فك الارتباط بالحماية الشعبية … حصراً، عادل سمارة

تحدث احد وزراء السلطة في رام الله بأنهم بصدد فك ارتباط اقتصادهم عن الاقتصاد الصهيوني. ولهذا بالطبع نقاش طويل. ولكن، لماذا منذ اتفاقات أوسلو 1993 وبروتوكول باريس 1995 وافقتم على الارتباط وقدمتموه لنا كإنجاز ثوري! هل النظام الذي ربطه بالعدو نظام آخر، تنظيم آخر قيادة أخرى أو كما تصف الأنظمة العرب بعضها “عهد بائد”!
هذه الاتفاقات “ابدية” هكذا نصوصها. فبروتوكول باريس ينص على انه إذا اختلف الطرفان على قضية يناقشانها مرة وأخرى ويجب عدم الذهاب إلى طرف ثالث للتحكيم. إسألوا السيد أحمد قريع رئيس وفد مفاوضات باريس و د. عاطف علاونة أحد المفاوضين وهما ضمن السلطة وحركة فتح وحتى د. عمر عبد الرازق ، وهو من حماس، الذي شارك في مؤتمر هارفارد الذي اسس لاتفاق باريس.
كيف يمكن فك الارتباط والمحتل 1967 محتلاً، وخاصة ان الاستيراد والتصدير من الكيان أو عبر الكيان؟ هذا السؤال اسأله للعديد من الباحيثن الذين راكموا كتبا في مؤسسة “ماس” عن الاتفاقات التجارية بين السلطة وعديد الدول ومن بينهم د. سمير عبد الله ، من أصول شيوعية!!!، ماذا نتج عنها تطبيقياً؟ فبدون سيادة لا معنى لكل هذا.

لا بل إن الأفظع أن هناك اقتصاديين منذ 1967 كتبوا ضد فك الارتباط مع اقتصاد العدو،لا داع لأسمائهم، أو كتبوا عن التكامل بين اقتصاد السلطة والكيان وغزة وفلسطينيي 1948 حينما كانت لأوسلو وهجها المزوَّر، كما فعل رجا خالدي الذي قفز بقدرة قادر ليصبح ناقدا للعلاقة مع الكيان!
الفكاك من ربقة اقتصاد العدو لا مدخل له سوى التنمية بالحماية الشعبية، كمدخل وليس كبلسم. وهذا يفترض تخصيص منافذ تنموية من السلطة لتحاول اللحاق بالتنمية بالحماية الشعبية لا أن تقوده أبدا، لتعزيز مواقع الإنتاج التي تتلاشى منذ بداية اتفاق أوسلو. فالسوق زاخرة بمنتجات الأعداء:الكيان، تركيا امريكا، ومنتجات الدول التطبيعية التي سمح لها بروتوكول باريس بأن تصدر إلى المحتل 1967 اقصد مصر والأردن. والأسوق فارغة من منتجات محلية إلا لُماماً.
وراء كل هذا طبعا إيديولوجيا السوق المفتوح بمفاتيح الاحتلال وتنظيرات المصرف الدولي.

ملحق: قرأت وصفا مشابها لما هو في أوكرانيا، مع ان هذه كانت صناعية في فترة السوفييت ولديها مواد خام:
“…إذا نظرت إلى صفحتهم الرئيسية الحالية ، سترى أنهم يمولون تصدير المحاصيل الخام من أوكرانيا – لكن المتاجر في أوكرانيا مليئة بالجبن الفرنسي والزبادي والشوكولاتة وما إلى ذلك. تم شراء جميع منتجي الأغذية /البيرة المحليين من قبل Carlsberg ، Danone ، إلخ. جزء من هذه “الصفقة” الرائعة مع أوروبا هو أن الأوكرانيين يمكنهم استيراد المنتجات الغذائية وتصدير المواد الخام فقط.
استثمارات صندوق حصاد الغد في مزارع أوكرانيا. مع إيرادات المحاصيل ، يمكن اعتبار المحاصيل المستقبلية كضمان – بحيث يمكن أن تظل المزارع منتجة عندما يكون المال  شحيحا”.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.