(1) التطبيع الفلسفي وتطبيع الدين السياسي، عادل سمارة – (2) “ليموند” عن عزمي بشارة: يزرع الفتن بين ممالك الخليج

أذكر عام 2000، إن لم تخنني الذاكرة، أنني قرأت على الصفحة الأولى لجريدة القدس العربي سؤالاً وجهه شخص للسيد ربيع ربيع من مركز دراسات الوحدة العربية مفاده: كيف يمكن أن يستقبل مركز دراسات الوحدة العربية عضو كنيست اي عزمي بشارة؟ كان رد السيد ربيع: “دعوناه كفيلسوف وليس كعضو كنيست”.! عجيب!
ولكن قبل ثلاثة أعوام كتب لي السيد خير الدين حسيب، مشكورا، وهو رئيس ومؤسس المركز رسالة شرح ملابسات الأمر، وطلب ان تبقى الرسالة خاصة.
واليوم، ها هو بنجامين بارت يصل إلى الاستنتاج بأن بشارة هو فتى الموساد. 
سؤالي أنا إلى الجمعية الفلسفية في الأردن كيف تدعو فتى الموشاف وهو تطبيعي عريق ليتحدث عن حوار الدين السياسي الثلاثي “مقارنة الأديان”! هل التطبيع الفلسفي وتطبيع الدين مُباحاً. يجوز لهما ما لا يجوز لغيرها؟
هل يجوز للمثقف أن يكون في موقفين وموقعين متناقضين! وهل يحق لنا نقد ذلك أو كشفه. وإن لم نفعل هل نُهادن ونخون؟

■ ■ ■

صحيفة “ليموند” عن عزمي بشارة: يزرع الفتن بين ممالك الخليج لهذه الأسباب

“الدمية التي تتكلم باسم الثوار العرب”

18 نوفمبر، 2018

كيو بوست – 

تحت عنوان: “عزمي بشارة، ليبرالية الدوحة”، نشر الكاتب الفرنسي، بنيامين بارت، تقريرًا في صحيفة “ليموند” الفرنسية، تناول فيه دور بشارة المتعاظم في تشكيل السياسة القطرية، وتأثيره من خلال بث الفتن بين دول الخليج.

وتبرز أهمية كاتب التقرير، بنيامين بارت، كونه أحد المهتمين بالشأن العربي، الفلسطيني خصوصًا، وهو صاحب كتاب “حلم رام الله: رحلة في قلب السراب الفلسطيني”، الذي تصدّر مبيعات الكتب في الأراضي الفلسطينية وقت صدوره.

اقرأ أيضًا: صحف غربية تكشف: طفل قطر المدلل، والعقل المدبر لسياساتها

ويقول الكاتب في مقدمة تقريره إن عزمي بشارة قد جرى تصديره كمرشد للثوار السوريين والليبيين، كالدمية التي تتكلم باسم الثوار العرب. ولكن الوصف الأشد الخطورة الذي أطلقه الكاتب الفرنسي على بشارة هو أنه “الرجل الذي يزرع الفتن بين ممالك الخليج في عملية التقارب مع إسرائيل”.

ثم شبهه بالملياردير اليهودي الأمريكي الأصل، جورج سوروس، الذي يُتهم من قبل شعوب شرق أوروبا بأنه يزعزع الاستقرار، تحت غطاء العمل الخيري.

وعن تناقضاته، يكتب بنيامين بارت واصفًا عزمي بشارة بأنه ليبرالي، وعلماني العقل والقلب، وولد في بيت مسيحي، وخدم في الكنيست الإسرائيلي، ولكنه يؤيد إدراج حركة الإخوان المسلمين في اللعبة السياسية. إضافة إلى أنه ديمقراطي علماني، يؤيد دمج الفلسطينيين المقيمين بإسرائيل بشكل كامل في الدولة الإسرائيلية.

اقرأ أيضًا: الإعلام القطري يتجند للدفاع عن عزمي بشارة

وتضمن التقرير مقابلة مع عزمي بشارة، يصف فيها علاقته بأمير قطر: “ليس لدي وظيفة رسمية لدى الأمير، لكنني مثقف، وهناك صداقة وثيقة بيننا، وعندما يسألني عن رأيي، أبديه”. ويضيف قائلًا: “أنا أقل من مستشار، وأكثر من مستشار”.

ويقول الكاتب في “لوموند” إن قطر تبنت بشارة، ووفَّرت له التمويل لتشكيل إمبرطورية إعلامية؛ منها “صحيفة العربي الجديد، وشبكة التلفزيون العربي، وموقع باللغة الإنجليزية باسم العربي الجديد، وموقع عربي آخر باسم المدن، وقناة خاصة بالشأن السوري تدعى قناة سوريا”.

وتكشف الصحيفة أن تلك الأذرع الإعلامية “تكتب عن كل شيء باستثناء المعارضة القطرية”. بينما ينقل الكاتب عن عزمي قوله: “إذا خرج مواطنو قطر في يوم من الأيام إلى الشارع للمطالبة بمزيد من الحرية، سأدعمهم”. 

ويتزامن ما قاله بشارة عن دوره في دعم الديمقراطية مع اختفاء المعارض القطري في لندن، خالد الهيل، وسط أنباء تتحدث عن قتله، دون أي إشارة من قبل الإعلام التابع لبشارة عن مصيره.

اقرأ أيضًا: هل عزمي بشارة 2007.. هو ذاته بعد 2011؟

وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله إن عزمي كان له دور كبير في التأثير في النظام القطري، ولكن مقربين يعتقدون بأن هذا الدور تعاظم في الفترة الأخيرة، في إشارة من الدبلوماسي الغربي إلى أن عزمي بشارة لعب دورًا متعاظمًا في إحداث الوقيعة بين دول الخليج، وذلك بطريقتين:

الأولى: تأثيره المباشر اللا محدود في الأمير القطري.

الثانية: ما وصفته الصحيفة بـ”خلايا عزمي”، وهو الاسم الذي يطلقه سكان الخليج العربي على الإعلاميين الذين يتقاضون رواتب من مؤسسات بشارة الإعلامية والبحثية، ودورهم في زيادة الشقاق بين دول الخليج.

ومن الضروري عدم تجاهل أن الإعلام الذي يديره عزمي بشارة، تحت شعارات الليبرالية والعلمانية، كان قد دعم في فترة “الربيع العربي” أعداء الديمقراطية والعلمانية والليبرالية، من الظلاميين وجماعات الإسلام السياسي، بما فيهم “الإخوان المسلمون”، مما مهد لتحويل ثورات الشعوب إلى حروب أهلية مزقّت البلدان، وأفضت إلى مئات الألوف من الضحايا، مثلما حدث في سوريا وليبيا، إضافة إلى تسليم أجزاء من تلك الدول إلى دول أجنبية طامحة لإعادة زمن الاستعمار، بعد أن استدعى “الإسلاميون” تدخل كل من الناتو وتركيا في تلك الدول، مما أدى إلى تمزيقها وإضعافها، وإبراز إسرائيل كقوة عظمى في المنطقة العربية.

 _________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.