير تتأتى عنها نتائج في منتهى الخطورة. وكان من أولى هذه النتائج أن أدت عملية من هذا النوع إلى غسل دماغ جماعي في كل ناحية من أنحاء العالم… ” [4]

ليس من السهولة وصف هذا باﻷدب، بقدر ما هو نثر ايديولوجي مصاغ في أشكال أدبية (رواية، قصة، قصيدة،…الخ) هناك عاملان آخران على اﻷقل لعبا الدور اﻷساس في تسويق هذا التزوير على شكل سلعة “مقدسة” . هناك المركزانية الأوروبية التي تقف موقفاً عنصرياً ضد كل ما هو غير أوروبي، وهناك تقاطع هذه المركزانية مع النظام الرأسمالي نفسه الذي يسخر الثقافة والسياسة واللون والعرق لصالح اخضاع كافة أطراف النظام العالمي لمصالحه. وهناك بالنتيجة تقاطع المركزانية والرأسمالية مع بعضهما البعض وهو التقاطع الذي أنتح أكثر الايديولوجيات، وبالتالي الحركات عنصرية في العالم وهي النازية والفاشية والصهيونية. والمقصود هو أن تسويق هذا “اﻷدب”  الصهيوني لا يمكن عزله عن تقاطعه مع مصالح النظام العالمي الذي أراد دولة يهودية في فلسطين قبل الإعلان الرسمي عن أول مؤتمر صهيوني في بازل عام 1897. [5] حين يكون اﻷدب رافعة لمشاريع عدوانية توسعية وعنصرية، وحين يمنح اﻷدب للايديولوجيا مباركته بحيث يسلم نفسه كليا في خدمتها، ولا سيما الايديولوجيا العنصرية والعرقية والمغرقة في الرجعية واﻷصولية القبائلية ( القبيلة، القبائل العبرية)، فإن هذه الأعمال لا تعود أدباً، وإنما تعبئة ايديولوجية من اجل الاجرام الجماعي، أي سحق شعب والاستيطان مكانه. ومن هنا، يصبح مشروع الوقوف بحزم أمام مشروع التطبيع الثقافي مع الصهيونية. وعلى أية حال، فإن “الأدب الصهيوني” ليس إلا جزءاً من “فكر” المركزانية الأوروبية وعنصرية الانجلو- ساكسون. ان كل محاولة من مثقفي العالم غير الانجلو – ساكسوني للتعاطي مع المركزانية الأوروبية من غير هذا المدخل، ليست الا محاولات من أفراد تتم رشوتهم بقبولهم كأفراد ليصبحوا أدوات لتثبيت تخلف شعوبهم.

غسان والمقاومة النفسية

لا تكمن خطورة “الأدب والدعاية والايديولوجيا الصهيونية في جوهرها العنصري

والعدواني وادعاء التميز. وإنما تكمن هذه الخطورة في نجاحها في اختراق الوعي البسيط لدى المثقفين وساسة ومواطنين عرب، اختراق أشبه بعقدة “الخواجا” التي تتمثل في كون الخواجا، سواء الغربي أو اليهودي، هو الأنجح والمنتصر والدقيق في عمله والعالم، والمتعلم …. الخ.

 

يقف المتخلص من عقدة الخواجا موقف المقاوم مقاومة مديدة بغض النظر عن الثمن

 والنتائج . وعليه، فإن الدعاية الصهيونية والامبريالية عامة إما أن تفرز المقاومة وإما أن تخلق تبرير الهزيمة أو تحديداً “استدخال الهزيمة” . من هنا كان ما أنتجه غسان كنفاني سواء “في الأدب الصهيوني”، أو أدب المقاومة هو آليات وروافع لمواجهة الهجوم الاعلامي الصهيوني الذي يهدف الى جر العرب باتجاه “استدخال الهزيمة”.

ان كشف الزيف الهائل في “الأدب الصهيوني” هو شكل راق مبكر ومتقدم من المقاومة. وهذا يجعل من غسان الأب الروحي للجيل العربي الجديد الذي يقاتل على جبهة رفض “استدخال الهزيمة” برفض التطبيع ولا سيما التطبيع الثقافي. الجيل الذي لا يهتز لفقدان جولات أخرى، الجيل الذي قاوم ولا يزال، الجيل الذي لم يستهن بقدرة الجندي المصري الذي هزم “الجيش الأسطورة” في حرب أكتوبر، الجيل الذي يرى كيف يقارع حزب الله وحده الآلة العسكرية اليهودية والامبريالية معاً.

ولكي يتمكن هذا الجيل من ارساء أسس علمية من جهة، وثابتة من جهة ثانية في مناهضةالتطبيع، لا سيما أن التطبيع مسلح بقوة الامبريالية والصهيونية والكمبرادور العربي كأنظمة حكم، ورأسمال وكمبرادور ثقافي، لا بد له من بناء ثقافي متماسك وعميق لكي يتمكن من التوضيح بما لا يزيد عن اللزوم أن “أدباً” يبرر اغتصاب فلسطين، ويحولها إلى إسرائيل، ويغرقها بسكان مستوردين من عشرات بلدان العالم ليس أدباً من حيث المبدأ.

انه تنظير ايديولوجي يبرر اغتصاب بلد بالثقافة كما هو بالبندقية.

هذه الاشكال المتقدمة من المقاومة تحتاج الى مستوى ثقافي متقدم أيضاً. ولا يمكن أن

 تتوفر الثقة النفسية لدى المثقف ما لم تكن حصيلة قدرة واطلاع ثقافيين عاليين. فبالثقافة المعمقة ننتقل من الاعتقاد الى التمثل والابداع. كيف يمكن لعربي أن “يتطاول” فينتقد مؤسسة نوبل حين تعطي جائزتها في الأدب لكاتب يهودي شموئيل يوسف عجنون 1966، وهي المؤسسة الامبريالية التي تحيط نفسها بمهابة سياسية وانسانية وأكاديمية وعلمية؟ يقول عجنون في عمله الذي حصل بموجبه على جائزة نويل:

إنني أدعو الله أن يأتي اليوم الذي تتوسع فيه حدود أورشليم حتى تصل إلى دمشق، وفي كل الاتجاهات”![6]

أين هذا الابداع في عمل من هذا الطراز؟ الا يؤكد هذا أن المشرفين على “منح”هذه

 الجائزة صهاينة حقاً؟ أليس من الغرابة بمكان أن يحصل عمل من هذا الطراز على

جائزة نوبل “للسلام”؟ عمل يدعو بوضوح الى اغتصاب وطن الغير. هل البلاغة هنا شيء سوى “بلاغة” العدوان؟ ان عملاً من هذا الطراز، لا يمكن له الحصول على هذه الجائزة إلا من مؤسسة نوبل، لأنها هي نفسها قد أقرّت بوجود إسرائيل التي أقيمت على وطن مغتصب، ومن هنا يصبح توسيع الرقعة المغتصبة “وضعاً طبيعياً”.

لقد بادر غسان وكتب “أدب المقاومة في فلسطين المحتلة عام 1948″،  إلا أننا نرى أن الملحّ اليوم هو كتابة أدب مقاومة النظام العالمي. ما هو ملح اليوم هو أدب الثورة. لكن هذا كله يحتاج إلى عاملين أساسيين:

الأول: تعميق الثقافة وتجاوز ذلك الشعار المتخلّف القائل”سوقياً” شبعنا نظريات، وبرجوازياً :”انتهى عصر الايديولوجيا”.

والثاني: تجاوز الذل الحضاري الناجم حقاً عن الفقر الثقافي.

كان غسان من بين الكتاب العرب الذين هجموا حقاً على الأدب الصهيوني ومانحي جائزة نوبل “للسلام”.  وقد يبدو هذا الأمر بسيطاً لدى البعض أو عادياً. ولكن من ينظر بدقة ما إلى طبيعة الهجمة الثقافوية التي تسود العالم الغربي اليوم، يدرك كم كان عظيماً الهجوم أو على الأقل التصدي لهذه المؤسسات. لقد أصبح التقاطع علنياً وواضحاً بين الامبريالية والثقافوية. ولعل من أفضل من عالج هذا الأمر المفكر العربي المصري سمير أمين[7] الذي نقض أطروحة هتنجتن المبنية على أن صراع الشعوب والأمم هو صراع ثقافي.

 أكد أمين أن التفاوت والصراع هو على مرتبة كل أمة في النظام العالمي الذي يقوم على الاستقطاب إلى مركز غني ومهيمن ومحيط تابع.

الحزب الشيوعي

لا يخفي غسان موقفه الايجابي من الحزب الشيوعي من حيث المبدأ، وهو الموقف الذي لم يخل من نقد، له ما يبرره، (ثورة 36-39، ص19-20) حول دور الحزب الشيوعي قبل الثلاثينيات والممثل بعجزه عن الادراك المبكر لجوهر الصهيونية. وكأن غساناً ينتقد وجود حزب شيوعي طيب النوايا، وطيب النوايا لا يستقيم مع العمل السياسي. كما لا ترتفع النوايا الطيبة الى تحليل عميق ومناسب الا بالعمق الفكري. ولكن طيبة هذا الحزب جعلته أقل قدرة حتى عن معرفة طبيعة الصهيونية. كما أنه عجز طبعاً عن دراسة طبيعةالطبقة العاملة اليهودية، وهي طبقة عاملة في تجمع بشري استيطاني كلياً، ويقيم نمط انتاج رأسمالياً كولونيالياً منذ لحظة التكوين. وهكذا فإن الماركسية السياسية أعجزت الحزب عن ادراكه أن هذه الطبقة مستوعبة تماماً ضمن الجهاز السياسي والايديولوجي للسلطة الصهيونية قبل وبعد اعلان الدولة الصهيونية هذه. لكن غساناً يضيف لاحقاً،

بأن تحسناً قد طرأ على تحليلات الحزب حول القضية القومية العربية بعد الثلاثينات ولكن هذا لم يرفع الحزب الى مصاف الأحزاب القادرة على قيادة الثورة، بل المشاركة فيها فقط.

الدين

يقول غسان: “وفي الواقع يبدو أن الاخفاق في ادراك العلاقة الجدلية بين الدين والنوازع الوطنية في العالم المتخلف هو المسؤول عن التقليل من أهمية الحركة القسامية”.[8]

هناك هاجس يطاردني وأنا أكتب عن غسان ، وهو أن لا تكون كتابتي كتابة مجاملة للشهيد فتكون مثل قصائد المناسبات. لا يهمني أن تبدو للبعض كذلك، ولكن ما يهمني أن لا تكون كذلك حقاً. لنلاحظ معاً، ان الفترة التي كتب فيها غسان هذه الفقرة، كانت فترة “حمّى” افتخار الكثيرين بالالحاد. فترة صعود الماركسية السياسية وليس الماركسية الفكرية النظرية التحليلية والابداعية، لا سيما أن قليلين من الماركسيين العرب تجاوزت ماركسيتهم الماركسية السياسية. نلاحظ هنا ان غساناً من بين القلة التي وقفت موقف المحلل للعلاقة بين الدين والوطنية والقومية. القلة التي لا ترى في الدين مجرد اجهاض هائل وضخم من الأفكار الرجعية التي تشد الناس والزمان إلى الزمن الماضي. قد يكون غسان لاحظ الدور الذي لعبه الدين في الثورة الجزائرية، ولا شك أنه لاحظ أيضاً الدور الذي لعبه الدين في تجريد الحملات الصليبية والدور الذي لعبه الدين في صدها سواء بقيادة صلاح الدين او الظاهر بيبرس.  ليس الأمر هنا محاولة فرض أو افتراض مصالحة بين الدين والوطنية والقومية ، وإنما هي محاولة قراءة الوقائع طبقاً لبنيتها ومجرياتها ومسبباتها ونتائجها. قراءة الدين قراءة غير عدوانية[9].

واذا كان لا بد من المقارنة بين من وازعه الدين وبين من وازعه المواطنة، فإن الشرح المطول الذي أبرزه غسان عن “الإقطاعيين” وكبار الملاك، ودورهم الذي كان باستمرار محكوماً بمصالحهم، لم يكن متخلفاً جداً عن دور القسام ورجال الدين المجاهدين وحسب، بل كان معادياً لهم متآمراً عليهم محرجاً منهم[10]، وهو شرح كافٍ لايضاح الأمر.

[1] ثورة 1936، مصدر سبق ذكره.

[2]Ray, P.P. 1973, Les Alliances des Classes, Paris, Maspero.

لعل مساهمة بيير فيليب راي هي في عمله المبكر لدراسة تمفصل انماط الانتاج من جهة، وربط الأمر بالصعيد الاجتماعي الطبقي من جهة ثانية، لكن اطروحة راي التي مفادها ان عملية التمفصل تأخذ ثلاث مراحل هي ” 1- علاقات اولية واساسية بين النمط الرأسمالي الكولونيالي والانماط الما قبل على صعيد التبادل 2- تغرس الرأسمالية جذوراً ما مستثنية الى حد ما الانماط الما قبل، 3- الاختفاء الكامل لانماط الما قبل لصالح نمط الانتاج الرأسمالي حتى في الزراعة. وفي رأينا أن هذا حصل في المستوطنات البيضاء، امريكا وكندا واستراليا ونيوزيلندا وفلسطين (اي ما احتله اليهود منها) وليس في الاقتصاد العربي الفلسطيني. وما نقصده هنا ان الدخول الفظ للاستعمار على التشكيلات ما قبل الرأسمالية في المستعمرات لم يكن بهدف نقلها الى الرأسمالية وانما بهدف تخليد تبعيتها وابقاءها مستودعات للمواد الخام وقوة العمل الرخيصة وفي احسن الأحوال كما هو اليوم جعلها مجالات لتصربف منتجات الغرب الرأسمالي عبر ما تسمة بالخصخصة محلياً وتحرير التجارة الدولية على الصعيد العالمي. لنقد اطروحة راي أنظر:

Adel Samara, Industrialization in the West Bank: A Marxist Socio- Economic Analysis, Al-Mashriq for Economic and development Studies, Jerusalem 1992: 46- 50

[3] ان الاختراق الفظ الذي قام به الاستعمار الاوروبي ولاحقاً الامريكي قد حال دون التطور الطبيعي للتمفصل بين Articulation   ما بين انماط الانتاج العاملة في التشكيلات ما قبل الرأسمالية وهو التمفصل الذي كان سيقود في تدور خاص بتلك المناطق. لكن منظري الغرب الرأسمالي سقطوا في الاعتقاد أن الانماط الما قبل، هي ساكنة وكتيمة وتفتقر الى المحرك الداخلي الذي يدفعها للتطور وبالتالي استخدم هذا التفسير كتبرير للزوم تدخل الاستعمار لشق “شرنقة” استحالة التطور الذاتي قي التشكيلات ما قبل الرأسمالية وبالتالي “نقلها” الى “الحضارة” اي الرأسمالية وبالطبع لم يحدث هذا.

[4] في الادب الصهيوني ص 24

[5] كان الامبراطور الفرنسي نابليون في بداية القرن التاسع عشر، ولاحقاً وزير خارجية بريطانيا بالمرستون 1838، من أوائل القادة الاستعماريين الذين دعوا لاقامة دولة يهودية في فلسطين كي لا تتحد سوريا ومصر ولتثبيت مصالح بلدانهم الاستعمارية في الوطن العربي.

[6] “في الأدب الصهيوني” ص 219.

[7] انظر بهذا الصدد سمير أمين: الامبريالية والثقافوية تكملان بعضهما بعضاً، مجلة كنعان، العدد 85، نيسان 1997، ص6-13

[8] ثورة 36 -39 / مصدر سبق ذكره، ص66-67

[9]انظر بهذا الصدد، عادل سمارة، الديمقراطية والاسلام السياسي واليسار، منشورات الزهراء، القدس 1994.

Adel Samara, Political Islam, Fundamentalism or National Struggle?- A Materialist Critique . Al-Mashriq for Development & Cultural Studies, 1995

[10] ثورة 36-39 ، ص 70

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.