حَدَثَ يوم الثلاثين من آب/أغسطس 2006 خلال العدوان على لبنان، قصفت الطائرات الصهيونية عَمْدًا، مَلْجَأ يرفع شعار الأمم المتحدة في قرية “قانا” بجنوب لبنان، وذلك للمرة الثانية خلال عشر سنوات، بعد القصف الأول، سنة 1996، وأدّى القصف الثاني إلى استشهاد 55 من الأطفال والنّساء، ممّن احتمَوْا بالمَلْجأ، وكالعادة، اعْتَبَرت الدّول الدّاعمة للكيان الصهيوني، والمُتحكّمة بما سُمِّي “الشرعية الدّولية” القصف “تأثيرا جانبيّا” للحرب، وما دام الضحايا من غير الأمريكيين والأوروبيين، فلا يستحق الحَدَثُ أكثر من سطْرَيْن أو ثلاثة في بعض الصحف، وبضعة ثواني في بعض محطات التلفزيون… أما حكومة لبنان (التي كان يرأسها “فؤاد السّنيورة”)، والسعودية، فقد طالبت الكيان الصهيوني بعدم وقف الحرب، قبل القضاء على حزب الله، وهو حزب لبناني، وليس صهيوني، وساهم في دحر العدوان الصهيوني، وطَرْد جنوده وعُملائه سنة 2000، بدون شُرُوط…
في مثل هذا اليوم 30 آب/أغسطس من سنة 1996، سَجّل التّاريخ حادثَتَيْن تُشيران إلى طبيعة سلطة الحُكم الذاتي الإداري، المُنبَثِقَة عن اتفاقيات أوسلو، وتمثلت الأولى في وفاة الفلسطيني محمود جميل (26 سنة)، من نابلس، في سجن رام الله بعد تعرضه للتعذيب على يد محققين تابعين لسلطة الحكم الذاتي الإداري، وقتلت الشرطة ما لا يقل عن عشرة فلسطينيين، تحت التعذيب، سنة 1995، بحسب “الجمعية الفلسطينية لمراقبة حقوق الإنسان”.
أما الحادثة الثانية، لنفس اليوم 30 آب/أغسطس، فتتمثل في مساعدة قوات قَمْع السّلطة، لجنود الكيان الصهيوني، الذين تمكنوا (بفعل هذا الدّعم الثمين) من العثور على جثة أحد جنودهم، الذي رَوّجت الدّعاية الصهيونية أن مُقاتلي حركة حماس “اختطفوه سنة 1989″، وتُواصل شرطة سلطة الحكم الذاتي الإداري القيام بمهمة مُطاردة أي مُقاوم فلسطيني للإحتلال، تحت بَنْد “التّنسيق الأمني”، الذي يعتبره محمود عبّاس، “مُقدّس”، في تصريح رسمي وعَلَنِي…
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.