مداخلة نافذ أبو حسنة*في لقاء”إعلاميون ضد صفقة القرن”، بيروت، 21 جزيران/يونيو 2019

 * إعلامي وراوئي وكاتب سياسي فلسطيني

بداية أشكر المبادرين إلى هذا التحرك، ذلك أن إعادة القضية الفلسطينية إلى مكانها الطبيعي، قضية للأمة، يمثل ضمانة أكيدة في مواجهة التبديد والتهميش والإلغاء عبر التطبيع وسواه.

نحن نتعرض لهجوم ضار من الأمريكيين والصهاينة والمطبعين، ودعاة “إمكان البناء تحت الاحتلال”، ولكننا نملك أيضاً الكثير من عناصر القوة والمنعة. وعليه من الممكن بل ومن الضروري تحويل التحدي إلى فرصة.

 هناك معطيات هامة لا بد أن نلحظها:

لأول مرة نشهد إجماعاً فلسطينياً على رفض طرح تسووي، منذ عام 1937، تاريخ عرض مشروع ووكهيد لتقسيم فلسطين. صحيح أن هذا الإجماع ينقصه الكثير، ولكن ما هو قائم يمكن البناء عليه، وللقول وداعا للأوهام والمراهنات بكل أشكالها وتلاوينها وهي كثيرة في المشهد الفلسطيني، من وهم التسوية إلى وهم السلطة.

ورشةٌ في المنامة، لا تعري هذا النظام القمعي البائس، والذي ينفذ مهمة دورية استطلاع سياسي لرعاته وحماته، بل تعري كل نظام يشارك في هذا الاجتماع، وبأي مستوى كان، فالبعض يسوّق أنه يشارك على مستوى منخفض، متلمساً في ذلك نوعاً من العذر. المشكلة في الفكرة، وليست في مستوى التمثيل، فكل حضور في المنامة للمشاركة في ورشة الصفقة هو معادٍ لشعب البحرين، بقدر معاداته لشعب فلسطين، ومعادٍ للأمة بمقدار خيانته للقدس.

ينبغي ألا يغيب عن البال أبداً أن الهدف الأساس من الورشة المحكي عنها، تشكيل مظلة للتطبيع وفتح أبواب العواصم المتلهفة إليه فسيحة أمام العدو الصهيوني. عليه فمن أولى المهمات اليوم الوقوف في وجه إدماج الكيان الصهيوني عبر التطبيع، وتحت عناوين السلام والازدهار.

ليست الصفقة حلاً إبداعياً كما يروج جاريد كوشنير وصحبه، هي قراءة في دفتر أمريكي قديم، يتحدث عن التوطين وخبز اللاجئين.

في كل تجربة إنسانية، ينبغي النظر إلى النموذج المنتصر. تجربة أمتنا تؤكد أن لا خيار أمامنا إلا المقاومة، خياراً منتصراً وأخلاقياً وواجباً.

من الهام أن يتحول هذا اللقاء إلى إطار ينظم العمل في مواجهة هجمة التطبيع.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.