لماذا تتخبط قيادة الكيان الصهيوني؟؟
هل هذا التخبط ناجم عن ردات فعل عصبية على أحداث محددة، أم نتيجة قراءة موضوعية علمية دقيقية، وتشخيص دقيق للمرحلة القائمة وموازين القوى الفعلي على الأرض، وليس الظاهري في الإعلام، وبروز معطيات وحقائق تستحث هذا التخبط :
* تفاعل التناقضات الداخلية في المجتمع الصهيوني وذلك بعد التحول الذي طرأ على بنية ” الدولة ” الصهيونية : من دولة الرعاية الاجتماعية إلى دولة رعاية الطغمة المالية، وما نجم من إنهيار للشرائح الوسطى وتفاقم أمراض المجتمع الاقتصادية والاجتماعية، فكان اليهود الشرقيين من بين أهم ضحايا هذا التحول وما يترتب على ذلك لاحقاً،
حدث التحول هذا نتيجة مباشرة لتحول طرأ على المنظومة الرأسمالية العالمية بانتقالها من رأسمالية منتجة إلى رأسمالية مضاربة، وإنفاذ “توافقات واشنطن” ألتي هي قوانين ومنظومات فرضتها الطغم المالية لصاحها، وعلى حساب كافة الطبقات والشرائح الكادحة والمنتجة، نتج عنه تحكم المؤسسات المالية في مصير الدول والمجتمعات وإحداث انزياحات هائلة للثروة من يد الدول إلى يد المؤسسات المالية ومن يد المجتمعات إلى يد أفراد وعائلات.
* إعلان يهودية الدولة سيفجر تناقض تناحري مع “فلسطيني عام 1948” الذين صمدوا طوال هذا العقود على تراب وطنهم ، برغم القمع والاضطهاد والتمييز الذي مورس بحقهم فيأتي هذا القانون من أجل اقتلاعهم من أرض وطنهم، مما سيفجر صراعاً دامياً سيتسبب في نقل مركز ثقل النضال الفسطيني إلى داخل أراضي عام 1948، ويبدو أن هذا التحول سيفتح الطريق أمام إعادة بناء حركة تحرر وطني فلسيطيني من نمط جديد، بعيداً عن قيادات أفلست ووصلت إلى طريق مسدود، وسلطة تابعة بالواقع والمحصلة للعدو الصهيوني.
* تنامي ثقل وقدرات وأمكانات قوى المقاومة وخاصة في لبنان وغزة وأشكال جديدة من المقاومة في الضفة، وظهور عجز الآلة العسكرية الصهيونية عن تحقيق أي من الاهداف المعلنة من قبلها على الأرض.
* حصول تغيرات على الصعيد الدولي وخاصة دور الاتحاد الروسي وتنامي تناقضه مع الكيان الصهيوني وتعمق علاقاته الاستراتيجية مع سوريا وإيران.
* وضوح تضائل دور دول الخليج العربي على صعيد المنطقة والعالم، وهامشية دورها على صعيد المشرق العربي.
“كلكم للوطن والوطن لكم “
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.