بعد أن قرأت رد د. بهجت سليمان
على سوريين يدعون لتجريد سوريا من عروبتها باعتبار العرب قرشيين غُزاة استعمروا
سوريا وفرضوا لغتهم…الخ وبالطبع نسي هؤلاء أن من يأخذ لغة غيره إما أن الأم
واحدة للغتين ، الأرومة واحدة أو أن المأخوذ بها هي أرقى.
المهم تذكرت حينها أن المعلقات السبع كانت تُعلَّق بشكل ديمقراطي وحر على جدران
الكعبة قبل الإسلام (ربما هذا لم يحصل سوى إبان الثورة الثقافية في الصين 1965)
حيث تُختصر المسافة بين الديني وألأدبي. وتذكرت سوق عكاظ والمجنة وذي المجاز.
بمعنى أن الحياة هناك كان لها طعما جميلاً بعكس ما يثرثر الباحثون عن عصبيات أكلها
الدهر.لكن ما دفعني لكتابة هذه الأسطر هو:
1- ما كتبه العزيز رشاد ابو شاور (أنظر مقاله في هذه النشرة) عاتباً على الكتاب
الفلسطينيين والعرب الذين ذهبوا إلى الجنادرية تحت راية آل سعود التي يسيل منها دم
اليمن وسوريا وليبيا وفلسطين وأفغانستان…الخ وتحلم بدم إيران ايضا!. وكان رشاد
مؤدباً لم يذكر اسماء هؤلاء. وأنا استغرب ذلك، فإذا كانوا هم انفسهم يرتكبون
المعصية بلا مبالاة، فهم لا شك لا يأبهون بذكر اسمائهم! لكن ربما. فحينما نشرت
اسماء 55 مثقفاً وقَّعوا عريضة ضد العمليات الاستشهادية عاتبني أحدهم، فقلت بالعكس
أنا عملت دعاية لهم، فقال: ، أنت لا تقوم بالدعاية لهم بل تهدد حياتهم. ربما، ف
“إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم”.
2- كما وصلني نص الرسالة (انظر الصورة) بما انني عضو في رابطة الكتاب الأردنيين
التي تدعو للمشاركة في الجنادرية. وطبعاً دون أي تحفظ من الرابطة.
وهنا أسأل دعاة السورنة، هل تقبلون الأردن كجزء من سوريا؟ أم أنهم من مخلفات قريش؟
وماذا عن فلسطين؟ لا اسأل طبعا عن الجزائر، ففرنسا أقرب إليكم منها.
قصة الجنادرية هي فخ مليء بالمال لملىء أفواه كل من يصلها. فهي جزء من الحرب
الثقافية ضد المثقفين العرب لاجتثاث شأفة النقد. وبالطبع حين يًسحب لسان النقد
تجاه مملكة العتمة، فإن اللسان نفسه يصبح عاجزاً عن نقد ما في بلده، وهنا تتقاطع
المصالح.
أنا لست مع الذين كلما حصل سقوط عربي قالوا: اين المثقفين؟ وكأن لدى المثقفين الحل
السحري! ولكن في حدث كهذا تحديداً يجوز السؤال ويجوز النقد حيث يتوازى هذا السقوط
مع التطبيع لأن التطبيع مرفوض ليس فقط مع الكيان الصهيوني بل مع الصهيو-عربية. عن
هؤلاء وأمثالهم كتبت ذات وقت “المثقف الخطر” أي كل مثقف يربط نفسه بسلطة
اياً كانت وخاصة إذا كانت طائفية .
ملاحظة: إذا شارك سوري مقبول لدى دُعاة السوْرنة (سرياني مثلا)، هل سيطردوه إلى قريش
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.