مضمون ومعنى مختلف لعيد الميلاد، عادل سمارة

أدعو جميع التقدميين والفقراء في العالم ان يستبدل “بابا نويل” بهذه الإيقونة :” كل ما اريده من عيد الميلاد هو وسائل الإنتاج”. وهذا شعار يناسب كافة الأديان الأرضية والسماوية. 

(أنظر الصورة والرابط أدناه).


هذه العبارة تطالب بإعادة إيقاف التاريخ على رأسه، اي أن هذا العامل هو الذي يعمل ويُنتج، وبالتالي من حقه أن يخلق مناخا مختلفا، ولكن حقيقي لعيد الميلاد، اي أن يستعيد المنتجون وسائل الإنتاج.
وضمن هذا تجاوز الصيغة التبسيطية للفارق بين الأغنياء والفقراء, فليس حق الفقراء هو “بقجة-رزمة” ملابس للشتاء، أو بعض الحلوى للأطفال؟ هل هذه هي العدالة أم هي مجرد تلوين شكلاني للواقع المر لفقراء العالم.
هذا العار حقيق لأنه طبقي بوضوح. 
يجب ان لا يتم استخدام الدين لينسى المنتِج حقه والفقير فقره.

■ ■ ■

الصعاليك…أسلاف المثقف المشتبك والإشتراكية

الصعلوك هو المثقف المشتبك فهو اشتراكي بالضرورة. ولأنه هكذا فهو مقاتل لا من أجل نفسه فقط بل من أجل الفقراء والمسروقين المنهوبين. لذا، كان يكمن بوعيه خلف سلاحه ليكون أول اشكال حرب الغُوار الاشتراكية 
حتى الآن من هؤلاء العرب، الذين تتعالَوْن عليهم الآن، كانت أول ظاهرة اشتراكية في التاريخ. وهذا يطرح السؤال: ما الأهم تاريخياً، الوعي والممارسة الاشتراكية أم إقامة العمران كقلاع وصياصي للإغنياء على جلود الفقراء؟ سواء في مصر الأهرام أو في الحدائق المعلقة في نينوى أو في تدمر في سوريا. بين استعباد الناس وبين ضد الاستعباد اي التمرد على العبودية تقع مسافة إنسانية هائلة.
فالأكناف التي كان الصعاليك يُقيمونها للفقراء والمرضى ويحمونها بالسيف كانت مثابة كميونات اشتراكية تتم فيها العناية بمن يُجمعون فيها إلى أن يبرؤوا فيتدربوا فينضموا للصعاليك. أليس الكنيف على بساطته وربما كان من قش أعلى وأرقى تاريخياً من قلاع احتمى فيها الأغنياء من الفقراء الذين ابتنوها لهم بالقسر والقهر؟ لذا، نشرت أمس تغريدة من يريد من عيد الميلاد وسائل الإنتاج.

. قال عروة بن الورد:
وإنَِي امرؤ عافٍ إنائي شِرْكةً…وأنت امرىء عافٍ إنائك واحدُ
أُقسّم نفسي في حظوظ كثيرة… وأحسوا قراح الماء والماء باردُ.

أي أن ما لديه يتشارك فيه مع الناس أما ضدَّه فهو أناني لا يرد صحنه غيره هو نفسه.
ويقول:
أقول لأصحاب الكنيف وقد غًدوا…كما الناس لما أمرعوا وتموَّلوا.
لا أدري كيف تمت إبادة هذه الظاهرة التي لم تُدرس كما يجب.
ملاحظة1: هذا الحديث إلى كل الناس باستثناء:
1- من ثقافته رأسمالية 2- من يكره العرب ويقزِّمهم في الوهابية، 3- اللاعروبيين أي من يرى نفسه مثلا فينيقي فقط، سوري فقط، كنعاني فقط، امازيغي فقط فرعوني فقط، يهودي فقط…الخ 3- من يرى في بابا نويل بديلاً لماركس 5- من يرى في الصدقات والإحسان والتبرع بالملابس القديمة اقصى ما يحق للفقراء. 6- من يُحاسب السياسي على سقطاته ويُعفي المثقف.
ملاحظة 2: القرامطة قاموا في جزيرة العرب لا في برلين وباريس اللتين يعشقهما اللاعروبيون.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.