المشكلة ليست في إيران، فهي دولة قومية لها مواقفها هنا بعكس هناك، هذه مصالحها، هي حليف ولكن ليفهم البسطاء، ليست سيدا علينا.وما تقيس به الدول من الجريمة أن يقيس به المفكر والمثقف المشتبك وإلا أصبح بوقا، وصار منشبكاً. المشكلة في حماس. كان على هنية أن لا يجيب على سؤال العلاقة مع سوريا. ليترك الأمر. أما أن يلوي أعناق الحقائق بعد ان كانت هي الوضوح بعينه، فهذا فيه درجة من الوقاحة والاستقواء. كان بوسعه القول: هذا أمر متروك للزمن. ولكن تكرار كثيرين من حماس لوي الحقيقة يؤكد عدم الثقة بهم كقيادة على الأقل. وبصراحة حماس لم تتغير، فهي وقفت مع إيديولوجيا الدين السياسي الإسلامي ضد القومية العربية طبقا لموقف تركيا. حماس لم تخطىء إيديولوجيا بل أخطأت هي والثورة المضادة في تقدير قدرة سوريا على الصمود. ولأنها كذلك، فمن السذاجة الاقتناع بانها سوف تبقى كذلك إذا ما تغيرت الظروف للأسوأ. اي ستقلب ظهر المجن. ان تدافع حماس عن غزة هذا واجبها كغيرها، وهي لديها المال والسلاح لأنها مدعومة من قوى الدين السياسي تفضيليا على غيرها. ومن ناحية أخرى، فإن حماس تساهم في غسيل قطر التي تتقرب من إيران بينما هي تحت فرج أمريكا تماماً. وبغض النظر عن جوهر هذه العلاقة بإيران، فإن إعادة تأهيل قطر هو لغم ضدالعروبة.
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.