سجناء سياسيون واسرى حرب في عموم فلسطين
نورالدين عواد، مراسل كنعان ومنسق الحملة العالمية للعودة الى فلسطين /هافانا ، كوبا، 29 نيسان ابريل 2019.
بمناسبة يوم الاسير الفلسطيني الموافق 17 نيسان ابريل، ويوم الطفل الفلسطيني الموافق 5 نيسان ابريل، ومن اجل القاء الضوء على واقع الحركة الاسيرة الفلسطينية على يد الكيان الصهيوني، والسجناء السياسيين الفلسطينيين في رام الله وغزة، ومعاناتهم التاريخية والراهنة؛ وتعقُّد مقاومة الشعب الفلسطيني طبقيا ووطنيا وقوميا، ضد الاحتلال العسكري الصهيوني واجهزته، وضد اوسلو وافرازاته الكارثية، في ظل “التنسيق الامني المقدس” بين الكيان والسلطة الفلسطينية، وانعكاس ذلك على الانقسام السياسي الجغرافي بين رقعتين من الوطن السليب، واستحالة الوحدة الوطنية، التي تشكل شرطا ضروريا من اجل الاستمرار في الصمود والمقاومة والحفاظ على قضيتنا حية، في ظل المؤامرت المتواصلة لتصفيتها واتفاقيات الاستسلام والاذعان من كامب ديفيد الى اوسلو، وصفقة القرن الماثلة كسيف داموقليس على رقبة القضية والشعب والامة ومجمل الوطن العربي والبلدان المجاورة (في اطار الصراع الجيوسياسي بين القوى العظمى)؛
وفي اطار سلسلة من المحاضرات التي تلقى مرة واحدة شهريا تتناول الوضع في بلد معين، قدمت يوم 29 نيسان الجاري، محاضرة “باوربوينت” بعنوان “اسرى الحرب والسجناء السياسيين في عموم فلسطين “، وذلك في مقر بعثة بويرتو ريكو/ هافانا كوبا. حضر 15 مهتما بالامر: ممثل عن منظمة شعوب افريقيا واسيا وامريكا اللاتينية “اوسبال” ومعهد الصداقة الكوبي مع الشعوب “اكاب”، ممثلو قوى سياسية ومقاتلة من بويرتوريكو، البرازيل، كولومبيا، الارجنتين، السفارة الفنزويلية، صديقان كوبيان “شباب”، وممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الحالي وممثلها السابق.
وفيما يلي اهم العناوين التي تطرقت اليها المحاضرة:
- فلسطين اسيرة حرب منذ عام 1948، عند قيام الكيان الصهيوني ولاحقا منذ استكمال الاستيلاء عليها كاملة عام 1967. حيث اصبح الوطن والشعب اسيري حرب، تنطبق عليهما اتفاقيات جنيف الاربعة. تم عرض خارطة تبين مواقع السجون ومعسكرات اعتقال الاسرى الفلسطينيين في 22 موقع تابع للفاشية العنصرية الصهيونية، حيث مرّ حوالي 20% من الفلسطينيين القابعين تحت الاحتلال العسكري الصهيوني باحدها ذات مرة.
- في “دولة اسرائيل” توجد ثلاثة قوانين سارية المفعول، تتيح اصدار اوامر اعتقال بحق فلسطينيين دون محاكمة: قانون الاعتقال الاداري، وهو جزء من التشريع العسكري الصهيوني الساري في الضفة الغربية. ويطلق عليه المناضلون الفلسطون لقب “العدو المجهول”. منذ عام 1967 ولغاية 2014، تم اصدار 100 الف امر اعتقال اداري؛ وفي الفترة 28 ايلول 2000 ولغاية الان تم اصدار 213 الف امر اعتقال اداري بحجة اسرار امن الدولة! قانون سلطة الطواريءويعود الى عام 1945 اذ اصدره الانتداب (الاحتلال) البريطاني، ويسمح باعتقال اي فلسطيني وسجنه دون محاكمة او تهمة، ويتجدد تلقائيا! وهو ساري المفعول في “اسرائيل”؛ قانون المقاتل غير القانونيوهو ساري المفعول تماما، وقد اخترعه الامريكيون على اثر حربهم المزعومة ضد الارهاب الذي خلقوه بانفسهم! وهو التفاف على القانون الدولي واتفاقيات جنيف الاربعة.
- في يوم الاسير الفلسطيني، نطالب باطلاق سراح ثلاثة ايقونات للاسرى،زج بهم في غياهب الزنازين بسبب حبِّهم لفلسطين والنضال من اجل انعتاقها: احمد سعدات وجورج عبدالله وكارلوس الفنزويلي. يرمزون الى ابعاد القضية الفلسطينية الثلاثة: الوطني والقومي والاممي.
- حاليا (حسب احصائيات اذار مارس 2019) ومنذ عام 1967: حوالي مليون فلسطيني ذاقوا مرارة الاعتقال؛ 220 اسير قضوا نحبهم؛ 5700 اسير موزعين على 22 سجن ومعسكر اعتقال صهيوني؛ منهم 230 طفلا، 48 امراة، 500 اعتقال اداري، 17 صحفيا، 570 محكوم مؤبد، 8 نواب برلمان، 700 اسي بحاجة الى رعاية طبية عاجلة.
- الامبريالية الصهيونية لا زالت تشكل جريمة بحق البشرية منذ المسيح في القدس وصولا الى رزان النجار في غزة!
- اول اسير فلسطيني منذ عام 1965 (اي انطلاق الكفاح المسلح رسميا): محمود حجازي، اعتقل بتاريخ 18 كانون ثاني يناير 1965 وحكم عليه بالاعدام، تمت مبادلته بجندي صهيوني يوم 28 كانون ثاني 1971.
- اول اسيرة فلسطينية (رسميا) فاطمة برناوي، تم اعتقالها في تشرين ثاني 1967 وحكم عليها بالسجن المؤبد، تم اطلاق سراحها في 11 تشرين ثاني 1977 كبادرة حسن نوايا تجاه مصر!!
- اول شهيدة اسيرة، دلال المغربي، لا زال جثمانها محتجزا لدي الكيان منذ 41 عاما؛ هناك مئات الحالات المماثلة كانتقام من الشهداء وعقاب لذويهم.
- عميدة الاسيرات الفلسطينيات: لينا الجربوعي قضت 15 سنة في السجن واطلق سراحها يوم 16 نيسان 2017.
- اقدم اسير فلسطيني: نائل البرغوثي، ممثل حر عن ال البرغوثي شهداء واسرى!
- اقدم اسير فلسطيني في السجون الامريكية: سرحان سرحان منذ عام 1968 بتهمة اغتيال روبيرت كينيدي!
- الاستيطان الصهيوني لفلسطين يشمل الحيز الجغرافي وحيز الوعي والذاكرة سواء بسواء. يستولي الصهاينة على الارشيفات التاريخية الفلسطينية كاسرار عسكرية؛ لانهم يحتاجونها من اجل حذف وطمس السردية التاريخية الفلسطينية، بغية اختلاق وتكريس روايتهم الشيطانية.
- الحاخام الصهيوني ييت هار ديفيد ديدوفيتش يدعو الى افناء الشعب الفلسطيني بقوله “لدينا الحق في ابادة هذا الشعب القاتل”… الصهيونية تعادل النازية!
- الاطفال الفلسطينيون يتعرضون للاعتقال والتعذيب، منذ عام 2000 وحتى اللحظة، لقي اكثر من 8000 طفل فلسطيني حتفهم على يد الصهيونية في فلسطين.
- جعلت سلطات الاحتلال العسكري الصهيونية من اعتقال و/ او اغتيال الاطفال الفلسطينيين خيارا اولا. فمنذ عام 2000 ولغاية عام 2018، اعتقلت تلك السلطات 21 الف طفل فلسطيني؛ قضى 8500 منهم محكومية بالسجن؛ وفرضت على البقية غرامات مالية باهظة واعتقالات ادارية. بينما يتم التحقيق مع 90% من القاصرين في المستعمرات الصهيونية وتنتزع منهم اعترافات بالقوة والاكراه.
- تم عرض فيديو قصير مقابلة مع التلفزيون الكوبي و “اسبان تي في” حول اعتقالات بحق الاطفال الفلسطينيين.
- في الوقت الراهن، يمثل 9000 فلسطيني في الضفة الغربية امام المحاكم العسكرية الصهيونية. متوسط اعتقالات الاطفال في الفترة 2000 ـ 2010، بلغ 700 حالة سنويا؛ وفي الفترة 2010 ـ 2017، تضاعف هذا المعدل تقريبا وبلغ 1250 حالة سنويا. كما ان هذا التسلط والتنكيل بالاطفال قد تم تشديدهما منذ عام 2015، باصدار قوانين تفرض الحكم المؤبد بحقهم، بالاضافة الى التعذيب باساليب تحطُّ من كرامتهم الادمية وتنتهك حقوقهم.
- تم عرض فيديو موجز عن اعتقال خمسة اطفال وتعرضهم للتعذيب والحكم عليهم بالسجن المؤبد.(قناة “اسبان تي في” ).
- جدير بالذكر ان الكيان الصهيوني الاسرائيلي لا يلتزم باي من الاتفاقيات الدولية ال 27 المعنية بحماية القاصرين؛ لا احد يعاقبه او يلومه، لانه يشكل جزء عضويا من المنتظم السياسي الامريكي والنظام الامبريالي المعولم.
- على الرغم من ذلك،يصر الاطفال الفلسطينيون على الانخراط في نضال شعبهم من اجل التحرير والاستقلال والسيادة والعودة.
- الاطفال الفلسطينيون يتحدّون الجنود الصهاينة الذين يداهمون ويفتشون بيوتهم، بتمسكهم بالعلم الفلسطيني ورفع اشارات النصر. وفي الشارع وجها لوجه برفع الراية الوطنية والتلويح بها.
- فرق المستعربين وهي فرق موت وقوات خاصة صهيونية تعتقل وتنكل بالفلسطينيين اطفالا وشبابا وشيابا، اعتقالا واختطافا واغتيالا.
- اعتقالات بحق المراة الفلسطينية: في الفترة 1967 ـ 2017، اعتقلت سلطات الاحتلال العسكري الصهيونية 16 الف امراة فلسطينية. عام 2015 اعتقلت 200 امراة؛ عام 2016 اعتقلت 164؛ وعام 2017 اعتقلت 156 امراة. لغاية اذار مارس 2018، كان يوجد في المعتقلات الصهيونية 62 امراة فلسطينية اسيرة: 6 قاصرات؛ 9 جريحات و 17 امّ.
- كل الاحترام والاجلال للمراة الفلسطينية المناضلة ولهذه المراة التي تحدَّت هذا الجندي الصهيوني المدجج السلاح، وقدمت الاسعافات الاولية لجريح فلسطيني وانقذت حياته رغما عن تهديدات الجنود الصهاينة يوم 18 نيسان ابريل 2019 في الضفة الغربية.
- احصائيا، 90% من الاسرى يتعرضون للتعذيب الجسدي والنفسي على ايدي قوات الاحتلال الصهيونية. لم يبق اسلوب نازي فاشي صهيوني او من اساليب منهج مدرسة الامريكتين (بنما) او اساليب حربي العراق وافغانستان وغيرها، الا وطبقه الجلادون الصهاينة بحق الاسرى الفلسطينيين والعرب بما في ذلك دفن بعضهم احياء (سيناء والضفة الغربية).
- الحرب الصوتية ضد الاسرى: يتم تركيب اجهزة تشويش الكتروني في السجون وعلى اجهزة الخلوي التي تدخل اليها، مما يؤدي الى عواقب صحية ونفسية وخيمة على الاسرى والاطفال تحديدا: صداع شديد وغثيان وسرطان. امريكا و “اسرائيل” تستخدمان هذه التقنيات ضد الاسرى والمتظاهرين. ثم يتهمون كوبا باستخدامها ضد دبلوماسيين في هافانا!!
- عرض صورة لسجن النقب الصحراوي ولعملية اقتحام صهيوني لغرف الاسرى يوم 4 نيسان ابريل 2019.
- ابراز حالة عائلة فلسطينية مناضلة في سبيل فلسطين: عائلة ابو حميد! التي ترمز الى البطولة والتفاني والفداء الفلسطيني في مواجهة الفاشية والهمجية الصهيونية: قدمت العائلة 7 من ابنائها من اجل فلسطين: شهيد، اسير ادارى، 4 احكام بالمؤبد منذ عام 2000؛ واسير اخر متهم باغتيال جندي صهيوني. بالاضافة الى ذلك، قامت القوات الصهيونية بنسف بيت هذه العائلة المتفانية ثلاث مرات: عام 1994، 2003، 2018! وهذه صورة تجمع الام والاب مع ابنائهم الاسرى الاربعة المحكومين بالمؤبد، في زيارة الى السجن الصهيوني.
- سجناء سياسيون في الضفة الغربية وغزة!!منذ التوقيع على اتفاق اوسلو 1993 واقامة السلطة الفلسطينية، تم بناء جهاز مسلح يسمى “الامن الوقائي” الذي يقيم “تنسيقا امنيا مقدسا” مع الكيان الصهيوني والامبريالية الامريكية!! وفقا لتصريحات متلفزة لرئيس السطة.
- كما تم بناء سجون ومراكز اعتقال وتعذيب ضد المقاومة الفلسطينية العاملة ضد الكيان الصهيوني. عرض فيديو صغير بتعليمات رئيس السلطة الى قادة الامن الوقائي بضرب واعتقال وقتلكل من يرونه يحمل صاروخا ضد “اسرائيل”!!
- الاسرى المحررون من السجون الصهيونية وابناء الشهداء يزج بهم دون اي تهمة في صفوف السجناء السياسيين في الضفة الغربية. المفارقة الغريبة هي ان السلطة الفلسطينية لديها وزارة لرعاية شؤون الاسرى!! في حين ان نصف الاسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية ، سلمتهم السلطة بعينها!!
- هؤلاء هم الابطال الاربعة من الجبهة الشعبيةالذين ثاروا لاغتيال اميننا العام ابو علي مصطفىوقامو بتصفية الجنرال الصهيوني وزير السياحة رحبعام زئيفي. وهذه هو اللواء فؤاد الشوبكي (فتح) الذي حاول ارسال سفينة اسلحة للمقاومة؛ وهذاهو الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات، وجميعهم موجودون الان في السجون الصهيونية بتواطؤ من السلطة الفلسطينية وامريكا وبريطانيا!
- هؤلاءابطال ثلاثة في السجون الصهيونية: احمد سعدات، ومروان البرغوثي (فتح) وسمير القنطار (عربي لبناني مقاتل فاسير فمحرر فمقاتل فشهيد).
- منذ عام 2007 ووقوع الانفصال السياسي والامني بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ازداد كثيرا عدد السجناء السياسيين الفلسطينيين في كلا الاقليمين. وازداد القمع كذلك، والمستفيد الوحيد هو الكيان الصهيوني المحتل، والخاسر الاكبر الشعب الفلسطيني وفتح وحماس خصوصا ومجمل المقاومة والقضية.
- هذه صور علنية تبين قمع الامن الفلسطيني في الضفة والقطاع. عناصر امن فلسطيني في الخليل تشكل درعا بشريا لمنع الشباب من قذغ الحجارة على قوات الاحتلال الصهيونية. النتيجة : مواجهات وخسائر بين الفلسطينيين.
- وهذه عينة من تعذيب معتقل فلسطيني في سجون السلطة بتواطؤ مع “اسرائيل” وامريكا والاتحاد الاوروبي.بالاضافة الى مداهمات غير قانونية تقوم بها اجهزة السلطة للبيوت وجامعة بيرزيت (20 ديسمبر 2108)، واعتقالات تعسفية وتجاوزات لا حدود لها في الضفة الغربية! وعناصر قيادية في امن الوقائي مدججة باسلحة صهيونية!
- وهذه عينة من تصرفات امن حماس في قطاع غزة في اعتقال وضرب وتعذيب فلسطينيين هناك! والسؤال الذي يفرض نفسه: باسم من وباي حق تعتقل وتضرب وتعذب سلطة عباس في رام الله وسلطة حماس في غزة، ابناء حركتيهما بالتبادل او اي فلسطيني مقاوم للاحتلال الصهيوني؟؟؟ هذه الممارسات لا تخدم قضيتنا بل تخدم العدو المحتل شئنا ام ابينا!
- خلاصة: الشعب العربي الفلسطيني هو اللاعب النِّدِّيِّ امام الكيان الصهيوني. وعلى الرغم من كافة الكوارث التاريخية والحالية التي واجهها ويواججها الشعب العربي الفلسطيني،فانه سينبعث تماما كما تنبعث “زهرة اريحا”! (فيديو بالخصوص).
- البديل للوضع القائم في الضفة الغربية وغزة: جيل جديد من الثوار الغواريين؛ ومثقفون مشتبكون يخوضون معركة فريدة من طرازها، بالتلاحم مع شعبنا في كتلة تاريخية، قادرة على تحقيق المستحيل: هكذا هي الثورة!
- صور باسل الاعرج، احمد جرار، الاخوان ابو جمل، الفتاة عهد التميمي، اشرف نعالوة وعمر ابو ليلي، كامثلة على هذا الجيل الجديد.
- من ظلمات الوضع المحلي والاقليمي والدولي المكفهر المجافي لقضيتنا المقدسة، يخرج المناضل الفلسطيني المقاتل مسلحا بالوعي ومؤمنا بالوطن ليخوض عنفه الثوريبالحجر والمولوتوف والرصاص،ضد الغزاة على طريق تحرير الارض والانسان.
- فيديو من اعداد الجبهة الشعبية في كوبا عام 2014 عرض في احتفال الانطلاقة: مشاهد من صمود غزة امام همجية الكيان الصهيوني في عدوانه المتكرر على القطاع، واغنية جوليا بطرس (المصورة) : الحق سلاحي ساقاوم.
- فيديو باغنية فنان فنزويلي إيلديفونو فينول تضامنا مع فلسطين بعنوان “انا فلسطيني والانتفاضة قدري”!
ــــ نهاية العرض ــــ
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.