هل هو تخريب للجزائر؟ عادل سمارة

اولا، مخيف التضخيم في مظاهرات الجزائر. صحيح ان العهدة الخامسة غير مقبولة، ولكن طالما أن الانتخابات على الأبواب فما لزوم مظاهرات قد تقود للدم والفوضى وتستغلها الإمبريالية والصهيونية وقوى الدين السياسي.أليس واجب المعارضة ضبط النفس ولتجرب حظها انتخابيا.

■ ■ ■

لا أعتقد ان لا احد يختلف على أننا نريد للجزائر افضل نظام. وأعتقد ايضا أننا لا نختلف على ان الجزائر مستهدفة سواء منذ العشرية السوداء ومنذ ربيع الثورة المضادة والكل يعرف ماذا قال حمد لوزير خارجية الجزائر وكيف حاولت قطر “رشوة روسيا هههههه” لزجها ضد سوريا. والكل يعرف عن زُمر القناصين…الخ. بوتفليقة يجب ان لا يترشح. لكن الرد ليس بإثارة الفوضى في البلد لا سيما وأنه يترشح بدعم من مؤيديه، أي ليس قراره الشخصي فقط. طبعاً هناك كتل ومصالح طبقية، وهذا شأن السياسية. وإذا كان سيفوز فذلك يعني ان جبهة التحرير هي التي فازت. وبوسع الآخرين الإصرار على رقابة دولية على الانتخابات. ما أخشاه أن عدم إجماع المعارضات على وقف واحد هو الذي يدفع البعض لتخريب العملية الانتخابية لأنهم لا يتوقعون الفوز. هكذا يحصل في فنزويلا. قناعتي أن صندوق الانتخابات هو حشر الشارع في صندوق لأربع سنوات، ومع ذلك هو الآلية الأقل ضرراً حتى حينه. لو كان بوتفليقة مثل البشير لقلنا نعم هناك قمع، لكن طالما بيننا وبين الانتخابات اسبوعين، فأعتقد أن من له راي فليبديه في الانتخابات وليس بالتظاهرات التي يسهل اختراقها، وربما اساسا بدأت مخروقة. حينما وقعت الجزائر في العشرية السوداء ناضلت لوحدها. وأخشى أن تكون قوى الدين السياسي باتجاه إعادة العشرية.

■ ■ ■

ملاحظة عن الجزائر

 

صرَّح ساركوزي الذي كان في مقدمة أعداء العرب وخاصة ضد ليبيا، وذلك خلال معركته الانتخابية بأنه مستعد لمبادلة الجزائر، تكنولوجيا نووية مقابل الغاز. وفي السياق أطلق مشروع الاتحاد لأجل المتوسّط. كانت أول زياراته الرئاسية للجزائر، وعندما سأله بوتفليقة: هل إسرائيل في هذا الاتحاد ؟ أجاب: إنها في قلبه. فواجهه الرئيس الجزائري بأن هذا الاتحاد يصبح ممكناً متى حُلّت القضية الفلسطينية .
الموقف نفسه واجهه مع القذافي، فبدأت رحلة الحقد. حاول مع سوريا ولكنها الأكثر مبدئية في هذا الأمر. نفّذ مشروع الاتحاد، ترأسته مصر وبرزت فيه الأردن – غير المتوسّطية – لأنها ببساطة تقبل بإسرائيل.طبعا ثبت أن ساركوزي امريكي اكثر مما هو فرنسي. لذا، كان لا بد من تدمير العراق وسوريا وليبيا. والهدف ذاته خدمة الكيان والحيلولة دون نهوض عروبي.وبالمناسبة، دائما في مقدمة العدوان الغربي انظمة وقوى الدين السياسي وخاصة نفطيات الريع. أما على المستوى الثقافي فكل من ايد تدمير اية جمهورية عربية هو في صف الأعداء سواء كان المؤيد فردا او حزبا أو دولة.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.