ليس المهم عدوانهم …بل نحن أين؟ عادل سمارة

يتحدث ربما الجميع عن تحضير أساطيل “أرمادا” القرن الواحد والعشرين الذي سيلقى مصير أرمادا نهاية المرحلة الميركنتيلية ، سيطرة إسبانيا. فهزائم الثورة المضادة تبشر بتهاوي سيطرة العدو الأمريكي ليقف العالم على مشارف تهاوي حقبة العولمة اللبرالية.
فلا تجزعوا، بل اصطفوا كل في موقعه وبإمكاناته.
تحضير لعدوان الجديد، أي ليس جديداً، بل حلقة من أخريات. ولعل أهم ما فيه أن الأنظمة/ الدول بل حتى الصامتين من شعوبها ليس موقفهم هذا بالجديد إطلاقاً، فلمَ الشعور بالمفاجأة. الدول الثلاث التي تتصدر العدوان هي نفسها التي أقامت الكيان الصهيوني وهي التي ربطت مصير الكيان بتدمير سوريا قبل غيرها من البلدان العربية لضمان بقاء كيان يعيش تحت التنفس الاصطناعي الإمبريالي. .
هل سيحصل العدوان، في الغالب نعم. وسيكون هذا أصعب أشكال العدوان لأن الأعداء الرئيسيين يأتون بأقدامهم. صحيح أنهم سيعتدون من الجو ومن البعيد، ولكنهم سوف يخسرون في :
• سيسقط قتلاهم من الجو ناهيك عن طائراتهم
• ويخسرون بصمود الشام بكل مكوناتها من المواطن إلى الجندي إلى القيادة
• وسيخسرون لأنهم سيفتحوا معركة تحرير إدلب
• وسيخسرون لأن أدواتهم سوف تلقى ما لقيه أمثالهم في الصين وفيتنام والجزائر.
• وسيخسرون بانكشاف عملائهم من الأنظمة والأحزاب بل وكل من لم يصطف ولا يصطف في الدفاع عن سوريا.
لكنه مهما بلغ حجمه، ومهما تم تلفيق “مبررات” مكشوفة ، ليس سوى عدوان التأجيل، أو تأخير النصر كما يتضح من جوهره، لن يكون نصرا ولن يكون حاسما، بل مجرد تأجيل النصر السوري النهائي. فبعد الفشل في سقوط الشام يأتي النصر في تحرير إدلب.
من لا يتوقع العدوان هو حالة من الطيبة والبساطة. ومن لا يعرف ان الردع منتصر إنما هو في حالة استدخال الهزيمة.
بغض النظر عن التصادف أو القرار، جاء حديث السيد رداً واستنهاضاً وتأكيدا.
استنهاض للهمم ليس في سوريا وحدها، وبمعزل عن التركيز على هذه المسألة، بل إن مجرد حديث القوي نفسيا وعسكريا هو تحشيد إلى كل شريف عربي أن يقوم بعمل ما. لم يكن الرجل مضطراً للقول التحريضي الصريح، ولكن جوهر خطابه هو التصدي والمواجهة كفرض عين وفي كل شبر في الوطن العربي وما تركيز حديثه ضد جبهة العملاء في لبنان سوى اختصاراً للوقت والكلام لأن المقصود كل الجبهات وكل الناس.
نحن إذن في حالة عدوان “تجريبي تكتيكي” من جهة ، وحالة دفاع صارم ومنتصر من جهة ثانية، على أن ينتقل هذا الدفاع إلى الهجوم بكل أنواعه بعد إدلب، هكذا فقط يكتمل النصر لأن المعارك مستمرة ربما باشكال أخرى.
قبيل العدوان، وخلاله وبعده، يكون السؤال، ماذا نفعل نحن؟ إن الحد الأدنى المباشر هو تفكيك مفاصل العدوين:
• العدو الغربي عبر ضرب كل ما يمت له بصلة من اي نوع وفي اي مجال
• وتفكيك مفاصل الأنظمة التابعة له بضرب مصالحه فيها اولا وإشغال أدواتهم في حماية مصالح اسيادهم.
هذا ما يمكن التقاطه من حديث السيد، ضد جبهة العملاء في لبنان، وهو حديث للجميع. لا بد من إرباك بل وتدمير هذين الطرفين المعتدي وخدمه بل عملائه.

لذا، لا تفزعوا ولا تضخموا الأمر. ولا تسقطوا في نهش الحلفاء من طهران إلى موسكو. الوطن وطننا والحرب حربنا.
ليس دور روسيا ان تقاتل في سوريا وعن العرب، ولا نعرف ما هي حدود تسليحها لسوريا. وقد تحاول روسيا منع تورط العدو التركي ضد سوريا اللهم إلا إذا تخيل اردوغان أن سوريا ستُهزم كما تورط هو وغيره سابقاً.
ستكون إيران في المعركة دون أن تثرثر عن ذلك.
وعليه، يكون السؤال عن طرفين آخرين:
• اين نحن؟ كشعب وليس كقيادات وحكام في المواجهة ، اي لا بد من استعادة الشارع العربي ولو بالإضراب
• أما عملاء الثورة المضادة فمنشغلين بإيقاد النار تحت مرجل العدوان، ولا أوضح من استلحام جنبلاط (وبكائه جون ماكين – كم من مرة سيطال جنبلاط اليُتْمْ) والحريري وجعجع وبن سلمان وجميعهم يجهزون الإرهابيين بكل ما لديهم، ولن يُفلحوا.

أما سوريا فمتمرسة وجاهزة لحرقهم.
ومرة أخرى، السؤال لكم، أنتم الذين حتى الآن لم تنهضوا، لم تضربوا لم تردوا لم تنتقموا.
لن تكون نتيجة هذا العدوان تحقيق أماني الأعداء، لأن هذه الأماني أصبحت وراء المرحلة. ولكن الثورة المضادة ، وهي راسمالية طبعاً، ستبقى تحاول لسببين على الأقل:
• الأول لأن ميلها للمغامرة أشد وهي مأزومة. هذا تاريخ راس المال وجوهره
• والثاني: لأنها تحلم بالحد الأدنى ا ي تأخير النصر السوري حتى لو بخسارة وهزيمة نسبية له.
اليوم، وبعد هذا اليوم، إقطع كل شغل وقاتل.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.