■ عادل سمارة: (1) كره المرأة … ما لم يتخيله فرانز فانون (2) عن الأختين: الإنجليكانية والوهابية؟

كره المرأة … ما لم يتخيله فرانز فانون

كان من إبداعات المثقف/المفكر المشتبك فرانز فانون أن الشعوب المستعمَرة، المقصود فئات منها،  حيث لم تهزم الاستعمار بعد،  تلجأ إلى تصنيع معارك داخلية/بَيْنية كي تتذوق طعم نصر مهما كان تافهاً.

هنا في الأرض المحتلة، وبدلاً من مواجهة العدو يلجأ البعض إلى الانشغال وتشغيل الذكور في كراهية المرأة misogyny وتبرير العنف ضدها، وهذا يُدخل الفلسطينيين في المحتل 1967 في حرب بين نصفي المجتمع. وماذا يبقى من جهد ضد الاحتلال حين يقوم نصف المجتمع باحتلال نصفه الآخر! هذا إن لم يكن هذا الاحتلال حاصل أو شبه حاصل.

فالأرض المحتلة تعاني من الفساد والخضوع للريْع والراسمالية الكمبرادورية والطفيلية. لكنه هذا الثلاثي يحتاج إلى دعامته الرابعة وهي إيديولوجيا الدين السياسي، وهذا ما يدعو له دُعاة العنف ضد المرأة، أو بالعامية (المرْجلة على المرأة) فيكتمل تحالف مشروع الخراب.

ومع أنني على يقين بأن منظمات الأنجزة ليست سوى ديكورا نسويا ارتزاقيا، إلا أن علينا إحراجها بالسؤال: أين تحرككنَّ ضد الدعوة لممارسة العنف ضد النساء؟ بل أكرر الحقيقة أن الدعوة هي لزيادة العنف ضد النساء لأنه موجود في مجتمعنا.

وكذلك، هل سترد حملة المقاطعة على الدعوة للعنف ضد المرأة؟

وماذا عن الحركة الوطنية بمجموعها وخاصة “العلمانية منها”؟ وهل الصحيح التشكي لرئيس السلطة وكفى الله المؤمنين القتال؟

ويبقى السؤال الخطير: هل لم يبق ما يقدمه البعض من هدايا للاحتلال كي يستخدمها دوليا ضد مجتمعنا غير ضرب النساء؟ ألا يعني العنف ضد المرأة أن البلد داعشية؟

لا يسع المرء سوى القول: إن العدو الذي لا يشبع من هدايا البعض ضده، لن يشبع، وإن شبع سيتخموه!

(2)

عن الأختين: الإنجليكانية والوهابية؟

الطائفية خطيرة على الفقراء فقط، لا على الأغنياء ولا على الحكام، فهي تستخدم القومية:
• في حالة المركز حيث تُشرِّع تجنيد الفقراء لحرب الطوائف (لاحظ بريطانيا وإيرلندا حتى اليوم) وللحرب الاستعمارية زاعمة ان هذا واجب قومي بينما هو امتطاء للقومية لصالح راس المال.
• وفي حالة المحيط تفتح حرب المذابح الكل ضد الكل، فتغطي وتهلك النضال القومي ضد الاستعمار كما في الوطن العربي.

• وفي التحليل الأخير تبني سور الصين ضد الاشتراكية خدمة لرأ س المال وتحديدا الراسماليين.

لكن أخطر الطوائف، حتى قبل الوهابية هي الإنجليكانية التي منبتها بريطانيا وهولندا. فقتل عشرات الملايين في امريكا الشمالية وفي جنوب افريقيا كان اساسا إنجليكاني، وكان لا بد من سلخ جلد الرأس أو قطع الأذنين ليحصل القاتل على المكافأة من رجل السياسة ورجل الدين.
لنأخذ من أجل الاختصار كيف تم ويتم استغلال وتوظيف المرأة. 
فإن ما مارسته الإنجليكانية في بداية الثورة الصناعية لم يتغير حتى اليوم في كل الغرب الراسمالي بمن فيه فرنسا التي تهزها السترات الصفراء. وكأن لابسيها تيمُّناً بالصين الشعبية، ماو طبعا. 
في بحث بشأن المرأة وما تشيعه النسويات عن تقصير الماركسية بشأن المرأة وتردده نسويات الشرق بجهل وانبهار، فإن الكنيسة كانت ولا تزال أداة لتبرير تشغيل المرأة حين الحاجة لشغلها وأداة لعدم تشغيل المرأة حين الأزمة الإقتصادية.
حينما كانت الثورة الصناعية في مطلعها وطبعا منبتها بريطانيا كان لا بد من تشغيل المرأة وبالطبع ترافق مع ذلك إهمال الأطفال وتعرضهم للأمراض والموت. حينها دار النقاش في المجتمع والبرلمان، فكتب الأديب تشارلز ديكنز ما يلي في سؤال إلى رجل دين:
” ماذا فعلوا” حيث توجه تشارلز ديكنز إلى رجل دين في منطقة سكنية في بلدة انجليزية واسعة: ” ماذا يفعلون لأطفال المهات اللائي يعملن في المطاحن؟ فأجاب رجل الدين: يجلبونهم عندي، وأنا اعتني بهم في باحة الكنيسة/المقبرة”.
طبعا نحن في غنى عن شرح تفاصيل اغتصاب الأطفال!!!!

by John Bellamy Foster and Brett Clark (Jan 01, 2018) Topics: Feminism , Marxism Places: Global January 1, 2018
Women, Nature, and Capital in the Industrial Revolution
“‘What do they do,’ asked Charles Dickens of the Rector of a parish in a large English town, ‘what do they do with the infants of the mothers who work in the mill s?’ ‘Oh,’ replied the clergyman, ‘they bring them to me, and I take care of them in the churchyard [cemetery]!’

وحينما تدخل الراسمالية في أزمة، كما فرنسا الآن، يصبح دور الكنيسة وعظ النساء بأن لا يخرجن للعمل وأن يعتنين بالأطفال ويرضعنهم كي يُثبتن أنهن، كما يقول البابا، “كاثوليكيات جيدات. 
طبعاً، داعش والوهابية كتوليدات بريطانية وأمريكية وفرنسية طوَّرت مفاهيم الإنجليكان فشرعنت جهاد النكاح واستقبلت “المثليين والشرجيين”. لذا تطوع للقتال ضد سوريا فريق من الشرجيين الفرنسيين. كانت شكوى أحدهم أنه تمت مضاجعته فوق اللازم. (انظر كتابنا ، جهاد النكاح ص ص105-114 عن مركز المشرق للدراسات الثقافية والتنموية رام الله 2012 و دار ابعاد-بيروت 2013) 


http://www.lesonrocks.com/…/etre-homo-en-syrie-sous-le…/Etre homo en Syrie sous les bombes:une double peine

ملاحظة: في حديث مع الأستاذ جميل خلف من رام الله، قال لي: حتى عام 1860 لم يكن في فلسطين إنجيلياً واحداً قط. فقلت له، كما لم يكن في فلسطين وهابيا واحدا. والسؤال ما هي أداة التجنيد؟

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.