“كنعان” تنشر كتاب ” بين حل الدولتين وحل الدولة الواحدة: دراسة نقدية” (حلقة 1)، تأليف: محمود فنون

في حلقة اليوم: محتويات الكتاب، تقديم عادل سمارة، مقدمة الكتاب

محتويات الكتاب

تقديم د.عادل سمارة

مقدمة المؤلف

 القسم الأول: نهاية حل الدولتين

سقوط حل الدولتين لشعبين

“البدء” وسلامة كيلة

التنظير على لسان عرب وفلسطينيين:

سقوط وهم الدولتين

ما هي الصهيونية

هناك استثناء قامت به العصبة الشيوعية:-

مقترحات الكونت برنادوت:

نهاية حل الدولتين

ماجد كيالي ونهاية حل الدولتين

أحمد قطامش يدلي بدلوه

أصحاب الصرخة

محمود الشيخ مع الإنتقال إلى حل الدولة الواحدة:-

أحمد حسدية ضد حل الدولتين:-

نديم روحانا

غانية ملحيس ونهاية حل الدولتين:

“مساهمة” راضي الجراعي في سقوط حل الدولتين

عوض عبد الفتاح

مبادرة كندي عام 1961م

 

القسم الثاني: حل الدولة الواحدة

الوثيقة التأسيسية  

الوصول للدولة الديموقراطية العلمانية الواحدة

فهم ورقة الصرخة للصراع

ورقة الصرخة دعوة للتعايش والتطبيع

أزمة القيادة الفلسطينية

التسوية الجارية: رؤيا جديدة – عملية جديدة لتسوية الصراع

دولة واحدة بمجتمعين منفصلين ومتشابكين.

أساليب قطامش لتحقيق الهدف

الميثاق الوطني الفلسطيني يحدد

عودة استكمالية مع قطامش

ورقة عوض عبد الفتاح

راضي الجراعي

ماجد كيالي والدولة الواحدة

خاتمة

ملحق رقم 1

قيس عبد الكريم/أبو ليلى كسرنا تابو شعار التحرير الكامل

 ملحق رقم 2  

 اليهود والصهيونية وتغيير العقيدة

 ملحق رقم 3

 النكبة وحل الدولة الواحدة

ملحق رقم 4

 في شعار الدولة الواحدة –الرفيق غازي – أمد

المصادر وثبت المراجع

■ ■ ■

تقديـــــم

د. عادل سمارة

لكل مرحلة شروطها، والمرحلة وليدة حدثٍ تكون المرحلة نفسها بمثابة تجلّيه الرئيسي وبالطبع لها شرطها علينا. هذه المرحلة وليدة حدث هو الاستعمار الاستيطاني الصهيوني الإشكنازي كتخليق رأسمالي غربي في حقبة الإمبريالية لمخلوق مشوه بالمطلق. كائن لا شبيه له حتى في المستوطنات الرأسمالية البيضاء الأخريات. كيان من عبيد للإمبريالية من رئيس الوزراء إلى المثقف وصولاً إلى إثيوبي تطرد جثمانه مقابر الإشكناز. لم يكن للشعب الفلسطيني والأمة العربية سوى خيار مواجهة هذه المرحلة لأن شرط بقائنا يكمن في المقاومة.

هذا هو كتاب الرفيق محمود فنون، ببساطة “الحياة مقاومة”. لذا يحار المرءُ بين الكتابة عن الكتاب أم عن المؤلف، ولا يطلق القلم سوى اندماجهما معاً.

حين تقرأ هذا العمل، تجد نفسك أمام مناضل من الشخصيات النمطية في القضايا الأساسية. من فئة المثقف المشتبك الذي لا يتقاعد، وليس من فئة المثقف الذي حتى إذا ناضل، فلأجل رِفعة شخصه، لذا تنتهي هذه الفئة إلى تقسيم عمرها إلى ثلثه في الأسرة والمدرسة وربما الجامعة، وثلثه في عمل وطني وثلثه أو أكثر إما ندماً على ما أنفقه على الوطن، أو بحثاً عن مردود عمَّا بذله، أو قرار السقوط في التطبيع سواء تطبيع الدولة أو الأختين/الدولتين.

هذا الكتاب أول عمل تناول تفصيلاً هذا السقوط المدوي والمغلَّف بالافتخار، والعقلانية. سقوط يقوم على قرار إهداء الوطن للعدو. وهو القرار أو الموقف المحظور بالمطلق على أي شخص سواء كان قائدا، مثقفا مواطنا أو حتى منتخباً، لأن مصير الوطن لا يخضع للتصويت. وعليه، يكون هذا الإهداء للعدو بمثابة طبعات متتالية لوعد بلفور.

يأخذك هذا الكتاب إلى حقيقة أن  دُعاة الدولة والدولتين إنما يتوجهون إلى العدو، بل الأعداء، وليس إلى الشعب صاحب القضية الوحيد. إنهم فرق طالبي الاعتراف من الأعداء، الاعتراف بهم، وليس بحق الشعب في وطنه. فرق تتقن الثرثرة والتنميق والمكابرة وتضخيم اللغة الجوفاء وتجويف الوعي ضمن ما يمكن للمرء تسميته استدخال الهزيمة “وإظهاره عبر الاستقواء بالضعف”. بمعنى”نحن لن نرمي اليهود في البحر، لا بد من المساواة في فلسطين، ليس هناك ملعبٌ لهم وملعبٌ لنا، على الأمم المتحدة تحمُّل مسؤوليتها، العرب تخلَّوا عن فلسطين”…الخ. هذا السخاء بدون رصيد هو إستقواء بالضعف لا أكثر مهما تفنن هؤلاء في تدوير الزوايا.

يتساءل المرء، من أين أتى هؤلاء بكل هذه الأكوام من محتويات “إسطبلات أوجياس”. ليجد الإجابة كما قيل: “من فمك أُدينُك”.

“… وعوض عبد الفتاح صريح حيث يقول بأن إحياء فكرة الدولة الواحدة جاءت على أيدي ” ثلة من الأكاديميين المرموقين، فلسطينيين ويهودٍ إسرائيليين، وكذلك يهود من جنسيات أميركية وبريطانية، إلى ترويج الفكرة”). واضح أنت إذن، في إتقان ما علَّمك مَن علَّمك.

لا يصعب على المرء التقاط مأزق هذه الفرق، فكلما أمعن الأعداء في طعن الحق الفلسطيني كلما فاضت كتاباتهم عن طاقة مواقع الإعلام حتى الافتراضي منها، والذي سِعته بلا حدود. لأنها علاقة السيد بعبده الذي يجلده كلما لاحظ عليه بعض التلكؤ لا سيما حين يقرر السيد تنفيذ مشروعه الأخطر. وإلا ما معنى التفجع على السلام بفيض الكتابة تواكباً مع قرار الولايات المتحدة اعتبار القدس عاصمة العدو؟ وعلينا أن ننتظر تسونامي الكتابة بعد قانون “القومية” المُدَّعاة تبريراً، وتغليفاً، ومداراةً وتثبيطاً للعزائم.

هذا هو الكتاب الأول الذي تناول في ثناياه معظم ما كتبه مستدخلو الهزيمة، وعرضه بأمانة وأدب، وذكرهم/ن بالأسماء. فمن جهة، كان هذا العمل الأول الذي تناول سقوط فلسطينيين سقوطاً مريعاً وبالتفصيل. ولم يتوكأ على سقوط حكام ومثقفين عربا وعرض كل هذه العورات كما هي، وبأدب. وربما كان أهم ما في هذا العرض النقدي هو ذكر أسماء هؤلاء. لماذا؟

يزعم ذوو العيوب الوطنية أن ذكر أسماء المطبعين هو درجة من شخصنة الأمور. وهذا هُراء خبيث. فالتطبيع هو اصطفاف في صف الأعداء ضد الوطن مما يجعل تعريف الناس بحقيقة هؤلاء عملا وطنيا ومقاوما. فكشف أسماء هؤلاء هو تحصين للشباب هم/هن من الانقياد للمطبعين مأخوذين بإعجاب  بهم دون معرفة، لا سيما وأن المطبعين يُخفون أنفسهم ويُغلِّفون لغتهم بالاستقواء بالضعف كما أشرنا. مثلا، بعبارات من نمط “فور الضم سنبدأ المطالبة بالمساواة”! يا للهول! ألم يُطالب أسلافهم من الحزب الشيوعي راكاح بالمساواة منذ عام 1948؟

يكشف الكتاب مخاطر مثقفي الطابور السادس الثقافي عبر الرد على  شخوص هذا الكتاب الذين يحاولون البقاء في عين الاحترام الشعبي كما كان بعضهم حين كان يناضل! إنهم يستلحمون للحفاظ على قيمة خاصة بهم، يسميها البعض “رأس المال الرمزي” الذي لا أراه إلا ضمن البعد المادي معبراً عنه برمزية ما. وللبقاء في موقع قيادي، يكون على هؤلاء  وجوب الكذب، سواء بالثرثرة عن “الإنسانية، المساواة، التسامح، التفكير الجديد…الخ”.

ولعل التفكير الجديد، وهو مقولة إدوارد سعيد، هو حجر الزاوية في معظم ما قاله هؤلاء. إنه استبدال النضال بناعم الكلام الذي يمتص شحنتك الثورية، وينفخك بشيء ما، لا يمكن لمسه ماديا وتطبيقياً. لذا، يثرثرون عن تخلي الصهاينة عن علاقة القوة التي يتمتعون بها. رغم أن هذا مُحال، إلا أن الكاتب يلتقط هذا الخبث بتذكير أهل التطبيع بأن المشكلة ليست في العلاقات بيننا وبينهم بل في اغتصاب وطن، كأرض وبيت ومصدرعمل وإنتاج ودخل وإعادة إنتاج الخير لأجل البقاء المجتمعي. هذا ناهيك عن مأزق يقع كبرزخ مليء بعذابات شعبنا بين اليوم وإلى حين يقرر الصهاينة القبول بعلاقات جديدة ليست سوى تقليل احتقارهم لنا. أما الذين منهم يحلمون بأن سقوط الرأسمالية العالمية سوف يُنجز لنا سقوط النظام الصهيوني، فحبذا لو يقولون لنا….متى!

تعلمتُ من الكتاب الكثير. وهذا ما سيقرأه ذوو العقول الحصيفة بين ثنايا الكتاب. وليس لي، في مساحة محدودة أن أذكر سوى ملاحظتين فقط:

الأولى: في المقارنة المتأنية لمواقف هؤلاء المطبعين في الماضي ولاحقاً. أي حينما كان بعضهم في صفوف المقاومة حتى انتقالهم إلى مواقع هي ضد المقاومة، ضد الذات، التي بيَّن لنا الكاتب أنهم كانوا سابقاً ضد ذاتهم الحقيقية، التي هي الآن. أما بعضهم الآخر، فلا تاريخ له.

والثانية: لقد فهمت بجلاء أين يكمن سرُّ تخاذل كثيرين عن شجب مختلف دعاوى التطبيع مجسدة في “الدعوة لتفكير جديد بديلا للمقاومة، مبادرات، مؤتمرات، مقترحات، أوراق، “نداء وصرخة من الأعماق” التي أُحاكم لرفضي لها. تخاذل اتضح في تجاهل مقصود لخطورة كافة هذه السقطات وكشف عن طابور سادس ثقافي، بل حتى عن جناح سِريٍّ له.

هذا العمل، كما تقول أدبيات الحرب، هو أحد جيوب المقاومة التي تتكون من مجموعات محدودة العدد، جريئة، تضحوية، يُنيط بها قادة الجيش مهمة البقاء وراء خطوط جيشهم المنسحب إثر هزيمته كي يُعيقوا لَحاق جيش العدو بهم، كي يتمكن الجيش المهزوم من إعادة الاصطفاف ليبدأ الهجوم المعاكس مجدداً.

هكذا قرأت هذا العمل، وهكذا هو عمل وكاتب.

بيت عور الفوقا – رام الله – الأرض المحتلة

21 تموز 2018

■ ■ ■

مقدمة

 محمود فنون

بدأت الكتابة في شباط 2018 وسبق وعبرت عن أفكار الكراسة في كتابات قصيرة متفرقة، وفكرت في جمعها معا بعد استكمال مجموعة حيثيات هي من لزوميات تبيان الموقف الوطني من طروحات التسويات السياسية. طروحات رأيت أنها تمس سلبا بالرواية الفلسطينية المتعلقة بقضية الاستيطان اليهودي في فلسطين، بل إنها في خدمة الاستيطان وتتساوق معه ولكن بطريقة تساعد على إدخال الهزيمة في الذهنية والثقافة الفلسطينية التحررية.

وقد سبق لي أن توصلت لخلاصة لجميع مبادرات ومشارع التسوية التي طرحت لمعالجة الصراع العربي الصهيوني والقضية الفلسطينية.

ومفاد هذه الخلاصة أنها جميعها تأخذ من حقوق الشعب الفلسطيني لصالح الاستيطان اليهودي وفي خدمة المشروع الإمبريالي الصهيوني، وتتساوق مع برنامج تهويد فلسطين. كما أنها تعطي اليهود، المستقدَمين تنفيذا لمشروع تهويد فلسطين، تعطيهم أحقية جزئية أو كلية في فلسطين وتناغما مع أطوار إقامة كيانهم الإحتلالي الإستيطاني الإقتلاعي.

كما أنها درجة عالية من الخضوع لسياسات الدول الغربية، صاحبة المشروع أصلا، ودعمٌ له أو خضوعٌ مذلٌّ لإملاءت القوة النافذة وصاحبة التأثير من الدول الاستعمارية والدول الرجعية العربية والأعوان من كل شاكلة وطراز.

كما أن جميع أطروحات التسوية وما يحصل حولها من تفاعلات، وأخذ وردٍّ ومن أوهام وآمال، كلها كانت تطرح بينما المشروع الصهيوني قيد التنفيذ ويتقدم.

ثم أن هذه المشاريع كانت تستهدف المساس بالموقف الثوري وبالعقلية والذهنية الفلسطينية والعربية التحررية دون أن تحمل أية جدية في شقها المتعلق بمعالجة الشأن الفلسطيني.

كان هذا الأمر هكذا دوما، ومنذ أن بدأت لجان التحقيق الغربية بالوصول إلى فلسطين للتعرف على حقيقة القضية وتحت لبوس الحق والعدل وحقوق الإنسان وحقوق الشعوب في تقرير المصير والتحقيق في الأحداث الجارية. وبعد ذهاب اللجنة ونشر قراراتها أو حجبها، ظل المشروع الصهيوني يتقدم ويتراكم ويتبلور دون توقف. والجزئيات التي كان يحتويها التقرير والنتائج والتي تظهر بعض التعاطف مع الشعب الفلسطيني، كلها كانت من أجل استكمال الصورة دون أن تجد حظها في الممارسة أو تقديم أدنى خدمة للجانب الفلسطيني، بينما كان كل ما هو في صالح استمرار الإنتداب البريطاني واستكمال برنامج التهويد واستقدام المهاجرين اليهود مستمرا وبكل الوسائل، علما أن هذا البرنامج كان في صلب السياسة الأوروبية والأمريكية عموما والسياسة البريطانية خصوصا. فقد جاءت بريطانيا من أجل تمكين اليهود من الهجرة إلى فلسطين وتوطينهم فيها وكانت قوة مسيطرة وقادرة على تنفيذ سياستها.

ولم تتمكن المقاومة الفلسطينة من وضع حد لهذه السياسة. ذلك أن المقاومة الفلسطينية لم تتمكن من تلقي الدعم المناسب من الدول العربية والتي كان حكامها خاضعين للنفوذ البريطاني والفرنسي، وكانت عقلية الحكام العرب على درجة من التواطؤ والتخلف بحيث أنهم لم يقفوا أمام البعد الإستراتيجي  لعملية تهويد فلسطين وآثارها المدمرة على الوطن العربي كله وعلى الشعب الفلسطيني بخاصة. لقد كانوا حكاما مستسلمين للنفوذ الأجنبي ومتواطئين معه ولم يمارسوا أية أدوار جدية عملية أو يتخذوا المواقف للوقوف في وجه عملية التهويد هذه وكانت القيادات الفلسطينية بذهنية متخلفة ودون مستوى التحدي.

وكانت مشاريع التقسيم تستهدف تمكين اليهود في جزء من فلسطين، أي إعطاءهم الحق به وانتزاعه من الشعب الفلسطيني فعليا وانتزاعه من روح الشعب الفلسطيني وحقوقه في وطنه وانتزاعه من الأمة العربية وتقنين وجود الأجنبي المستوطن به، علما أن هذا الوجود اقتلاعيٌّ من أساسه وليس لمجرد السكن بالمعنى الشخصي.

 

وبعد عام 1948، كانت مشاريع الحلول تتعلق بمعالجة مشكلة اللاجئين في شقها الفلسطيني وهي على كثرتها لم تجد حظها في الممارسة بل كانت وظلت حبرا على ورق وكانت في شقها الآخر تخدم تمكين الاستيطان اليهودي في فلسطين وتدعمه وتعززه.

ثم كان هذا حال كل المشاريع التي طرحت منذ عام 1967م من الأمم المتحدة وهيئاتها ومن أشخاص ومن دول ومن تكتلات دولية ووسطاء، وظلت هكذا حتى يومنا هذا، بل زاد الأمر سوءا بقبول هذه المشاريع من الدول العربية رغم أنها تضرب الوطن العربي استراتيجيا وتطفح بالإذلال المهين للحكام العرب الذين كانوا يقبلونها.

وزاد الأمر سوءا وذلا لهم بأنهم هم أنفسهم أخذوا يقدمون مشاريع الحلول والتسويات التي تتضمن الإعتراف بحق إسرائيل في الوجود وهذا الوجود هو على كل أرض فلسطين كما وتعترف لها بالعيش بسلام.

وكانت ثالثة الأثافي تلك المشاريع والمبادرات المقدمة من فلسطينيين يشتبه في أمر وطنيتهم، بل وفي فلسطينيتهم، حينما يكون الشق الأساس في مبادراتهم هو اعتراف باسرائيل وحقها في الاستيطان في 78 % من وطن الشعب الفلسطين وهو قائم فعلا، وتقدم عبارات جوفاء لا أساس لها من التطبيق للشعب الفلسطيني وقضيته. وكانت أخطر المبادرات الفلسطيني الرسمية هي مبادرة الدولة في الضفة والقطاع وما يقابلها من التخلي عن 78% من الوطن الفلسطيني مقدما وبطرح ذاتي وقبول ذاتي بل كان قبولا عبر عن جديته بالدفاع المستميت عن هذه السياسة في أوساط الشعب الفلسطيني سياسيا وفكريا وثقافيا وذهنيا، وكتعبير عن عجز عن إحداث تقدم جدي في النضال الفلسطيني واختراق جدي في المشروع الصهيوني، ولو في مستوى أن يضع حدا لبرنامج الإستيلاء على أراضي الضفة وإقامة المستوطنات عليها.

ولم يأت أي مشروع أو مبادرة مدعومة وتستهدف التطبيق بحيث تضع حدا لتغول الاستيطان أو تقول إلى هنا، ناهيك عن عدم القدرة على زعزعة الوجود الإستيطاني ولو في الضفة والقطاع.

وفي هذا السياق أتت مبادرات ومشاريع وصرخات ترفع شعار الدولة الواحدة للشعبين على أنقاض مشاريع دولتين للشعبين.

إنها تستهدف تمرير الهزيمة وتشريب الشعب الفلسطيني مرارتها وعلى أيدي أشخاص أو مجموعات من الشعب الفلسطيني ليمرروا السياسة الصهيونية “بأغصان منا” هم في خدمة مشروع عدونا.  

فجاء هذا الكتاب وهو من قسمين:

القسم الأول : يناقش موضوع الدولة المستقلة مع أصحاب مشروع الدولة الواحدة وكيف قيّموه وكيف استنتجوا أنه وصل إلى نهايته بما دفعهم لطرح شعار حل الدولة الواحدة.

والقسم الثاني : يناقش مشروع الدولة الواحدة وكيف يمهد ذهنية الشعب الفلسطيني لقبول فكرة استكمال ضم الأراضي التي احتلت عام 1967م إلى الأراضي التي احتلت عام 1948م وما قبلها، وما في هذه الأفكار من تزيين كاذب وأفكار مضللة وأوهام رديئة.

 

ملاحظة هامة:

 

بينما أتابع تدقيق النص ودفع الكتاب للمطبعة صادق الكنيست الإسرائيلي على “قانون الدولة القومية اليهودية” الذي ينص على أن:

“إسرائيل هي الوطن التاريخي للأمة اليهودية.

لليهود فقط في إسرائيل الحق في تقرير المصير …

والهدف من القانون هو حماية شخصية دولة الشعب اليهودي…” عربي نيوز في 19 /7/2018م.

وإذا استذكرنا قرار الليكود بضم الضفة الغربية وهذا نص القرار: “في الذكرى الخمسين لتحرير يهودا والسامرة، بما فيها القدس، عاصمتنا الأبدية، تدعو اللجنة المركزية لليكود قيادات الليكود المنتخبة للعمل من أجل السماح بالبناء الحر، وتطبيق قوانين إسرائيل وسيادتها على مجمل المجال الاستيطاني المحرر في يهودا والسامرة”…” 2018م، وكذلك تأييد أحزاب أخرى له والطلب من الحكومة دفعه للكنيست لإقراره في الوقت المناسب، فإننا نفهم من عبارة “إسرائيل” جغرافيّاً هي كل فلسطين. 

ومن هنا نفهم ما الذي يعنيه لهاث اللاهثين وراء طرح مبادرات التسوية في خدمة العدو.

 محمود فنون في 20 /7 /2018م

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.