عاش كالناس ، لا ليس كالناس فقط ، بل كنوع محدد ومميز من الناس .
بدأ حياته فدائي مقاتل من أجل تحرير فلسطين ، وأسكن هذا الشعار ، الموقف ، في قلبه حتى فارق الحياة .
على صالح درويش من سكان قطاع غزة وقد قضى حوالي اثنين وعشرين عاما من عمره في أقبية سجون سلطة احتلال فلسطين .
كان غضا حينما التحق بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التحق كفدائي مقاتل ، وقد ادرك شخصيته المميزة منذ البداية . عرف بوعي انه فدائي من أجل فلسطين وتحرير فلسطين وتمسك بموقفه وفهمه بافتخار واعتزاز ، وكذلك بنشاط وممارسة فعلية على الأرض كما لو كان قد ولد فدائي وتربى فدائي وتنفس حياة النضال .
كان كذلك قبل اعتقاله وكان كذلك اثناء حبسه في سجون الإحتلال البغيض وسجونه البغيضة وبعد السجون . وطني مقاوم ومتلهف على الإدراك والمعرفة والثقافة والوعي وواصل ذلك باقتدار وتصميم وتبحر في الفلسفة والإقتصاد وعلوم المجتمع وبهذا بنى نفسه كمثقف يساري ملتحم مع قوى اليسار والحرية في العالم وكأنه واحد منها حيثما كانت . وأدرك البعد الإنساني للنضال ضد الإمبريالية وأعوانها وضد الظلم في كل مكان . وبهذا أصبح واحدا من المناضلين ضد الظلم والإحتلال ومدافعا عن الشعوب المظلومة والطبقات الفقيرة ومنحازا بكليته للثورة حيثما كانت ،ومن موقعه كواحد من ثوار فلسطين والأمة العربية التواقة للانعتاق والتحرر والوحدة .
صقل شخصيته بجهده ومع الرفاق ومدرسة الجبهة الشعبية في السجون ، ليتحول إلى كادر متقدم في السجون وخارجها .
التقيته في نهاية عام 1985 بينما كنت تحت الأرض ، وبهدف أن يتسلم مهاما قيادية عالية الفاعلية والمستوى بحكم الثقة العالية به وبقدراته وطاقاته واستعداداته . ومع الأسف ما لبثت أن اعتقلت ولا أعرف من أكمل المهمة بعدي حيث تم ابعادي الى الأردن .
ما المهم ؟
رغم كل ظروفه ، ظل هامة وطنية عالية وقابضا على الجمر دون تزحزح ودون أن ينزلق لسانه أو قلمه بكلمة واحدة تتعارض مع حقوق الشعب الفلسطيني وأهدافه . ظل على موقف المقاتل الفدائي ونفث هذه الروح في رفاقه وبيئته وأهل بيته ليصبح من حوله محيطا من الوطنيين الصامدين الثابتين ، ويمتد تأثيره وتمتد صلابته إلى أبعد مدى.
عاش فدائي وقضى فدائي وكأنه فدائي بالولادة ولذلك هو لم يمت ميتة عابرة بل سيظل في قلوب محبي فلسطين وشعب فلسطين وفي قلوب كل مناضلي الشعب الفلسطيني الشرفاء وفي قلوب كل محبي الحرية في فلسطين وكل مكان .
لأهله وذويه ورفاقه كل المواسة
محمود فنون + عطالله أبو غطاس
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.