فرصتهم … لمواصلة دورهم كعبيد، عادل سمارة

إعتقال الرفيق رجا إغبارية القيادي البارز وطنيا وفي حركة أبناء البلد وتقديمه للمحكمة الصهيونية يأتي كخطوة متوقعة على ضوء الاستخذاء والتطبيع الرسمي من جهة وتهالك مثقفين/ات على حل ما تسمى الدولة الواحدة مع المستوطنين قدامى وجدداً. بدوره، فالعدو الصهيوني يستغل هذا التهالك لتأكيد أن مشروعه هو دولة لكل مستوطنيها وحصراً بهم. لا شك أن هذا العدوان الصهيوني هو مقدمة لتعميم كم الأفواه وتقييد الأيدي وشل العقول.

لكن العدو نفسه يعرف كما نعرف وربما أكثر، بان هذا لا يفيد. وسيأتي يوما ليقول معظم هؤلاء من المستوطنين وداعاً لهذه الأرض لأنها أرض غيرنا، سنعود للانتشار غباراً في كل الأرض كما كنا أهل المنفى فالمنفوية طوعاً أفضل لنا من التجمع لأجل القتل والموت! نحن من مئة قومية وسنعود إلى هناك. . حتى الأن قد لا نجد عشرة يهود مستوطنين طرحوا هذا السؤال: وهل كان مشروع دولة استيطانية في فلسطين يحتاج/يستحق كل هذا؟ لكن حتى هؤلاء لم يلمسوا التحليل الحقيقي بأن إقامة هذا الكيان لا علاقة له بالدين اليهودي ولا بما يسمى العبرية القديمة أو أين كان لليهود وجوداً سواء في اليمن أو الجزيرة العربية…الخ كل ما حصل هو تجنيد الملايين من يهود العالم ليكونوا حراساً لمصالح الراسمالية الغربية خاصة في مختلف مراحلها التجارية/الاستعمارية فالإمبريالية فالعولمية. إنها أخذ اليهود من لا سامية الغرب ، من عدم الاندماج إلى دولة عبودية للغير وعدوانية ضد الفلسطينيين والعرب الدولة الأداة، ورغم ما سلبته، فإن حصتها من منهوب الوطن العربي ليس أعلى من مقدار اقتصاد التساقط Tricle-down Economy الفتات.

حبذا لو يفهم المتساقطون ومستدخلي الهزيمة العرب وخاصة الفلسطينيين بأن من يغتصب وطنهم يغتصبه لغيره، إنه يحمي مصالح اسياده ووصلت حالة مأفونيته إلى الانتحار لأجل الغير حتى وإن كان بين ظهرانيي سادته يهود رأس المال المعولم من نالوا حصة الفتات.

حبذا لو تعرف قطعان الدين السياسي التي تموت في سوريا كالجيف بأنهم يخدمون الكيان الصهيوني وسادته الغرب أي هم عبيد حكام وقوى الدين السياسي وهؤلاء في خدمة الكيان والكيان في خدمة الإمبريالية، فاية تركيبة طبقية للإرهاب هذه!

لكن لا بد من كلمة عن الطابور السادس الثقافي الفلسطيني خاصة بقيادة مُنظِّره فتى الموساد، ومأجوريه من من يُقال بأنهم “أكاديميون” بينما هم مُؤجِّرو معلوماتهم/ن، أقلامهم/ن وربما أجسادهم/ن. إن موقف رجا إغبارية ومحاكمته هو جزء من الرد على مدرسة عزمي بشارة واسماعيل الناشف وصخر أبو فخر وجيش من المرتزقة بأن الدولة “القومية” انتهت. وهدفهم بالطبع ليس مناقشة المستوى النظري والواقعي عالمياً، بل خدمة الصهيونية في طمأنتها بأن الأمة العربية انتهت فليعش الكيان بأمان. هذه مدرسة العدمية التي تفصل الفكر عن السياسة، والسياسة هنا المستوى النضالي العملي. قومية المرحلة ليست محصورة في العروبة بل مسألة عالمية لن تستحي من التاريخ، لكن هذا الحدث لم يأت بعد. لا تتضامنوا مع رجا إغبارية العروبي لأنكم هنااااااك في عالمية التروتسكية والمابعد حداثية والتي تصب في طاحونة المحافظين الجدد.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.