حسن نصرالله وجه ثلاث رسائل مهمة، محمود فنون

لا ابالغ في القول إذا قلت أن جماهير الأمة العربية انتظرت  كلمة سيد المقاومة  بفارغ الصبر وبأعلى درجات الإهتمام واللهفة . وأن كبار السن الذين عايشوا فترة الناصرية  والمد القومي العربي شعروا بأنهم استردوا روحهم وأنهم شعروا بالعزة والكرامة .

والسيد هو شخصية عربية مهمة تحظى باحترام واهتمام بالغين رغم كل مواقف الوهابية والدين السياسي الرجعي وما تبثه الرجعية العربية .

ويمكن للمتتبع للكلمة أن يلحظ الرسائل الثلاث بالغة الأهمية التي تفجرت على لسانه بقوة واقتدار وثقة عالية وشموخ يطاول السماء .

الرسالة الأولى كما رصدت وهي ضمنية وموجهة للامة العربية ولقوى المقاومة والممانعة عموما وقوى المقاومة اللبنانية وحزب الله على وجه الخصوص.

إن حزب الله سيرد ويضرب ولن يستكين . وهو مارس اسقاط الطائرتين وكان سقوطهما ميزة جديدة وشديدة الأهمية .

بعد الضربة التي وجهتها إسرائيل في سوريا ، تسائلت : لماذا لم ترد إيران في سوريا أو ترد سوريا بمقدار الإقتدار الذي ردت فيه إيران باسقاط الطائرة الأمريكية .

إنني اعتز بالرد على الصواريخ  الإسرائيلية واسقاط معظمها . وأنا أعلم أن سوريا تقاتل على جبهات هائلة مكونة من الدول الإمبريالية الغربية  وإسرائيل وتركيا  والدول العربية الرجعية وكل أدواتها . هذه الأدوات التي تحارب مع جبهة العدو في صف واحد ضد سوريا في حرب ضروس وتقابلها سوريا باقتدار وتتقدم.

وأنا أعلم أن فريق خدم أمريكا والحلف المعادي يتشفون بسوريا ويستمرئون دمها. ولا أحفل بهؤلاء ما دامت سوريا تقاوم وتهاجم مدعومة بتحالفها مع روسيا وإيران وحزب الله وقوى  من الشعب الفلسطيني .

الرسالة الثانية وهي كذلك شديدة الأهمية وموجهة للقوى اللبناني الأخرى  المكونة من الإنعزاليين الرجعيين ورئيس الحكومة وكل من يعادي حزب الله والمقاومة .

إن حزب الله يريد أن يرد على إسرائيل  ضمن معادلات لبنان المعقدة وهو يفضل التوافق الوطني .

والرسالة مفادها : في المستقبل إذا تكرر العدوان فلن ننتظر موافقة أحد  ولا توافقا مع هؤلاء.

حيث قال:”  ومن الآن وصاعدا سنواجه المُسيرات الإسرائيلية في سماء لبنان وعندما تدخل إلى سماء لبنان سنعمل على اسقاطها وليعلم الاسرائيلي بذلك من الآن ولن ننتظر أحد في الكون وإذا أحد في لبنان حريص على عدم حصول مشكل ليتحدث مع الأميركان كي يطلبوا من الاسرائيليين أن ينضبوا”.

وكان الحريري قد أعلن أن حكومته تعمل “لمنع الإنجرار” بما معناه ضرورة السكوت على العدوان الإسرائيلي  وهذا يعني تعبيرا عن اندراجه في الحلف المعادي وعدم اصطفافه في مواقع الدفاع عن البلد التي يشغل هو بنفسه رئيس حكومتها وهو ارفع واهم منصب سياسي تنفيذي في لبنان .

قال حسن نصرالله” وإذا أحد في لبنان حريص على عدم حصول مشكل ليتحدث مع الأميركان كي يطلبوا من الاسرائيليين أن ينضبوا…”

وهذه الرسالة تشكل التصميم القوي لتجاوز الإعتبارات اللبنانية الداخلية  وما تتطلبه من تحفظ والحصول على القبول أو التوافق قبل الرد .

أما الرسالة الثالثة وهي موجهة للقيادة الرسمية والمستوطنين الصهاينة .

إن حزب الله سيرد وبقوة وأن جيشكم لا يستطيع حمايتكم.

وهذه الرسالة تشتمل على القرار الحازم بالرد العسكري كما أنها تشتمل على ضرب الحالة المعنوية وبخاصة أن الهجوم بالطائرات المسيرة قد فشل بطريقة توجع العدو وقدراته المتفوقة دوما .

وأكد انه إذا ” وسأعيد تذكير العالم بهذا الالتزام اذا قتلت اسرائيل ايا من أخواننا في سوريا سنرد في لبنان وليس في مزارع شبعا”.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.