إسراء غريب: فلتثأر لها المرأة، عادل سمارة

لم يبق أحد لم يكتب عن قضية الموؤودة إسراء غريب، بغض النظر عن تعدد
الآراء والتفسيرات.
الإيجابي في إثارة القضية هو نشرها وانتشارها. والسلبي هو عدم ضبطها
وانضباطها، والأكثر سلبية عدم الانتقال من التفسير والنقل وإعطاء الآراء
إلى مقترحات الحل بل التصدي.
غني عن الشرح أن مصير المرأة مرتبط بالملكية الخاصة، فمنذ سيطرة الرجل
على الملكية الخاصة غت المرأة بعضاً منها. وهذا يعني وجوب المقاومة إلى
أن تنتقل البشرية بعد العبودية والإقطاع والنمط ألاسيوي في الإنتاج
والراسمال إلى إلغاء الملكية الخاصة.
في عصر الفلتان في الأرض المحتلة لا يمكن لأحد ضبط شيء. ولو كان لشيء أن
يُضبط، فإنه بعد اتفاقات اوسلو حيث ضاع ضبط الوطن، فقد اصبح كل شيء
مشاعاً بالسالب طبعاً.
هذا حديث يُغضب كثيرين، والمعيار هنا أنه من يغضب أكثر هو متورط في مآسي
أوسلو أكثر. لذا اسميتها  منذ توقيع تلك الاتفاقيات المشؤومة ب “أوسلو-ستان” أي وطن أوسلو بدل الوطن الكلي فلسطين من النهر إلى البحر.
في الأيام الأولى التي تلت وأد الفتاة ، الوأد، لأنه قتل متعمد وعلني
ويرتكز على ما يسمى الشرف والسلطة الذكورية…الخ. وهي، أي الشرف والسلطة
الذكورية والبطريركية بعمومها هي آفات عالمية معولمة لا تنحصر في المجتمع
العربي والدين الإسلامي.
 أذكر أنني سُئلت من مذياع “نساء أف أم” وكان رايي ، وسيبقى:
“… هذا قتل متعمد، لا يحله القضاء كما لم يحل غيره من نظيراته، فعلى
النساء أن يتسلحن بالمُدى وأن يتدربن على القتال … وأعتقد أن من واجب
كل النساء وخاصة النسويات الحقيقيات، أن يمارسن حق قتل أي قاتل من
الذكور…حينها فقط تكون هنا حركة نسوية حقيقية، وحينها فقط يمكن البدء
بمعالجة هذه الجريمة بالتصدي لها”.
أمام هذا الفلتان مطلوب فعل محدد وواضح، وليس فائضاً في الفيس-بوك وصل
أربعة أرجاء الأرض.
فالمجتمع الذي يبيح “جهاد النكاح” هو مجتمع إباحي لا يعرف الشرف.
لست مع الذين يُحمِّلون نساء الأنجزة الثأر للمغدورة، لأن الأنجزة أقل من
هذا الدور بكثير والنساء اللبراليات اقل ايضا. فالتلطي خلف مثل هذه
التبريرات هو تضييع لحياة المرأة وتوفير فرص القتل أكثر.
لقد أصبح الشرف شماعة لألوان من القتل لا علاقة لها بالجنس أصلاً. يمكن
قتل امرأة من أجل الإرث، أو لرفضها زواجا ما، أو لقرارها الطلاق من رجل
لا تريده…الخ.
هذا النوع من القتل هو ضمن ثقافة ما قبل الدولة وما قبل القانون. أما
توظيفه لصالح شتم الإسلام وأخلاق العرب، فيصب في النهايةفي خانة “تطنيش”
وجود اختراق الشرف الوطني. حينما مارس الرئيس الأمريكي بيل كلينتون
البغاء مع موظفة في البيت الأبيض حتى زوجته لم تغضب كما لم تنخفض شعبيته
لدى النساء في أمريكا.
يشتمل قتل النساء  على عقد انسجام تام بين وجود الاحتلال الصهيوني
واحتلال نصف المجتمع لنصفه الآخر.
أقتلي كي تكوني فالكف الناعم بوسعه الضغط على زناد ما. وحينما يتم تسجيل
مقتل قاتل تبدأ الأمور بالاستقامة النسبية.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.