11/10/2019
وفي النهاية فإن قوانين الصراع العلمية” التناقض التناحري ، التناقض الرئيسي، والتناقض الثانوي” تفرض ذاتها، على الزمان وعلى المكان، في الشمال السوري أنطلقت العملية العسكرية التركية لتكشف القناع عن وهم مقاربة فض التحالف ووهم حماية التحالف:
1: وهم امكانية جر تركيا خارج تحالفها العضوي في قلب الناتو.
2: وهم تكتيك أو استراتيجية شراء الحماية الأمريكية للحركة الكردية خارج سياسة الاستعمال والدور الوظيفي الآني.
3: وهم الاعتقاد بأن الاجتياح التركي لشمال سوريا من أجل “تصفية الحركة الكردية”يصب في مصلحة سوريا وتحالفها.
4: وهم امكانية تصفية قضية شعب تاريخي.
أي صراع في العالم له علة وسبب، والصراع بذاته يخضع لقوانين، ومن يضن انه قادر على تخطي هذه القوانين ، فهو واهم ومتعالي على التاريخ، أي لا يفهم حركة التاريخ ومساره، سواء أكان فرداً أم شريحة أم طبقة…الخ، مفكراً باحثاً أو حاكما ً قائداً أم محكوماً.
الصراع في منطقتنا والعالم وعلى مر الزمان يخضع لقوانين علمية تتمثل ب: تحديد محور الاصدقاء ومحور الأعداء، التناقض التناحري ،التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي، هذه التناقضات كامنة في ذات المجتمع ، بسبب الصراع على كيفية توزيع الثروة المنتجة بكدح العاملين، سواء أكانت ثروة وطنية (صراع داخلي مجتمعي) أم ثروة عالمية (صراع المركز والمحيط ).
في المنطقة يجري صراع تناقض بين محورين وبين كتلتين وبين نهجين، تناقض التحرر والهيمنة، تناقض الاستغلال والظلم والاستعباد مقابل التحرر والمساواة والحرية ، تناقض القيم الإنسانية النبيلة مقابل قيم القهر والعبودية.
التناقض الرئيسي في المنطقة هو تناقض بين شعوب المنطقة عامة وقوى الهيمنة والاستعمار ، بين المركز الرأسمالي ودول المحيط التابعة، بين حركة التحرر الوطني والعالمي والطغمة المالية المسيطرة على القرار العالمي.
تركيا تقع ضمن تحالف المركز الراسمالي العالمي، هي ثاني قوة في حلف الأطلسي ، أداة المركز الرأسمالي العالمي، والبرجوازية الأناضولية التركية الأسلاموية الحاكمة هي صنيعة المركز الرأسمالي العالمي والصهيونية العالمية وبديل البرجوازية الأستنبولية العلمانية، حيث قرر المركز الرأسمالي تصفيتها ، نهاية القرن الماضي، لصالح البرجوازية الاسلاموية، حزب العدالة نسخة اسلاموية عن أحزاب الديمقراطية المسيحية، قرار تصفية البرجوازية الاستنبولية العلمانية يستند إلى وجوب بناء نموذج اسلاموي عصري يكون نموذج لدول المنطقة، فلا عجب قول ترمب ” نستطيع سحق الاقتصاد التركي وقتما نشاء “. محاولة إخراج تركيا من هذا الحلف وهم ، وأن ترآى للبعض وفي بعض المحطات هذه الإمكانية متاحة.
نضال الشعب الكردي عبر التاريخ كان نضالأ من أجل تقرير المصير ، وهو حق مقدس، ولكن أزمته كانت تكمن في قياداته التاريخية الاقطاعية، واليوم تكمن مشكلته في قيادته البرجوازية الصغيرة، وفي هذا الوقت بالذات وفي شمال سوريا تظهر مرة أخرى ظاهرة التعالي على التاريخ من قبل هذه البرجوازية الصغيرة. حق الشعب الكردي في تقرير مصيره حق مقدس، لا جدال عليه، ولكن المعضلة تكمن بأن المحيط الاقليمي والدولي يرفض فكرة بناء دولة كردية، وذلك لأسباب مختلفة وكل من موقعه.
الممكن والمتاح والمدخل الواقعي لتحقيق طموح الشعب الكردي يتمثل في فهم طبيعة التناقض التناحري الجاري على الأرض، تناقض بين شعوب المنطقة كافة والمركز الرأسمالي العالمي، وليس تناقض تناحري بين شعوب المنطقة ذاتها، هذا الفهم يستوجب العمل الجمعي على بناء حركة تحرر وطني متكاملة في المنطقة موحدة المشروع وموحدة آداة النضال.
الترجمة العملية لهذا الفهم على الصعيد السوري الوطني ، يتطلب إعادة بناء وحدة آداة النضال الوطني السوري العربي والكردي ( حركة وطنية موحدة تتبنى متلازمة التحرر الوطني والتحرر الاجتماعي) مما يشترط السماح للجيش العربي السوري ( أداة موحدة للدفاع عن التراب والمجتمع ) للعودة إلى مواقعه على طول الحدود مع تركيا ، من أجل حماية السيادة الوطنية والمجتمع السوري من العدوان التركي المستمر منذو القرن الماضي ولليوم، ويتطلب الامتناع عن التوتير القومي عبر الاعلام ، من الطرفين ، والتركيز على المشترك الأهم، وهو الصراع مع المركز الرأسمالي العالمي، ويتطلب من حركة التحرر الوطني العربي المساهمة وأخذ دورها في إحداث هذا التقارب والعمل على توحيد أداة النضال السوري المعادي للأمبريالية.
من طبيعة التحالف الإتفاق على المشتركات وإحترام الإختالافات وفهما من أجل العمل على حلها لاحقاً وفي مجرى وحدة النضال.
” كلكم للوطن والوطن لكم “
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.