عادل سمارة

(1) الثورة الأم في اليمن

(2) إلى مثقفي الشام العروبيين المحترمين

(3) حديث الفصائل

:::::

 (1)

الثورة الأم في اليمن

في 26 ايلول 1962 تمكن المشير عبد الله السلال من إسقاط نظام يحيى حميد الدين الإمام الحاكم في اليمن ليتحول البلد العربي الأم من الإمامة إلى الجمهورية. وكان إمام اليمن قد كتب لعبد الناصر إثر الوحدة المصرية السورية برقية يقول فيها: “َضمُّونا إليكم قبل أن تنفضُّوا” فكان اليمن عضو في وحدة كونفدرالية. وحينما حصل الانقلاب الرجعي الذي قاد لانفصال سوريا عن مصر في 28 أيلول 1961، كتب الإمام البدر قصيدة هجاء ضد عبد الناصر.
إثر نجاح الانقلاب/الثورة وتحول اليمن إلى ​​الجمهورية قامت الولايات المتحدة ومجمل الغرب والسعودية والكيان بما هن اعمدة الثورة المضادة بتسليح إبن الإمام يحي أي الإمام البدر ودارت حرب طاحنة في اليمن مما دفع مصر لإرسال الكثير من جيشها إلى اليمن بقيادة المشير مرتجى. لقد ضحى النظام الناصري بالكثير لتثبيت الثورة اليمينة وبالفعل صمدت اليمن كجمهورية أي اليمن الشمالي. أما اليمن الجنوبي فبقي تحت الاستعمار البريطاني حيث كانت الجبهة القومية (فرع حركةالقوميين العرب) تخوض حرب الغوار ضد الاستعمار وأدواته المحلية التي كانت تشبه الفيت منه في فيتنام الجنوبية.
أهم ما يلفت النظر، وهذا رايي، بأن عدوان 1967 لتصفية مصر الناصرية كان ربما دافعه الأول أن مصر اقتربت من منابع النفط، وهذا أمر لا يمكن للغرب تمريره باي حال. رحل المشير السلال الذي كانت إحدى أهم مآثره محاولة تقريب وجهات النظر بين اليمن الشمالي والجنوبي لإبقاء الوحدة التي حصلت لاحقا أي بعد تحرير الجنوب اليمني عام 1990.

(2)
إلى مثقفي الشام العروبيين المحترمين

 أرجوكم، لا تدافعوا عن السيسي. هو لم يُسقط نظام الدين السياسي. هو قدم نفسه بديلا لنظام فاشل وأكد أنه قادر على تحطيم مصر. لقد طبق خطة امريكية صهيونية محكمة خدعت ربما كل مصر. بمعنى أنه في مستوى حاقد على الشعب تماما. على الأقل قوى الدين السياسي تحب تيارها. هذا بلا تيار. هذا حاكم عسكري صهيو-امريكي لمصر. لم يكن أمامنا سوى تاييد إسقاط حكم الدين السياسي، لكن سقوطه لصالح السيسي لا يعطيه اي رصيد، وعلى الأقل فإن إزاحة كامل نظامه ضرورة مباشرة. إن عدم توفر فرصة إسقاط نظامه الآن لا تعني أن لا تقوم المجموعات الثورية في مصر باي حرك إلى جانب اي حراك ربما عفوي أو ورائه طرف ما، اي فلتكن فرصة كي تتدرب القوى الثورية الصغيرة لوصول حالة :”تجرَّأ على النصر”. نفهم أن الدولة السورية لا ترغب في نقد السيسي، أما المثقفين، فرجاء ترك الأمر على الأقل. نرفض قوى الدين السياسي كما ترفضونها، لكن تزكية السيسي ولو جزئيا كارثة، تماما كما يزكي البعض أوسلو على حساب حماس، وفي النهاية “يعيش الانقسام والاستدوال ويموت التحرير”.

(3)

حديث الفصائل

أعتقد أن الفصائل الثمانية التي باتت تحرر كل سنة وثيقة مصالحة!!!تحرث في الأرض العقيم. فتح وحماس لا تنتظران الفصائل. لذلك، لو كان للفصائل أن تتحول إلى فصيل آخر بدون أنجزة وبدون تبعية، وبدون ثرثرة عن دولة واحدة وبدون ثرثرة عن دولتين، اي لو عادت لحقيقة الصراع كما يشرحه “نتنياهو” لكان صوتها مسموعا شعبيا. حبذا لو تفكر في إعادة بناء المجتمع على طريق طويل من اجل التحرير. ولكن من الذي يلجم هذا أو ذاك عن كونه امين عام وناطق على الفضاء…الخ. ليس المطلوب طريق ثالث، بل م.ت.ف عروبية لتحرير الوطن.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.