(١)
تقشيط لصالح الأغنياء…تباً للأغبياء
حينما انفجرت الأزمة الاقتصادية المالية في امريكا وتبعها الغرب والعالم، قامت السلطة في امريكا بإسعاف كبريات البنوك بمآت مليارات الدولارات مبررة ذلك بشعار:” هذه أكبر من أن تنهار” حيث بدا الأمر بوضوح تام بأن تحويلات القيمة ليست متعلقة بمناسبة محددة، ولكنها مسألة متاصلة في بنية تراكم راس المال” . وبالطبع، فإن إنقاذ كبريات البنوك هو على حساب الضرائب التي تتشدد على دافعيها وخاصة الطبقات الشعبية.
يعود هذا إلى حقيقة اندغام الطبقة الحاكمة سياسياً وراس المال معاً. وهذا هو المعنى الحقيقي العملي للتوتاليتارية (الشمولية) لأن ذلك يعني أن ما يملكه الفقراء سواء قوة عملهم أو مدخراتهم تتحول حين الأزمة لصالح الطبقة الراسمالية.
واللافت أن إحدى حجج السلطة الأمريكية أن السيولة التي ضختها في كبريات البنوك لحمايتها من الإفلاس بأن هذه البنوك سوف تعطي قروضاً للمصارف الأخرى والناس كي يستثمروا وتدور عجلة الاقتصاد. لكن ما حصل أن البنوك حتى لم تُقرض بعضها لأنها كانت تشك في ملاءة بعضها البعض وتخشى إفلاس بعضها البعض فجأة.
أي نظام رأسمالي يعتبر البلد ملكا للطبقة الراسمالية، تماما كما يزعم آل سعود أن البلد لهم. لذا، تعادي امريكا الدول الاشتراكية لأنها تكشف خدعة وخبث راس المال. لذا، الموقف النظيف والثوري هو الوقوف مع الاشتراكية وليس مع الاستقلال السياسي الشكلاني لبلد مثل فنزويلا. فلا يتفاخر الأغبياء برفضهم الاشتراكية.
(٢)
المثقف المنشبك/المنشبه
هناك تعدد كبير للمثقفين. وهناك متخلفات ومتخلفين يُفتون بلا معرفة فيطعنون المثقف المشتبك، لأنهن/م غارقين في ثقافة غيبية الدين السياسي المذهبي. فالذين يرفضون واقع المثقف المشتبك رافضين الشهيد المثقف المشتبك باسل الأعرج هم حقيقة جماعة المثقف المنشبك والمنشبه وخاصة حيث يستخدمون اسماء وهمية لأنفسهم؟ يوفرون حماية لأنفسهم، بينما الفيس بوك يعرف كل شيء عنهن/م!!!
المثقف المنشبك هو المرتبط بنظام حكم كتابع ومروج وخاصة لنظام حكم لغير بلاده، في الحالتين تابع ولكن لغير بلاده يصبح منشبهاً. ومع ان غرامشي أخذ عن لينين ولينين اخذ عن ماركس استخدام المثقف الثوري، وطوره غرامشي إلى المثقف العضوي، ولاحقا تم تطوير المصطلح إلى النقدي، فقد وجدت أن كل هذا صحيحاً، ولكن جميع هذه الصفات قد تقدم لنا مثقفاً له وجوده وليس له حضوره أي ليست له مشاركة ميدانية نضالية قطعيا، وهذا يغريه ليكون مرتزقاً مأجورا وخاصة للدول. لذا طورت الأمر إلى المثقف المشتبك أي المقاتل. وهو المصطلح الذي اخذه الشهيد باسل الأعرج وتبناه وطبقه. واقترحت أخيرا ان نعيد مصطلح الفدائي إلى جانب الشهيد. يمكن لشخص ان يكون مجاهدا، وقد لا يكون مثقفاً ولذا المشتبك هي الأقرب إلى المثقف الواعي. وبالطبع هناك مجاهدين أفغان ودواعش وطالبان…الخ. ومن هنا يجب التدقيق كي لا يتم تحويل الشهيد المثقف المشتبك إلى مجاهد من طراز أفغاني.
في كتابي “مثقفون في خدمة الآخر”، استخدمت مصطلحات مثل المثقف المتخارج والمتاجنب، أي التابع لدولة وقومية أخرى، غرب شرق إسلامي مسيحي، لا فرق، هذا المثقف غير منتمي لهويته. وحين يكون فكريا متخلفا غيبيا، يصبح اخطر. ما نحتاج هو المثقف المشتبك لأنه ابن البلد وفي الميدان. من حقه التفاعل مع اية أمة مناضلة أخرى، ولكن شغله وتضحياته يجب ان تكون لوطنه اولا لعروبته. ومن هنا توطين المثقف. لذا توصلت إلى أن المثقف المتخارج هو المنشبك خارجيا.
ملاحظة: من لا يستخدم اسمه/ها الحقيقي يثير الشبهات، فليس له هنا موقعاً. فهؤلاء مثلا يشتمون هذه السلطة وذاك الحاكم ، ولكن ليس على ارضية نضالية بل للتهييج والتهريج دون دفع أي ثمن، وبهذا يورطون متحمسين شبابا ليشتموا سلطة هنا وأخرى هناك فيتم اعتقالهم/ن.
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.