ترامب لا يخدع أحداً! عبداللطيف مهنا

من أوقح ما يمكن سماعه من منطق ينضح بلطجةًوفجاجةً استعماريةًكاوبويويةالنكهة، هو آخر تبريرين أوردهما ترامب لقراره الانكفاء وسحب قواته من سورية تاركاً من ورائه، كعادة أميركية معهودة،ودونماالتفاتمن خلفه أدواته المحلية العميلة متخلياً عنها..
التبريران جاءا في سياقرده على سهامشانئيهالداخليين بذريعة تخليه عن الأكراد، وحومة راهن المكاسرة المحتدمة بينهوجبهة المعترضين على قراره لدواع استراتيجية أوانتخابية، خصومه الديموقراطيين، وبعض الجمهوريين،والأهممعشر ما تدعى قوى الدولة العميقة من أمنيهأوإمبراطورية المنزع..

يقولها بالفم الملآن، بالنسبة للأكراد، لقاء خدماتهم اعطيناهم “مالاً وسلاحاً كثيراً”، ثم “إنهم ليسوا ملائكة”، كما “لم نعدهم بالحماية مدى الحياة”..
 وبالنسبة للانكفاء فما من بأس لأن “عدداً محدوداً من الجنود الأميركيين سيبقون في سورية، بعضهم سينتشر على الحدود مع الأردن (لحماية الكيان الصهيوني) بينما يقوم البعض الآخر بحماية النفط”.. والولايات المتحدة يمكن أن ترسل واحدة من كبرى شركاتنا النفطية للقيام بذلك بشكل جيد”!!!

أفضل ما في ترامب هي وقاحته، هذه التي لا تخدع صراحتها أحداً في عالمنا بما فيهم عملاء أميركا فيه، وقد نستثني عملائها في بلادنا..
والسؤال الذي تسبقه إجابته هو، ترى ما الذي سوف يسمعه خليجيونا وسائر أنظمتناالمتأمركة والمتصهينة من ترامب، أو أحد اسلافه، في قادم أيام انحداريةالأمبراطورية الأميركية المنكفئةالمجتهدة على طريقتها الاستعمارية لتأخير تسارع أفولها؟؟!!

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.