بين السودان والجزائر العشرية السوداء والجنجويد، المبادرة الوطنية الاردنية
الجزائر: تنمية وطنية تجهض في الجزائر، تحول جزائر التحرر الوطني إلى دولة شبه تابعة. ثورة تحرير وطني في الجزائر أنتهت إلى سلطة قوى التبعية: عسكرية ومدنية، الجزائر العملاق يتحول إلى ملعب للقوى العالمية، وقوى التبعية العربية الخليجية السعودية. جزائر الخيرات والثروات الهائلة والكفاءات والقدرات المتميزة يتحول إلى مجتمع معطل عن التنمية الوطنية المتمحورة حول قوى الانتاج الوطني، بسبب قيادة البرجوازية الصغيرة المتذبذة الجبانة للثورة الوطنية، ومساومتها قوى المركز الرأسمالي، الفرنسي الأمريكي، على حساب المصالح الوطنية، وممارست القمع الشديد للقوى الوطنية الحقيقية المنتمية ومنظمات ونقابات الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة، يتعطل العمل وتتعطل التنمية يفقر المجتمع وتهدم الثقافة الوطنية، فيهرب شبابه وبناته إلى الضفة الأخرى من البحر المتوسط. تقربر التنمية الصادر عن الأمم المتحدة عام 1973 قيم الجزائر بأنها دولة تنتقل من العالم الثالث إلى العالم الثاني، ماذا حصل؟ أين مكمن العلة : ثورة لم تنجز مهماتها، بالأساس لم تنجز متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي، ففي سياق ثورة مبتورة كسرت أحد جناحيها : التحرر الاجتماعي، تملك البرجوازية الصغيرة في الحكم خوفاً شديداَ من انجاز كامل مهمات مرحلة التحرر الوطني وهو الجانب المتعلق بالتحرر الاجتماعي، فوجدت نفسها في أحضان العدو الذي قاتله الشعب الجزائري. وعقدت معه الصفقات السرية والعلنية للحفاظ على سلطتها، وكانت شروط إنهاء العشرية السوداء وقبول القيادة السياسية بهذه الشروط المذلة وصمة عار على جبين هذه القيادة، وتداعيات هذا الاستسلام ما زالت ماثلة في الاحداث الجارية اليوم. السودان : السودان دولة الثروات الطبيعية النفطية والمعدنية، دولة الزراعة والمياه السطحية – ثلاثة أنهر – والمياه الجوفية التي تقدر بحوالي 65 ترليون م3،وأراضي زراعية شاسعة، دولة الثروة الحيوانية. كيف يمكن فهم واستيعاب حالات الفقر والجوع والبطالة، وغياب البنى التحتية ، دولة تتسول مساعدات دول الخليج التابعة، وكافة المعطيات والإمكانات والقدرات المتاحة تحتم على السودان أن تصبح دولة مانحة وليس دولة متسولة، ومجتمع منتج ميسور مزدهر ومعافى، وليس مجتمع معطل ومفقر. من أوصل السودان إلى هذه الحالة؟ البرجوازية الصغيرة الحاكمة : المدنية والعسكرية، حكم الفساد والإفساد الشرائح السودانية الوطنية الكادحة والمنتجة أمام فرصة تاريخية فريدة، للانتقال بالسودان إلى دولة الانتاج الوطني، دولة الاستقلال الناجز ، دولة الكادحين والمنتجين، هذا يتطلب استلام زمام القيادة من قبل ممثلي الشرائح الكادحة والمنتجة أصحاب المصلحة الحقيقية في إحداث التغيير الحقيقي، وعدم السماح للبرجوازية الصغيرة بالعودة إلى القيادة مرة أخرى. استعداد الجماهير السودانية وتصميمها على خوض المعركة حتي تحقيق أهدافها واضح للجميع وبناء قياداتها من داخلها واقع لا محالة.
دعم حركة التحرر الوطني العربي بإمكاناتها المتاحة انتفاضة شعبي الجزائر والسودان واجب: فضح دور قوى التبعية في الداخل وفضح دور قوى التبعية الرسمية العربية فضح دور المركز الرأسمالي العالمي وأداته الاعلامية ودورها في تزييف وقائع ما يجري على أرض الجزائر والسودان شن حملة تضامن واسعة وبكافة الاشكال في أنحاء العالم العربي.
” كلكم للوطن والوطن لكم”
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.