هذا الطريق إلى محور المقاومة، عادل سمارة

بين السياسي وفي خدمته المثقف وبين المقاتل، مسافة موقف لا يرتقها سوى وجود قيادة ثورية مشتبكة كما المقاتل. هذه إشكالية قطاع غزة بقيادة حركة حماس التي مهما حاولت قيادتها السياسية وخاصة التي تقبع في المركز المزودوج أنقرة/الدوحة إخفاء أسبقية الإيديولوجيا على الوطن لن تنجح دون خطى عملية ، وربما حتى بهذا لا.

فحينما وقفت عناصر حماس بقيادة خالد مشعل في سوريا مع الإرهاب المعولمم بقيادته الأمريكية/التركية والتوابع النفطيين الذين جندوا المال والإرهابيين لم يكن الأمر مجرد زلَّة ، أو خطأ في الحسابات ، لأن القضايا المصيرية لا تخضع لأي حساب بل تخضع للمبدا والأساس.  كان ذلك الموقف وحتى الآن، تغييباً لفلسطين وانخراطا في الثورة المضادة المعولمة. هذه هي الحقيقة مهما حاولت اجهزة الإعلام وخاصة فضائيات الإعماء  تغليفها. فالاشتراك في إسقاط سوريا هو إسقاط لفلسطين سواء فهم حاملو السلاح أم  لا، فليفهموا اليوم ذلك. وفي هذا السياق لا قيمة للتقرب من إيران وحزب الله لتجاوز جريمة طعن سوريا. فذلك يقع بين التكتيك والشطارة. كما أن المبالغة والتطريب بإشهار السنوار للمسدس لا معنى له ولا معنى لمديح ذلك. ويجب أن لا ننسى أن العناصر التي تربت على إيديولوجيا الدين السياسي ضد العروبة لا تتغير ثقافتها في ايام واشهر ولا بأمر سياسي.

سؤالنا الأول، متعلق باستثمار المعركة القتالية الأخيرة والمكاسب التي حصلت ناهيك عن تكتيك العدو وخططه.

لا نعتقد أن هناك أي تحسُّن فيما يخص رتق قطيعة الانقسام. ويبدو أنه وُجد ليبقى من جانب كل من شارك فيه. وهذا يعني بوضوح أن الوساطة السياسية المصرية بين الفلسطينيين هي وساطة توسيع الفجوة والتحكم بالطرفين وشطف وجه النظام المصري التابع لأمريكا على حساب فلسطين. ناهيك عن أن المنقسيمن راضون بما وصلوا إليه من مال ومناصب وإعلام، فلماذا يتنازل هذا أو ذاك لهذا أو ذاك. ويكفي المرء أن يشاهدهم وهم يتناكفون على الفضائيات.

أما الوساطة المالية الإيديولوجية القطرية فهي ترسيخ للانقسام وتعميق لارتباط حماس الإيديولوجي وتمويل قيادة حماس وشطف لوجه قطر التي ليست سوى قاعدة عسكرية أمريكية وقاعدة ثقافية لتخريب الثقافة العربية وكيس مال لتغذية الإرهاب التصفوي ضد الجمهوريات العربية.

وسؤالنا الثاني وهو الأهم: ماذا بعد:

  • هيئة كسر الحصار
  • وغرفة العمليات المشتركة.

ليس بوسع أحد الإجابة من بعيد عن كون هيئة كسر الحصار هي حقيقة هيئة ديمقراطية التكوين، جماعية القرار؟ هذا ما نحبه ونامله. وهل قيادة العمليات المشتركة هي دائمة أم مؤقتة وقت العدوان؟ وطالما هناك مقاتلين أشداء وملتزمين، لماذا كل طرف هو جيش خاص بتنظيم؟ من هو الطرف الذي يصر على عدم توحيد هذه المجموعات؟ ولماذا؟ هل تفرق هؤلاء الإيديولوجيات  ولا يجمعهم الوطن؟

ولكن الأمر الأشد إشكالية هو إدارة قطاع غزة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وأمنيا وثقافيا. فإذا كان رتق الانقسام أمر أقرب إلى المُحال، والعقبة الرئيسية فيه هما قيادتا حماس وفتح، فلماذ تحكم غزة حركة حماس لوحدها؟

وعودٌ إلى بداية هذه المقالة، فإن الطريق الحقيقي أمام حماس باتجاه محور المقاومة إذا كان هذا هدفها السياسي بشكل حقيقي، يكون الطريق هو قيادة ديمقراطية جماعية للبلد بمن في ذلك حركة فتح. وهذه نفسها هي الطريق لمحاولة إنهاء الانقسام أو على الأقل إحراج سلطة رام الله التي ستكون حينها في إشكاليتين معاً:

  • الابتعاد عن محور المقاومة
  • والابتعاد عن القيادة الجماعية.

بقي أن نقول هنا بان السبب الرئيس في الانقسام واستمراره هو وجود اتفاقات اوسلو التي زرعت مرض الاستدوال ليحل محل شفاء المقاومة. 

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.