قبل موسم الحج ببضعة أسابيع، نَسَبَتْ صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى مسؤولين حكوميّين أمريكيين قولهم، إن وزارة الحرب الأمريكية سَتُرْسِل، قريبًا (إن لم يكن ذلك قد حصل بَعْدُ) عدة مئات من الجنود إلى السعودية كجزء، أو دفعة أولى، من حشدٍ للقوات في مواجهة التهديدات المحتملة من طهران وحلفائها، وأعلنت مصادر أمريكية أخرى، إن الولايات المتحدة أرسلت دفعة أولى، تضمّنَتْ أكثر من 500 جندي إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية قرب الرياض، وبثّت شبكة “سي إن إن” وثائق وصُوَر تُؤَكّد الخبر، واستشهدت بتصريحات رسمِيِّين أمريكيين، من عسكرِيِّين ومَدَنِيِّين…
التعليق – في “فقه الحج”:
ليس الحج فَرْضًا من الناحية الدينية، بل يأتي في ذَيْل “قواعد الإسلام” الخمسة، فهو “لمن استطاع إليه سبيلا”، أي، بحسب تأويل واجتهاد المُفسِّرين الأوائل للقرآن، إن من يحج إلى مكة من خارج الجزيرة العربية، يجب أن يملك مُدّخرات غذائية ومالية تُمكّن أسرته من العيش دون ضيق، لفترة 12 شهرًا، وفق إجماع الأئِمّة والمُجتهدين، في القُرون الأولى للإسلام…
وَجَبَ أن نُطالِبَ بتدخّل مصلحة الضّرائب في دول المُسلمين، لمعاملة الحجيج كأثرياء، وفَرْضِ، ضريبة إضافية (قد تكون ثابتة، أو بمبلغ يختلف باختلاف ثروة “الحاج”، أو “الحاجّة”) على المبالغ التي ينفقها الذاهبون إلى مكة، للحج أو العُمْرة، وتتمثل الضريبة في خصْم نسبة مُعينة، على نفقات الحج (المُرتفعة)، وعلى الإدّخار الذي لا يُعلنونه، وعلى دَخْلِهِم الذي مكّنهم من ادخار عدة آلاف من الدولارات للحج، وإنفاق حصيلة هذه الضرائب (التي يجب أن تتسم بالشفافية، وتُراقبها هيئات شعبية) على برامج دعم الفقراء (المسكن والشُّغل والعلاج والتعليم وغير ذلك)… لأن قواعد الإسلام أَقَرّت بوضوح، لا لُبءسَ فيه، إن الحج للأثرياء، ولذلك وجب على من يحْشُرُ نفسه ضمن فئة الأثرياء، وأن يستحق صفة “حاج”، أن يُنفق بعض المال “في سبيل الله والفُقراء والوطن”، بدل تبذير المال بين وكالات الأسفار وتُجّار الحج في مكة والمدينة، ف”الأقربون أَوْلَى بالمعروف”…
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.