حزب الله: لا لصدام، ولكن لماذا لا لسمير امين! عادل سمارة
يهتز عقلي حينما أسمع أن امريكا “تعاقب هذا او ذاك”. يرتجف لبنان بعد معاقبة امريكية لعضوين من حزب الله في البرلمان اللبناني. وإن كنت قد درست في الجامعة اللبنانية هناك قناطير من الكتب في الدستور والقانون الدستوري والسيادة أكثر مما لقحت به فرنسا لبنان. ولكن مختلف الجمهوريات اللبنانية “جمهوريات الطوائف” هي مثابة ممثليات لسادة في الخارج مما يؤكد ان لبنان “زعيق سيادي دون سيادة”. هذا يشرب من انبوب سعودي، وهذا فرنسي وهذا امريكي، وهذا بريطانيا وهذا صهيوني…الخ. قد يقول البعض وإيراني. كلا، حزب الله يتحدث علانية عن دعم إيران للمقاومة، وهذا ماثرة وليس مثلبة. فطالما تم دعم المقاومة الفلسطينية من انظمة عربية بما هي مقاومة.
السيادة الوحيدة هناك هي سيادة المقاومة وخاصة حزب الله والباقي عكسها او ضدها.
ولكن، هل يُعقل ان حزب الله لم يفكر في عدوان اقتصاي امريكي؟ أعتقد أنه فكر في هذا وبنى منظومة حماية.
ولكن ايضاً، لماذا لم يتم تبني سياسة معلنة بان يفك كل من هو ضد أمريكا ارتباطه المالي بالدولار بمعنى لماذا الإبقاء على حسابات في المصارف وبالعملة الأمريكية؟ لاسيما وأن عدوان امريكا على حسابات دول وقيادات ورأسماليين عربا وغير عرب هي معروفة وتم تطبيقها.
نعرف أن حزب الله لا يحب صدام حسين الذي كان أهم أسباب استشهاده هو طلاق الدولار. لا تقل لي كان أخطأ في الكويت…الخ، هذا امر آخر.
ولكن هل يُعقل ان اقتصاديي حزب الله لم يقرؤوا سمير أمين في أطروحة فك الارتباط؟ وإن حصل، لمَ لا؟ أليست امريكا بل كل الثورة المضادة هي في حرب بالمطلق ضد المقاومة؟ بل ضد العالم؟ فلا يمكنك مع هكذا عدو أن تكون محاربا ومسالما معاً.
أية حركة مقاومة يجب ان يكون لها ما اسميه “اقتصاد الحزب” وهو فسخة من “التنمية بالحماية الشعبية”، وأعتقد ان لدى حزب الله هذا التوجه. ولكن على المستوى الخارجي مطلوب ترسيخ مفهوم الحماية الشعبية وفك الارتباط لتلافي التبعية للثورة المضادة وكذلك لبناء ثقافة شعبية نفسية رافضة للعدو. فالمسألة النفسية هي حرب حقيقية.
لا يمكن للمقاومة أن تصمد إن لم تقاتل على مختلف الجبهات وخاصة جبهة التثقيف الشعبي لاستعادة الشارع ومن ضمنها التوجه لاقتصاد غير تابع من الفرد للحزب وحتى الانتصار على الدولة لتغادر اقتصاد التبعية وتتبنى الحماية الشعبية.
ملاحظة: لا يستطيع المرء رؤية اي عربي وخاصة فلسطيني يزعم انه ضد الغرب بينما يغرق جسمه بالصوف الإنجليزي.
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.