فرنسا: ديمقراطية رأس المال -يحدث في فرنسا، وليس في إيران أو فنزويلا، الطاهر المعز
انطلقت احتجاجات جماهيرية واسعة النطاق لـ “السترات الصفراء” في فرنسا، بداية من يوم 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، ويطالب المتظاهرون بإلغاء ضريبة الوقود التي وقع رَفعها، مما رفع أسعار البنزين، ثم اتسعت الإحتجاجات لتشمل كافة جوانب سياسة الحكومة التي تمثل مصالح أَثْرَى الأثْرِياء والمصارف والشركات الكُبْرى، ولا يزال المحتجون يتظاهرون كل يوم سبت في شوارع المدن الفرنسية الرئيسية (منذ ستة أشهر)، رغم محاولات الحكومة تهدئة الوضع، لكنها (الحكومة) لم تُقدّم أي تنازل جوهري، وتُقدّم وسائل الإعلام صورًا وبرامج عن “أعمال العُنف وأعمال الشغب والتخريب التي يقوم بها المُتظاهرون”، لكن العديد من شهادات النقابيين والصحافيين تُفيد تورّط الشرطة في أعمال التخريب، ومن بين هذه الشهادات، بيان منظمة “صحافيون بلا حدود”…
أُصِيبَ ما لا يقل عن 54 صحفيا بجروح مختلفة أثناء احتجاجات “السترات الصفراء”، في فرنسا، خلال الأشهر الستة الأخيرة، وتعرّض الصحفيون “للإذلال والإهانة والتهديدات والضرب بالهراوات وإطلاق النار بالرصاص المطاطي الذي يتسبب في إصابات حقيقية”، وفق منظمة “صحافيون بلا حدود”، التي استنتجت إن الشرطة تستفز المتظاهرين، وتطلق أعيرة الغاز المسيل للدموع قبل انطلاق المظاهرات، وتمنع القادمين من الإلتحاق بالمظاهرة، وتغلق الجُسُور، وتغلق عشرات المحطات في خطوط قطار الأنفاق، كما تمنع المئات من شباب الضواحي من ركوب القطارات المتجهة نحو باريس، وةمنعهم من المشاركة في المظاهرات، كل أسبوع، وعبرت المنظمة (وهي ليست الوحيدة) عن “القلق حول مشاركة الشرطة – بلباس مَدَنِي- في حوادث العُنف المُرِيبَة، من داخل المظاهرات” ودعت الحكومة الفرنسية إلى اتخاذ إجراءات سريعة، لوضح حد لهذه “التجاوزات، وأشار بيان المنظمة إن هذه الأرقام تقريبية، وليست نهائية، لكن لا سابق لها، حيث “أصيب ما لا يقل عن 54 صحافيا بجروح مختلفة، بينهم 12 صحفيا بجروح خطيرة، جراء استخدام القوة المفرطة من قبل قوات الأمن” في 120 حادثة سجلتها فرق منظمة “صحافيون بلا حدود” ابتداء من 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، أي منذ المظاهرة الأولى لـ “السترات الصفراء”، وتشمل هذه المعلومات الصحفيين الذين تمكنت المنظمة من تأكيد وضعهم المهني. كما يتم توضيح المعلومات حول أكثر من 30 حادثة أخرى تم ذكرها في شبكات التواصل الاجتماعي، وأكّدت المنظمة وقوع الحوادث -التي أدت إلى إلحاق الأضرار المتعمدة بالمعدات الخاصة للصحفيين، وإتلافها تمامًا في عدد من الحالات- من قبل قوات الأمن الفرنسية، ولكن لم يتقدّم سوى عشرون صحفيا فقط بشكاوي رسمية من أعمال رجال الأمن أثناء الاحتجاجات….
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.