عادل سمارة:

(1) هناك تطبيع ولكن…لا يوجد مطبعون! حلقة (1)
(2) قميص خاشقجي

(3) إخدموا العدو ولو في الصين

● ● ●

(1)

هناك تطبيع ولكن…لا يوجد مطبعون!

حلقة (1)

“وسوى الروم خلف ظهرك رومٌ… فعلى أيِّ جانبيك تميلُ”

المتنبي

“فكم فارس تبقَّى على ساحة الإلتزام”

أحمد حسين

شكرا لكل من تفاعل مع سؤال: أيها الأخطر التكفير ام التطبيع أم الفساد، وشكرا على الملاحظات المميزة للأصدقاء والرفاق هم/هن.
أود تقديم بعض القول في الموضوع لعل فيه ما يفيد.
كما يعرف كل متتبع وطني وعروبي فقد كانت هزيمة 1967 بداية تصفية المحتل 48 إن لم نقل كل الوطن.فشعار إزالة آثار العدوان كان قرار استسلام حتى لو مؤقتاً. ولاحقا تم تطويره إلى “إنقاذ ما يمكن إنقاذه” و “السلام خيار استراتيجي” إلى أن وصلنا إلى انضمام كيانات عربية إلى صف الكيان الصهيوني بكافة معاني الاصطفاف.
هذا عن الشأن العربي الرسمي والذي طبعاً ضرب تماسك الموقف الشعبي العربي فجعله في حالة مراقب.
أما في المستوى الفلسطيني، وخاصة داخل الأرض المحتلة فتدرجت الأمور على النحو التالي:
هناك تفاصيل عديدة، لن انتاولها ، وسأحصر القول في ثلاثة:
الحوار: وهذا دور الأكاديميا وخاصة من بعض معلمي جامعة بير زيت. فقد دُعيت عام 1973، إثر خروجي من السجن إلى حوار مع إسرائيليين قيل بأنهم من حزب العمل الصهيوني. لم أجد معنى لحوار معهم، مع أنني مع المناظرة والصد. وسألت من دعوني: هؤلاء يمثلون الكيان المحتل، ونحن نمثل من؟ قالوا م.ت.ف. قلت  ، أنا لا اشارك، كما أنني لا أمثل المنظمة والمفترض في م.ت.ف الحوار مع الكيان بالمقاومة.
لم يغير كثيرون منهم من علاقاتهم هذه وتمت الكتابة والنقد وبالإسماء في حينه وبعد ذلك. واتسع الحوار ليشمل أكاديميين خارج الأرض المحتلة وفي الشتات. ولا حاجة لشرح بأنه لم يثمر سوى استكانة للعدو. فيما يخص الأسماء كان ولم يتوقف الزعم بأن هذا أمر سيء. ومن حينها حتى اليوم لم أغادر السؤال التساؤلي التالي:
ترى من يقم بعمل ما ويُعلن إسمه، فلماذا يغضب حين نذكر ذلك؟

كان ربما اشد غضب كان من 155 مثقفا وأكاديميا وقعوا إعلانا ضد العمليات الاستشهادية حين وضعت الأسماء في ملحق كتابي: “مثقفون في خدمة الآخر…أل 155 نموذجا”.مع أن البيان تم نشره في الصحف وعلى نفقة الاتحاد الأوروبي!
أما اليوم، فمن يذكر إسم اي مطبع أو حتى سمسار أراض مباشرة ينتهي إلى المحكمة.
خلاصة القول، فإن الحوار رغم عدم جدواه، لم يتوقف قط!

(2)

قميص خاشقجي

أثار اردوغان تقطيع خاشقجي لفترة ثم توقف سواء لأنه نال رشوة ما أو أن الأمريكي اشار له بالصمت فصمت. أما الأهم، فهو ليس المؤهل لمثل هذه المهمة.
لكن العالم الرسمي ، الغربي والأمريكي خاصة، أكثر قدرة من تلميذهم اردوغان على التلاعب بدم أمم فكيف بشخص.
واليوم تثار قضية خاشقجي مجددا، ولا يعتقد المرء أن إثارتها أكثر من محاولات التغطية على القبول بمبدأ القتل من اي نوع مغلفا بزعم رفض القتل من اي نوع.
فمن هي الدولة التي سوف تواجه الرشى الوهابية؟ كي تهتم بقضية إنسانية حتى لو القتيل من طراز خاشقجي الذي كان مرتبط باتجاه الدين السياسي العثماني وبالسياسة الأمريكية؟ هذا مع أنه خدم حكم آل سعود طويلا. أي انتقل من الوهابية إلى الإخوانية وبهذا بقي في إطار خدمة امريكا.
أنظروا إلى صمت الكيان الصهيوني الذي يبيع العالم “ديمقراطية وحقوق إنسان ولا سامية…الخ” . تخيلوا لو أن صحافيا سوريا داسته سيارة عادية ماذا سيقول الكيان وكم سيهدر من الزمن الإعلامي المكلف على ذلك. ومع ذلك نجد فلسطينيين وعربا يتمسحون بالاحتلال ويتحالفون معه إلى حد تحالف الخليج عسكريا معه في ما يسمى عدم اعتداء وهو اعتداء على فلسطين!
كان تقطيع خاشقجي رسالة موجهة امريكيا وسعوديا للمعارضة السعودية، بل لكل الشعب في الجزيرة بأن المطلوب هو الاستغناء عن العقل واللسان والقلم. هذا ما يجب ان يفهمه من يثير قضية خاشقجي، ولكنه لن يفهم لأنه يقوم بدور سادته.

(3)

إخدموا العدو ولو في الصين

لا يقع في خيالك أدنى من هذه الهوبرة لصالح الإيغور وهم يقتلون العرب في سوريا. وكأن العرب ليسوا مسلمين وبالطبع ولا مسيحيين. لكن الأكثر مقتا ووضاعة أن هذه الهوبرة من أُناس في وطن بأكمله تحت الاحتلال المتعدد صهيوني امريكي احتلال حكام يُشهرون عداوتهم للشعب واصطفافهم إلى جانب الكيان واحتلال إعلام وطابور سادس ثقافي. وكل هذا باسم الدين. ولإبعاد العين والعقل عن وضعنا الأكثر دناءة في التاريخ.
لا تنسوا ابدا ان الاحتقار الغربي والأمريكي للعرب ليس بلا أُسس محلية، بل اساساً قائم عليها.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.