تقريروثيقة “ساو باولو”.. هل خدعت السلطة قوى برازيلية مناصرة لشعبنا؟ أحمد بدير

محرر ومُعد تقارير – غزة


برازيليا _ خاص بوابة الهدف

يحتفل العالم يوم 29 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، لا سيما الجاليات الفلسطينية المنتشرة في أميركا اللاتينية، ومنها الجالية الفلسطينية في البرازيل التي تُحيي هذا اليوم بمُشاركة العديد من القوى والأحزاب والجمعيات البرازيلية.

في هذا العام دعا “الاتحاد العربي الفلسطيني في البرازيل- فيبال”، وهي مؤسسة معروفة بتمثيلها للجالية، كل قاعدته والمؤسسات التابعة له للتحرّك من أجل الاحتفال بهذه المناسبة من خلال برلمانات وبلديات وغيره من المؤسسات، وبالفعل حدثت مجموعة من النشاطات.

وخلال النشاط الأخير الذي اُقيم في ساو باولو وهي من أكبر مدن البرازيل، تفاجأت بعض القوى العربية الفلسطينية والبرازيلية بوثيقة أطلق عليها “وثيقة ساو باولو” كان ورائها الاتحاد العربي الفلسطيني في البرازيل والكونفدرالية الفلسطينية بقارة أمريكا اللاتينية والكاريبي بدعم وموافقة مباشرة من السفارة الفلسطينية والسفير في برازيليا.

الوثيقة تحدّثت عن يوم التضامن مع شعبنا وما خلفية هذا اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977، وتحدّثت عن المجازر الصهيونية التي ارتُكِبت بحق الشعب الفلسطيني خصوصًا خلال الأعوام (1947- 1948- 1949) وتدمير قراه وتشريده وتهجيره، لكن المفاجئ في نهاية الوثيقة أنها تحدّثت عن إقامة “دولتين لشعبين” وأن ” القدس الشرقية” عاصمة الدولة الفلسطينية.

هاتان المؤسستان المعروفتان في وسط الجالية ودول القارة، باعتبارهما مؤسسات منظمة التحرير، تمكّنتا من جمع جملة من التواقيع من أطراف برازيلية على الوثيقة، كالاتحاد العام البرازيلي للطلبة، ومؤسسات جماهيرية وشعبية أخرى وبعض النوّاب على مستوى الولاية التابعين لبعض أحزاب اليسار، وحركة “بدون أرض” التي تراجعت عن توقيعها وقامت بالتوقيع على وثيقة مُضادّة لها.

مراقبون اعتبروا أن خطورة هذه الوثيقة تكمن في جمعها لمجموعة كبيرة من التواقيع، وتَظهَر الوثيقة أنها مُدافعة عن الكيان الصهيوني بدلاً من الضغط عليه.

كيف جرى ذلك؟، وهل ما حدث يمكن وصفه بمُمارسة حالة استغفال أو خداع من قبل مؤسسات يقودها مجموعة من الأفراد المحسوبين على السلطة لبعض القوى البرازيلية الداعمة لشعبنا ووقّعت على الوثيقة “المشبوهة” في آنٍ واحد؟.

الناشط الفلسطيني المُطّلع على الشؤون البرازيلية جاد الله صفا أكَّد لـ “بوابة الهدف”، أن “الاتحاد العربي في البرازيل والكونفدرالية الفلسطينية بقارة أمريكا اللاتينية والكاريبي وبدعم وموافقة مباشرة من السفير الفلسطيني في برازيليا هم من كانوا وراء هذه الوثيقة”، وأضاف “الاتحاد بدأ نشاطاته بمناسبة يوم التضامن ببرلمان ولاية الريو غراندي دو سول وبمدينة بورتو اليغري، كما شهدت العديد من المدن بتلك الولاية نشاطات عديدة بالمناسبة وكانت أغلبها ببرلمانات المدن التي تتواجد فيها جاليات فلسطينية كبيرة، حيث لم تشهد الولاية على مدار العقدين الماضيين نشاطات بهذا المستوى والحجم”.

الغيظ الصهيوني!

وأوضح صفا “ما حدث أثار حفيظة الحركة الصهيونية والفيدرالية “الاسرائيلية”، وحاولوا جاهدين من أجل الغاء النشاط ببرلمان الولاية واتهموا القائمين عليه من فلسطينيين ونواب برازيليين بالإرهاب وبمُعاداة السامية ولحق الكيان الصهيوني في الوجود، بعد ذلك نتفاجأ أن هناك وثيقة تحمل اسم “وثيقة ساو بولو”، تتحدّث في نهايتها عن دولتين لشعبين والقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، ووقّع عليها مجموعة من المؤسسات البرازيلية إلى جانب الكونفدرالية الفلسطينية بأمريكا اللاتينية، والاتحاد العربي الفلسطيني في البرازيل ووجه دعوة لحضور النشاط المقرر اقامته ببرلمان ولاية ساو بولو يوم ١١ ديسمبر على أساس البنود التي تحتويها”.

وأشار صفا المُقيم في البرازيل إلى أن “اتهام الحركة الصهيونية والفيدرالية “الإسرائيلية” للفيدرالية الفلسطينية والنوَّاب بولاية الريو غراندي دو سول تمخَّض عنه اصدار الوثيقة الموقّعة من الفيدرالية ونوّاب من برلمان ساو بولو ينتمي بعضهم إلى نواب نفس الأحزاب المشاركة هناك، وهنا تبرز علامات الاستفسار عن سر التوقيع، بدل أن تقوم الفيدرالية بحشد وتعبئة الرأي العام لإظهار الظلم الواقع على شعبنا، تقوم بعكس ذلك!”.

ثمرة للتطبيع

وأردف بالقول “كان الأجدر على الطرف الفلسطيني تسليط الضوء على حصار غزة والأسرى والاستيطان والجرائم اليومية التي ترتكب بحق شعبنا في فلسطين وخارجها، وحقه في العودة إلى الديار التي شرد منها عام ١٩٤٨ وعدم طمأنة الكيان في ظل تنكّره لحقوقنا الوطنية والتاريخية”، مُشددًا على أن “الوثيقة خطيرة جدًا باعتبارها أول ورقة رسمية تصدر عن مؤسسات معروفة بتمثيلها للجالية بالقارة والبرازيل، وهي مؤسسات تتبع منظمة التحرير، والوثيقة أتت نتيجة خطوات تطبيعية واتصالات بين الجانبين الفلسطيني و”الاسرائيلي” بالبرازيل على مدار عقدين من الزمن، وسبق الوثيقة مُشاركة رئيس الاتحاد العربي الفلسطيني في البرازيل في ندوةٍ تطبيعيةٍ بناء على دعوة من معهد البرازيل – اسرائيل، بعنوان (الطريق إلى السلام)”.

متضامنون بعيدًا عن التفاصيل

هُنا، يشرح صفا ويتوقّع ما الذي حدث مع بعض القوى التي وقّعت على الوثيقة، يقول “أمام حملة التعتيم على طبيعة الصراع مع الاحتلال وجوهرها، وأمام دعاية الترويج لسياسة سلطة رام الله على الصعيد العالمي، وأمام غياب إعلام آخر مغاير ومخالف لسياسة السلطة في الشتات، من الطبيعي أن يحصل ذلك، لتبرز فقط سياسة السلطة وتصورها للصراع وما هو الحل المطلوب”، مُعتقدًا أن “أغلبية من وقّعوا على الوثيقة يجهلون طبيعة الصراع وطبيعة السلطة وارتباطاتها واتفاقاتها مع الكيان”.

ويزيد بالقول “يتضامنون مع الفلسطيني دون معرفة تفاصيل النضال والحقوق، ووقّعوا دون معرفة فحوى الوثيقة، وعندما وجهتُ سؤالاً لأحد المؤسسات الموقّعة عن فحوى الوثيقة أجاب: الموافقة كانت من حيث المبدأ باعتبارنا مع فلسطين في نضالها، وهكذا كانت اجابتي على المتصل عندما أعلمني بأن الوثيقة هي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أنا لم أقرأها”.

وجدّد صفا خلال حديثه مع “الهدف”، التذكير بسياسة التجهيل والتقليل من الحقوق الفلسطينية التي تُمارَس في البرازيل ضد أبناء الجالية العربية والفلسطينية من خلال “سيطرة جماعة السلطة على المؤسسات وطرح أنفسهم كممثلين للجالية ومدافعين عن السلطة باعتبارها الشرعية”، مُؤكدًا أن “المطلوب توفير كادر فلسطيني واعٍ لطرح قضية الحقوق التاريخية والشرعية الفلسطينية، كما يعي طبيعة وجوهر الصراع مع الكيان وعلاقاته مع الرجعيات والإمبريالية العالمية وأنظمتها”.

وختم صفا حديثه “من المهم جدًا وجود طرف فلسطيني يطرح هذه التفاصيل على المستوى القيادي للأحزاب البرازيلية ليتجنّبوا مواقف ضارة بالقضية الفلسطينية والعلاقات الثنائية، وليعتبروا الكيان الصهيوني خطرًا وحليفًا للإمبريالية والرجعيات المحلية بالقارة والعالم، وليتأكّدوا أنهم يجهلون بعض التفاصيل أمام إعلامٍ مضللٍ تُمارسه عدّة أطراف، حتى لا يقعوا بأخطاء تمس المواقف المبدئية للحزب وتمس القضية”.

حركة “بدون أرض” التي تعتبر من أكثر الحركات والقوى الشعبية البرازيلية تنظيمًا وانضباطًا وعددًا على الأرض، علاوة على الجذرية الفكرية التي تنتهجها وتلتزم بها، يبدو أنها وقعت في فخ التوقيع، لكنها سحبت توقيعها سريعًا بعد أن وضحت الصورة.

“بوابة الهدف” تواصلت مع مارسيلو بوزيتو أحد كوادر الحركة في البرازيل، والذي أكَّد بدوره على موقف حركته الذي “يتمثّل في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في النضال من أجل إعادة جميع الأراضي التي احتلها الاستعمار الإسرائيلي بصورة غير شرعية، سواء عام 1948 أو 1967 أو بعد ذلك، ونعتبر أن النضال من أجل بناء دولة فلسطينية واحدة في كل فلسطين التاريخية من البحر الأبيض المتوسط إلى نهر الأردن، شرعيًا وعادلًا، حيث يمكن للمواطنين العيش في سلام وبحق متساوٍ، سواء اليهود، المسيحيين، المسلمين، الدروز، الخ”.

وحول الوثيقة، أوضح “وقَّعت الحركة عليها لأنها اعتقدت أنها وثيقة إجماع مع المواقف المتفق عليها من قبل كافة المنظمات، بعد ذلك فاجأتنا عبارة “دولتين لشعبين!” وهذا ليس موقفنا، لكن القرار بشأن مستقبل فلسطين هو مسؤولية الشعب الفلسطيني ومنظماته الشرعية، لأن ساحة المعركة الرئيسية لهذا الصراع هي فلسطين. أولئك الذين يعيشون في الحياة اليومية مع الاحتلال غير الشرعي يعرفون أفضل من أي شخص ما هي سبل تحريرهم، وما ينبغي أن تكون عليه فلسطين بعد تحقيق الاستقلال”.

وأكمل بوزيتو حديثه مع “الهدف” إن “الشعب الفلسطيني يريد أن يضمن الحق غير قابل للتصرف في إعادة اللاجئين، وهذا الحق غير مضمون في حل الدولتين، ولا توافق الحركة عليه، نحن نتفق مع الغالبية العظمى من الشعب الفلسطيني، دولة واحدة من البحر إلى النهر”، خاتمًا بالقول “كيف يمكن تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي؟ الجواب سيقدّم من قبل الشعب الفلسطيني ونضاله ومنظماته”.

خالد ناصر أيضًا، وهو رئيس الجمعية العربية الفلسطينية في برازيليا، أوضح أن “الجمعية لا تعترف بالفيدرالية وغير منتسبة فيها كونها تمثل نهج السلطة الذي لا يمثلنا، هذا النهج كما يعلم الجميع أدخلنا في نفقٍ مظلم منذ التوقيع على اتفاقية أوسلو الهزيلة”، مُعتبرًا أن كل قرارات الأمم المتحدة “هي قرارات غير ملزمة بحد ذاتها لأي جهة ولا أي دولة في العالم، هي مجرد تصوّرات بأن الحل يكون بهذه الطريقة دون إلزام أحد بتطبيق هذا الحل”.

وبشأن الوثيقة، بيّن ناصر “لم نتشاور فيها، والبعض وقّع عليها وسحب توقيعه فيما بعد وأصدروا بيانًا رفضوا من خلاله وثيقة الفيدرالية ليعللوا موقفهم بعد أن تبيّن أنهم خُدِعوا”، مُؤكدًا على أن “موقف الجاليات في المهجر لن يقبل أبدًا بقيام دولتين على أرض فلسطين التاريخية، نحن مع إقامة دولة فلسطينية علمانية واحدة نحترم فيها كل الديانات والأعراق وحقوق المواطن”.

وطالب ناصر القوى التي وقّعت على الوثيقة “بإصدار بيانٍ آخر ليوضحوا لماذا قاموا بالتوقيع. هذه تجربة يجب أن يتعلموا منها لمراتٍ قادمة بأن يراجعوا ويدرسوا كل بيان قبل التوقيع عليه وخصوصًا بيانات الفيدرالية ومؤسسات السلطة”.

الفيدرالية تُمارس الخداع

كما تواصلت “الهدف”، مع المحامي والناشط البرازيلي المُناصر لفلسطين نادر ألفيس، إذ قال “أي حزب سياسي له الحق في تبني رأيه تجاه قضية ما أو تجاه القضية الفلسطينية، لكن ليس من حقه أن يقول هذا الرأي تعبير عن إرادة الشعب الفلسطيني، فكان مفاجئًا لنا صدور هذه الوثيقة”.

وتابع ألفيس “هؤلاء الناس يمثلون لونًا سياسيًا معينًا، ويعبّرون عن التيار التابع للسلطة، ووثيقة ساو باولو كانت بمثابة استخفاف واستهتار بجميع الألوان السياسية للشعب الفلسطيني، وعملية خداع مورسَت بحق قوى برازيلية لها مواقف سياسية أفضل من مواقف السلطة ذاتها”، مُشيرًا “قمنا بالاتصالات اللازمة، وهناك قوى سحبت تواقيعها بالفعل عن الوثيقة واعتذروا لفلسطين، إن هذا الأسلوب الذي مارسته السلطة في الجالية يضر بالشعب الفلسطيني والحركة المناصرة له، وحتمًا سنقوم بفضحه”.

وحول كيفيّة مُجابهة عملية الخداع التي قد تُعاد من قِبل السلطة، اعتبر ألفيس في ختام حديثه مع “الهدف”، أن “المطلوب هو حملة من قبل النشطاء الفلسطينيين في دول أميركا اللاتينية لتوضيح وشرح الواقع الفلسطيني بشكلٍ مُفصّل لفضح الكيان العنصري الصهيوني”.

مواقف زئبقية

لكن في ذات السياق هناك رأيٌ آخر بعيدًا عمَّا وُصِفَ بأنه عملية خداع لبعض القوى، إذ قال المُختص في الشأن البرازيلي رضا سويد، أنه “لا يوافق الرأي الذي يقول أن ما جرى استغفال وخداع، فهذا غير صحيح، لكن يوجد بعض الرفاق لديهم نظرة وتحليل خاطئ حول حقيقة موقف القوى التي تُسمى “يسارية برازيلية” تجاه القضايا العربية والقضية الفلسطينية”.

وخلال حديثه لـ “الهدف”، أوضح أنه “لا يمكن مقارنة ما يُسمى باليسار البرازيلي وتشبيهه بيسار عموم أميركا اللاتينية، ويجب الفصل بينهما لعدّة اعتبارات من بينها الأصول الثقافية للتركيبة العرقية في البرازيل، فمثلاً تطغى الثقافة الأوروبية على مجمل الحياة العامة في البلد، وداخل حزب العمال البرازيلي هناك عدّة مواقف من أزمة فنزويلا الحالية مثلاً”، مُبينًا “هناك قوى في كوبا وفنزويلا وبوليفيا في عهد موراليوس تنطبق عليهم صفة قوى يسارية متضامنة مع حركات التحرّر في العالم ومنها القضية الفلسطينية، والباقي لديه عدّة علامات استفهام منهم البرازيليين، هم في العلن يتخذون مواقف متضامنة من موقع الشفقة والتعاطف الانساني مع فلسطين، لكن لا مواقف حازمة مُعادية للإمبريالية والصهيونية بل موقفهم زئبقي”.

العتب على من؟

يُجيب سويد “العتب بكل تأكيد ليس على القوى البرازيلية سواء كانت يمينية أو يسارية، وهناك أحيانًا مواقف كانت تصدر من الشخصيات اليمينية تكون أقرب إلينا من أحزاب تسمي نفسها يسارية وماركسية برازيلية التي هي أقرب للصهيونية اليسارية، العتب على هذا النشاط الذي خرج في الفترة الأخيرة بمُبادرة من سلطة رام الله، وهنا بيت القصيد”.

وتساءل “لماذا؟ وماذا جرى؟ وماذا يجري في الكواليس بما يخص هذه المبادرة، وجميعنا يعلم في البرازيل أنه منذ مسار أوسلو وانعكاساته السلبية على القضية الفلسطينية بشكلٍ خاص أدى لإخفاء حقيقة الصراع وساعد على نمو نفوذ الصهاينة في البرازيل، بل واختفى المشروع الوطني العربي والفلسطيني عن الساحة، وتمدّد الصهاينة ومواقفهم من الصراع طغت على مجمل وسائل الإعلام وحتى على القوى اليسارية”.

“بعد كل هذا الغياب تأتي السلطة وتقوم بإحياء مؤسسات وجمعيات كانت ميتة، والملفت للانتباه أن صياغة البيانات والخطاب السياسي لم يأتِ ليتناقض مع أوسلو وسياساته بالرغم من أن جماعة أوسلو أنفسهم يقولون أن هذا المسار انتهى، ولم يعد صالحًا، والوثيقة التي صدرت في البرازيل جميلة جدًا وتدين الصهيونية ومجازرها إلخ.. ولكن لُب الموضوع هو في نهايتها التي تتحدّث عن قدس شرقية وقدس غربية!، وحل دولتين، ويتجاهلون فيها حق العودة”، والحديث هنا للمُختص سويد.

كما أضاف “هذه المواقف تطرح عدّة علامات استفهام، وإضافة إلى ذلك لدينا مسألة التطبيع مع المؤسسات الصهيونية، هناك أحزاب برازيلية تعتبِر أن هناك يمينًا صهيونيًا ويسارًا صهيونيًا وخاصة من جماعة التروتسكية، وقامت السلطة بإرسال أحد ممثليها ليُشارك في معهد إسرائيلي وفي حوار بعنوان “السلام مع الصهاينة”، وهذا بحد ذاته يدق ناقوس الخطر”.

تطبيع علني

وضمن سياق التطبيع، كشف سويد للهدف، أنه وقبل عدّة سنوات “قامت سفارات خليجية في البرازيل بتمويل رجال دين مصريين أجروا لقاءات مع صهاينة في البرازيل ومع القنصل الصهيوني في ساو باولو، ولم يكن أي ردّة فعل تجاه هذا الأمر، ولكن أن تُبادر اليوم هذه المؤسسة –الفيدرالية- التي تعتبر نفسها أنها تمثل الجالية الفلسطينية في البرازيل بهذه المبادرة ولقاء مؤسسات صهيونية، من هنا نستشعر أن هناك دورًا تخريبيًا مُخططًا له، وما يجري تشويه للحقائق”.

وأوضح أن هناك “نقطة أساسية يجب توضيحها، ممثلي حركة فتح منذ أيام وجودنا في لبنان، كانوا يعتبرون أنفسهم بأنهم هم الوحيدون الذين يقررون من هو الفلسطيني الوطني والغير وطني، ويقومون اليوم بتوزيع ذات “الشهادات” في البرازيل، ولا زالوا يمارسونها من خلال الطريقة التي جرى فيها إحياء ما تُمسى الفيدرالية”، مُشيرًا إلى أن “القوى الوطنية والتقدّمية في البرازيل مُقصّرة وغير قادرة على انتاج خطاب سياسي موحّد رغم عدّة محاولات بذلناها لتشكيل إطار تقدّمي عربي، فتلقائيًا تُترك الساحة خالية لهذه المؤسسات التي نراها اليوم”.

ختامًا، اللافت أن يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني جاء هذا العام في ظل إحصاءات عدّة أكَّدت أنه ومنذ توقيع اتفاق أوسلو في تسعينيات القرن الماضي تضاعف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية بنسبة 180%، وفي ظل هجمةٍ استيطانيةٍ مستمرة تستهدف ضم المزيد من الأراضي بدعم من الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب، لتخرج مؤسسات السلطة بوثيقة “ساو باولو” وتُنادي بما يُسمى “حل الدولتين” من جديد، كالمستجيرِ من الرمضاءِ بالنارْ.

 للاطلاع على وثيقة ساو باولو اضغط/ي هنا: MANIFESTO-DIA-INTERNACIONAL-DE-SOLIDARIEDADE-AO-POVO-PALESTINO.pdf

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.