عادل سمارة: أسئلة

(1) لا دولة ولا برجوازية وطنية، عادل سمارة

(2) عبيد الفضائيات

(3) موسم الترويج للكنيست الصهيوني

(4) الحشد الشعبي بين الرد والتحليل بالردح

■ ■ ■

(1)

لا دولة ولا برجوازية وطنية

في تمييز صين ماو تسي تونغ بين برجوازية ذات توجهات وطنية وأخرى ذات تبعية وارتباط بالأجنبي تم تصنيف البرجوازية الصينية في فترة التحرر الوطني من الاستعمار والإقطاع إلى:

  • برجوازية وطنية

  • وبرجوازية كمبرادورية.

كانت تسمية وطنية في حينه صحيحة على اعتبار أنها ذات توجه تصنيعي مما يفترض تناقضا ما لها مع الاستعمار. اي ان توجهها التصنيعي جعل منها ذاتية أو جوانية التوجه مما أضفى عليها طابعا وطنياً هو في جوهره توطين أو تبييء الاستثمار خدمة لمصالحها وحرصا منها على السيطرة على سوقها القومي جرياً على رؤية ماركس النظرية.

لقد تم سحب التسميتين الماويتين للبرجوازية على العديد من الطبقات البرجوازية في العالم الثالث خاصة. لكن التطورات التي أعقبت ذلك وخاصة إثر تفكك كتلة عدم الانحياز وتنامي دور البرجوازية الكمبرادورية من جهة وتآلفها مع أنظمة ديكتاتورية ذات توجه تابع طغى على ما تسمى البرجوازية الوطنية والتي بدورها لم تعد تناضل ضد الاستعمار واصبحت في وضعية مزدوجة:

  • زيادة ميلها بالاتجاه الكمبرادوري

  • توجيه صناعاتها بحيث تتكامل مع السوق العالمية لتصبح من نمط الصناعات الموجهة تصديريا أو التكميلية أو صناعات إعادة التصنيع.

بهذا المعنى صار من غير العلمي تسمية هذه البرجوازية بالوطنية لأنها تخدم مصالحها هي من جهة، كما أن مصالحها تتكامل بدرجة عالية من التبعية مع مصالح الشركات الكبرى التي تمثل السوق العالمية من جهة ثانية. وهذا التخارج يجعلها في وضعية تناقض مع مصالح الطبقات الشعبية المحلية.

من هنا، صار الأكثر دقة تسمية البرجوازية في مختلف هذه البلدان بالبرجوازية المحلية والتي جزء منها كمبرادوري متخارج والآخر محلي بعضه ذو توجه استقلالي/ تنموي/قومي. ذلك لأن حصر التسمية ب وطنية يموِّه وضعها الطبقي وهو وضعها الحقيقي ويعطيها صفة تدفع الطبقات الشعبية للتصالح معها وليس للتناقض معها، اي يساهم في خصي وعيها الطبقي/السياسي.

فيما يخص الدولة، فقد درج في الوطن العربي مؤخراً بعد كارثة “الربيع العربي” نعت الدولة القُطرية ب الدولة الوطنية في محاولة لتمييزها عن النظام/الدولة الرجعية التابعة والخادمة للإمبريالية بل هي حتى جزء من الثورة المضادة ولا سيما أنظمة الدين السياسي.

صحيح أن الأنظمة الجمهورية غالباً وطنية التوجه سياسيا وقومياً ومعظمها قومية التوجه أيضاً. لكن تسمية وطنية في الحالة العربية الحالية هي تسمية منحازة للبرجوازية القومية التنموية الحاكمة، وهذا إيجابي إلى حد كبير، ولكنها تسمية تنقض البعد القومي العربي عموماً لأن تسمية الدولة القطرية تعني انها نقيض للدولة القومية العربية، اي نقيض العروبة حتى لو لم يقصد صانعو هذه التسمية ذلك. أي ان تسمية دولة وطنية تعني أن وطنها هو وطن قائم بذاته لا يتكامل مع الوطن العربي الأكبر، وهذا يغذي لا مباشرة التوجهات القطرية الإقليمية حيث يكرِّس ثقافة محصورة في قطر واحد وكأنه أمة منفردة بذاتها عن الأمة العربية.

هذه المسألة تذكرنا بمجادلة بعض الكتاب أو دفاعهم عن الدولة القطرية على أرضية أن الدولة القطرية هي فترة مؤقتة وسيرورة تنتهي وصولا إلى الدولة القومية، مثلا محمد جابر الأنصاري في كتابه : “الدولة القطرية، تكوين العرب السياسي ومغزى الدولة القطرية”  المنشور من  مركز دراسات الوحدة العربية،  وهو الذي رددنا عليه في كتابنا” دفاعاً عن دولة الوحدة ؟؟؟؟ عام 2003 منشورات دار الكنوز الأدبية-بيروت”.

إن قراءة ما يجري منذ بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين تبين أن الدولة القطرية قد كرست مسارها المضاد للدولة القومية. بل لقد انكشف دور الدولة القطرية عن دور مكرَّس منهجياً ضد الوحدة العربية ومن أجل تدمير وتقويض المشترك القومي إلى حد أن هذه الدولة القطرية تحالفت مع الغزو الإمبريالي ضد العراق 1991، ولاحقا ضد ليبيا ومن ثم سوريا. بل إن دويلات قطرية “الإمارات وقطر” ودولة السعودية تتحول إلى “إمبرياليات تابعة مشوهة” تعتدي على ليبيا واليمن ضمن تقسيم عمل صاغته الثورة المضادة وخاصة الولايات المتحدة من جهة وتتحالف تماماً مع الكيان الصهيوني.

صحيح انه لا بد من التمييز بين دولة قطرية وأخرى، ولكن هذا التمييز يجب أن لا يُسقط التسمية القطرية في حالة الجمهوريات على أن تضاف للتسمية القطرية: الدولة القطرية قومية وتنموية الاتجاه او التوجه.

(2)

عبيد الفضائيات

 كتبنا كثيرا بان الفضائيات في المجتمع العربي في مرحلة التخلف هذه تحل محل الأحزاب أي تحل محل الوعي النظري والفكري، وهذا افضل شيء للعقول السطحية التي تبحث عن سيد يحشوها وينفخها. وهذه افضل خدمة للأنظمة التابعة والتطبيعية والمتغربنة والمتخارجة. لذا تجد في الخليج مئات الفضائيات ولا تجد حزبا واحدا. المحللون على الفضائيات يكذب الكثير منهم طبقا لما تريد منه الفضائية لكي يقبض بعض المال. المحلل ليس مسؤولا عن ما يقول ولا يوجد من يحاسبه. في الحزب حتى البائس هناك مساءلة ومحاسبة. الحديث على الفضاء يذهب في الهواء سواء خرج من الفم او من المؤخرة لا فرق.
لذا ا نصح الباحثين عن النفخ السياسي الشكلاني أن يكتبوا على صفحاتهم ولا يدنسوا صفحات غيرهم، فليكتبوا هناك ما يريدون. حين ننقد ترويج الميادين فذلك لأنها تمارس خيانة وخصي الوعي، وتباً لمن يمولونها لأنهم يقصدون ذلك​​. يحتج البعض، حيث لا يفهم أنه يدافع عن خيانة. لذا نقول للكل استمع وشاهد ما تريد لكن استعمل عقلك. أما من يعبدون الكيان ويؤمنون بالتطبيع ويتمنون لو كانوا عملاء لأمريكا والغرب، فالحديث ليس موجها لهم.

(3)

موسم الترويج للكنيست الصهيوني

لا تستغرب وتنتفض وترتعد فرائصك. الميادين تروج لفلسطينيين يترشحون لعضوية برلمان الكيان حيث يقسمون يمين الولاء لدولة اليهود. هكذا بالنص. فمن الذي تخدمه المياد​​ين إذن؟ إذا كانت عروبية فيجب ان ترفض الترويج لصهينة الشارع الفلسطيني في المحتل 48 عبر توريطه في انتخابات ترفع بعض الأفراد ماليا ومعيشيا وسياسيا على حساب الوطن. أشخاص يفتخرون بجنسية إسرائيلية. منذ 71 عاما وهؤلاء لم يحققوا شيئا ومع ذلك يستمر الترويج لهم.

طبعاً سيلمس الناس ترويجا لهم ايضا من فلسطينيين في المحتل 1967 بل حتى ترويج لأحد معسكري الطرف الصهيوني أي غير الفلسطيني!

بنفس الطريقة رفعت الجزيرة عزمي بشارة وقدمت بشارة كمرشح لرئاسة وزراء الكيان ثم قرر بشارة التنازل لدعم باراك وطبعا جاء إدوارد سعيد ليلقي محاضرة في الناصرة دعما لبشارة وللمفارقة يومها هاجم صادق جلال العظم، وذهب الزمان لينتهي ايضا العظم لصالح الثورة المضادة في سوريا. يا إلهي كيف تنكشف الجذور!!

واليوم يدعم مرشحو هذه الانتخابات بني جانتس! ما الفارق. عزمي تم إرساله إلى قطر، فأين سيتم توزيع هؤلاء؟

لا يمكن ان تكون عروبياً وصهيونيا معاً. هذا الخلط هو فايروس ضد الوعي العروبي.

في فترة مبكرة كانت بيني وبين بن جدو مراسلات على الإيميل، وحينما انزلت السعودية الميادين عن القمر الصناعي، كتبت له :أن أرجو الانتباه، فالمذيع كمال خلف تحدث مع صهيوني من الكيان اقصد يهودي كي لا نخلط” بعدها لم يعد يرد على الرسائل وبعدها قررت عدم الظهور على تلك الشاشة رغم انهم حاولوا لا حقا استضافتي من أجل الشهيد ناجي العلي.

تلاعبات الكيان بلوم اعضاء الكنيست “الفلسطينيين” بسبب الظهور على الميادين هو ترويج للميادين كي تلعب نفس دور الجزيرة.

ملاحظة لمركز دراسات الوحدة العربية” لم أكن اعلم أن المركز عين عزمي بشارة “ولو لفترة قصيرة” رئيسا له! هنا العجب. مركز متخصص في الوحدة العربية يعين عضو كنيست رئيساً له؟ كيف يحصل هذا؟ ليس هذا مجال تعداد كتاب وصحافيين مشاهيراً كانوا على صلة بعزمي بشارة وحتى بعد ظهوره العلني ضد سوريا كانوا ظلوا يتحدثون عنه ب “لطف”وأخفوا علاقتهم التحتية به فلم ينقدوه لأنه كان قد انتهك عذريتهم السياسية….!. لكن عجبي انتهى حين قرأت كتاب محمد جابر الأنصاري الذي نشره نفس المركز وهو كتاب دفاع عن الدولة القطرية واعتبارها مقدمة للدولة القومية!!! ها هي الإمارات وقطر وعمان والبحرين والسعودية…الخ تقيم الدولة القومية بالحرب على فلسطين وسوريا وليبيا وطبعا اليمن! لقد رددت على الكتاب بكتابي”دفاعا عن دولة الوحدة” نشرته دار الكنوز الأدبية التي اسسها الرفيق الراحل عبد الرحمن النعيمي العربي البحريني، عام 2003.

إن كنت عروبياً يجب أن يكون موقفك من الكيان قطعياً وقطعي أكثر ضد المطبعين بمختلف انواع التطبيع.

 (4)

الحشد الشعبي بين الرد والتحليل بالردح

حين تسمع الميادين بأن الحشد الشعبي قادر على الرد على عدوان صهيوني.

أولا: يا ريت

وثانيا:لماذا لا يرد

وثالثا: إذا كان الحشد مع تحرير فلسطين لماذا لا يبادر بدل ان يرد

ورابعا: لماذا لا يقاتل الحشد ضد الاحتلال الأمريكي؟

أليس عجيباً وجود احتلال “شرعي”.هل ينتظر الحشد فتوى من الفقيه كما يقول الناطق باسمه دائماً؟ لماذا لم تتم الفتوى على الأقل لتحرير العراق. لذا، يا ريت لو يتوقف الذين يقولون أن العراق في محور المقاومة. كفى تخريباً للوعي. نتمنى للعراق تحرير نفسه أولا، ثم استعادة عروبته ثانيا، وبعد ذلك سوف يصطف كما يجب. وليتقف الذين يرتكزون في تبرير تقاعسهم بخيانة حكام الخليج.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.