بمناسبة جريمة امريكاالنفط الكيان ضد اهلنا في السويداءونشر هدى عبد الناصر فيديو الزعيم في السويداء استذكر كم كان يُهين أمريكا لعل في ذلك عبرة للعملاء. حينما وضعت امريكا شروطا على مصر لتمويل السد العالي ما يلي حديث بين الزعيم وبين المبعوث الأمريكي:
(( صمت المبعوث الأميركي، وبدا عليه الامتعاض من تشدد عبد الناصر، ثم أحب أن يغيّر مسار الحديث بابتداع أفكار يمكن أن تنال قبولاً عند الرئيس المصري، فقال: «قلت لي إن مشكلتكم هي أن إسرائيل تقطع الاتصال الجغرافي بين طرفي العالم العربي. ماذا لو صنعنا جسراً يمتد بقرب حدود مدينة إيلات في جنوب إسرائيل، ويصل بين مصر والأردن. وتكون السيادة فوق الجسر للطرف العربي، والسيادة تحته للإسرائيليين. أليس هذا حلاً مناسباً يحقق لكم الاتصال الجغرافي الذي تشتكون من كونه انقطع عن العالم العربي؟». فكّر عبد الناصر قليلاً، ثم قال: «تقول لي، يا مستر أندرسون، أنّ الجسر العلوي سيكون تحت السيادة العربية، وما تحته سيكون تحت سيادة أعدائهم. حسناً، ماذا لو أن عربياً وقف فوق الطريق العلوي، واستجاب لنداء الطبيعة، فبال على دولة إسرائيل أو على أحد أفراد شعبها؟!». ومضى الرئيس المصري يضحك ساخراً، وقال: «هل ستنشب عندها الحرب بين العرب واليهود؟!». ولم تعجب أندرسون فكاهة عبد الناصر، وشعر أنه يسخر من أفكاره، ولا يريد أن يقبل بحلول خلاقة لحل نزاع الشرق الأوسط. وحينما عاد أندرسون إلى واشنطن أعلم رئيسه إيزنهاور بأن المصريين ليسوا جاهزين الآن للسلام.
لم يكن نقضاً لما تعهدوا به فقط، ولا انسحاباً أحادياً من اتفاق دولي، بل كان تحريضاً وقحاً ضد النظام الحاكم في مصر، ودعوة شديد البذاءة للشعب المصري لإسقاط حكومته. وقرّر رئيس مصر أن يردّ على أعداء بلاده بما يجعلهم يندمون ندماً تاريخياً. ولم يطل الردّ كثيراً، فبعد أسبوع واحد فقط، أعلن جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس رمز السيطرة الأجنبية في أرض مصر. وبواسطة الدخل المالي الذي وفرته عائدات القناة أمكن تدبير المبالغ الكبيرة بالعملات الصعبة، لبناء السد العالي. وساعد الروس في إنجاز هذا المشروع، وبرهنوا – أيامها – على أنهم أصدقاء حقيقيون.
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.