الموصوفون بالتخلف هم المكافحون “طبقيا” على مستوى مواجهة الإمبريالية والصهيونية .
اما المتعالون والمتقاعسون عن الكفاح فهم من يزايدون على هؤلاء البسطاء من المكافحين .
سنصل لهذا الاستنتاج اذا ما حددنا ماهى مهام الكفاح الطبقى فى لبنان ؟
ومن الذى يتصدى لها جزئيا أو كليا ؟
ومن الذى يهرب للامام ويتماهى مع اصلاحية اقتصاد السوق ؟
الكفاح الطبقى الراهن فى لبنان
١- ضد تموضعات واسس الاستتباع والتى تتمفصل حول بنية التبعية المرتبطة عضويا بآلية الإمبريالية ونمط انتاجها المعولم ، فهو اذا ليس كفاح ضد مظاهر الفساد الملازمة لكل أنماط الرأسمالية تاريخيا، ولا هو كفاح من أجل إدماج الاقتصاد اللبنانى فى مرتبة اعلى من مراتب علائق التبعية ( الإنتاج من أجل التصدير / الميزات التنافسية ) ، أو التحول من الريع للانتاج داخل بنية السوق المعولم كما يذهب الحزب الشيوعى اللبنانى أو شربل نحاس .
و كذلك الأمر فإن الكفاح ضد الشكل الطائفى ليس ميدانه كفاح حول الأفكار والايدلوجيا الدينية والاثنية وبديل “مدني” يفتقد اسسه المادية ، بقدر ماهو بالاساس كفاح ضد قاعدتها المادية المتوافقة مع بنية الاستتباع والمندمجة فى منظومة العولمة الإمبريالية – بحسب مهدى عامل – .
فهل حمل اليسار اللبنانى هذه الرؤية ام انه ينحو نحو اصلاحية تبقى على علائق التبعية، اى انه يضلل الجماهير فى كفاحها الطبقى ونص.
المقاومة
المقاومة ضد القاعدة المتقدمة للامبريالية ( الكيان الصهيونى ) هى إحدى أشكال المواجهة المباشرة مع ركائز الإمبريالية فى منطقتنا وتلك المواجهة مظهرها وطنى وجوهرها ممارسة للصراع الطبقى العالمى وليس المحلى.
يتسائل البعص كيف تكون المقاومة ضد الإمبريالية والصهيونية طبقية ؟
– هى طبقية لأنها تهدد أسس الهيمنة المباشرة ( السيطرة بالاحتلال) ، وتكف يد الإمبريالية أو تقلل بأقصى درجة نزح الموارد والذى يعد أقصى أشكال الهيمنة والنهب كثافة.
لهذا فإن هذا الكفاح من شأنه توفير الاساس المادى لفك روابط الاستتباع اذا استكملت المواجهة والمقاومة ببرنامج كفاحى اجتماعى واقتصادى داخلى .
وللأسف فإن من يتصدى لهذه المهمة هم اؤلئك الذين يتعالى عليهم الهاربون من المقاومة بالسلاح والمقاومة بالكفاح الطبقى معا ، نعم هؤلاء لهم مظهر حداثى ورطانة يسارية ، ولكنهم على الأرض يقدمون اصلاحية من داخل بنية الاستتباع .
*من صفحة فيس بوك الكاتب
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.