بين اليمن والسودان، عادل سمارة

(1)

السودان إمبريالية فقيرة أو ثورة مرتزقة

منذ أن تم وضع عمر البشير في حجز وحماية دون توجيه تهم له رغم كل ما اقترف كان لا بد من الشك بأن حركة الجيش مفبركة لتعويم الجيش وتبرئة البشير وإبقاء الوضع في السودان كما هو. ما حصل كان تقاسم السلطة بين قيادات عسكرية ومدنية مع أن المفترض إذا كانت هناك ثورة أن لا يكون للجيش اي دور في السلطة لا سيما وأن هناك تجربة محددة في السودان نفسه حيث قام عبد الرحمن سوار الذهب بانقلاب وسلم السلطة للمدنيين.

تزايد الشك في مصير السودان حين استطالت المفاوضات بين العسكر وبين المدنيين وتخلل ذلك قتل المئات من المواطنين وهي المفاوضات التي كما يبدو تمكن من خلالها العسكر من خصي المدنيين.

كان صمت المدنيين عن علاقة العسكر بأكثر الأنظمة العربية تبعية ورجعية وارتباطا بالإمبريالية والصهيوينة إيذانا بأن العسكر يتحكمون بكل التطورات. لم يكن دور مصر والإمارات والسعودية خافيا بل معلنا في تدخلهم في السودان.

وكانت ثالثة الأثافي أن يقبل المدنيون بقاء الجيش السوداني في الحرب ضد الشعب العربي في اليمن. أي ان العسكر أخذوا موافقة المدنيين على العدوان السوداني ضد اليمن بعد أن كان العدوان من قبل العسكر فقط. فهل غدا السودان إمبريالية فقيرة أم جرى تحويل الثورة إلى ثورة ارتزاق على حساب الشعب العربي في اليمن؟

هنا لا بد من الانتباه إلى لغم هائل في الاتفاق وهو الذي تكرر على ايدي أنظمة عربية وهو: قيام نظام عربي بالاعتداء على آ×ر خدمة للإمبريالية والصهيونية مما شكَّل طعنة للقومية العربية حيث يهدف هذا الدور العدواني إلى تكريس مزاعم أن كل قطر عربي هو أمة مختلفة عن الأخرى.

يبقى السؤال: هل وافق الحزب الشيوعي على الاتفاق وبقاء العدوان على اليمن؟ نأمل أن لا يوافق وأن لا يشارك في صفقة تحت شعار ثورة.

(2)

تموضعات اليمن والإمارات البريطانية المتحدة

 يجب الانتباه للحديث عن حديث الإمارات مع إيران من حيث:​​
أولاً: قرار الإمارات ليس ذاتيا، ومن الخطورة على الوعي الجمعي كل هذه الثرثرة من التحليلات عن تموضع إماراتي وكأنه خارج الأمر الأمريكي. 
وثانيا: أن العدوان الإماراتي هو ضد اليمن وليس ضد إيران، وإيران ليست وصية على اليمن.
وثالثاً: هل هناك مفاوضات امريكية إيرانية عبر قنوات تحتية، وهذا طبيعي بين الدول، ولكن هل اليمن ضمن ذلك؟ 
هذا برسم توضيح أكثر من قبل السيد عبد الملك الحوثي بمعنى: ما هو مشروع اليمن الآن على اعتبار أن الحرب تقارب التوقف. وسواء قاربت أم لا، فلا بد من ملامح محددة للمشروع اليمني. وهنا يبرز السؤال: من الذي عليه بلورة المشروع السيد عبد الملك الحوثي أم حكومة صنعاء بما هي حكومة اليمن وهذا تلافياً للمسائل الطائفية وخاصة في اليمن الذي يتصف بعمق عروبي على الأقل حتى الآن.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.