لم يتسع الوقت الضيق لفضائية المنار كي يقول المرء ما يحب في مسألة الفداء والشهادةوخاصة حالة الفدائي عمر ابو ليلى (حيث يحيط الغموض بكونه استشهد أملا) وكتابات المثقف المشتبك باسل الأعرج، هذا مع أن كل استشهاد هو بلاغة فعل وقول. طبعاً لا أخفي تأثري بوالد الشهيد علي من لبنان/حزب الله، لكن الموقف يضغط للقول العلمي. حاولت الحديث عن العمليات الفردية والتي هي مبادرات فردية لكنها في سياق جمعي في مستويات عدة:
الأول: أنها محاولات لرفع السقف المتدني في فترات التراجع النضالي، وهذا أمر يحصل في حياة الشعوب ونضالها.
والثاني: أن قيام فرد بعمل بطولي استشهادي بامتياز ليس مجرد ردة فعل على حدث معين ابداً، وإلا يصبح العمل ثأرياً. قد يقرر شخص القيام بعملية استشهادية متأثرا بحدث محدد، لكن لا بد من وضع الحدث في السياق الجمعي سياق الاستعمار الاستيطاني الاقتلاعي لأن وجود العدو يشترط مقاومة دائمة لا موسمية ولا حالاتية.
والثالث: العمل الفدائي هو حرب غُوار مديني او ريفي وهذا يؤكد أنه ليس ردا على حدث لأننا لسنا في حالة جيش نظامي. فالعمل الغواري هو الذي يحدد متى ينطلق حين تحين لحظة مناسبة والتي لا يكون قد سبقها حدث عدواني محدد، وذلك لأن العمل الغواري يبحث دائما عن اللحظة المناسبة وليس الحدث المناسب، ولذا هو عمل مفتوح باتساع القضية.
فيما يخص الفرد، اخبرني اخي عمر حينما كان يدون مقابلات مع أسر الشهداء قبل عشرين سنة، بأن شاباً من الجبهة الشعبية (اعتقد من مخيم عسكر-نابلس) قام بعملية استشهادية تأجلت ثلاث مرات لأن الهدف لم يتوفر لكنه اصر على التنفيذ، ، كان يهدف للثأر لاستشهاد أخيه وبقي مصرا على الاستشهاد إلى ان تمكن من ذلك. لكن هذا ليس أمراً انتقاميا فرديا بل هو ايضا في السياق العام الذي استشهد الأخ في خضمه أي في سياق المقاومة من أجل التحرير.
باختصار، فإن إعلام العدو كثيراً ما يخدع بعضنا وحتى الفصائل حيث يحاول التوهيم بأن عمليات ما هي ردا على عدوان ما. لذا حينما يعلن فصيل بانه سيرد على عدوان هنا او اغتيال هناك فكأنه يعتبر أن العدوين كل شرعي في وضعه وبأن عدونا خرق الهدنة أو حسن الجوار. وهذا قد يضع في روع الجيل الجديد بأننا جيران، بل يجب وضع اية عملية استشهادية او مقاومة في سياق التناقض التناحري من أجل التحرير وليس الاستدوال.
ملاحظة: هذا رابط كتابي “المثقف المشتبك”
https://kanaanonline.org/…/%d8%a7%d9%84%d9%86%d8%b5-%d8%a7…/
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.