(1) فلسطين ليست قفاز ملاكمة
(2) مصيدة الأنجزة: الغرب يلحق الخليج
(3) العراق … وبلا عواطف
● ● ●
(1)
فلسطين ليست قفاز ملاكمة
لا
يبكِ سوى أدوات نظام الدين السياسي السعودي على تقويض سيطرة السعودية على منابر
أنظمة الإسلام. فتحرير أي شيء من فك آل سعود هم عمل عظيم. ولا داع لتعداد الأسباب
لأن من لم يدرك ذلك بعد
فليبق
في غِيّه يعمه.
ولكن،
أن تقوم تجمعات دين سياسي إسلامي
يتوسطها
أردوغان، فهي عمليا ضد العروبة وليست لا ضد السعودية ولا لصالح الإسلام.
وأن
يتلاكم مهاتير محمد مع بن سلمان مباشرة أو لا مباشرة باسم فلسطين فهذه إهانة لوطننا
كوطن عربي. لأن من يفهم فلسطين بما هي الأقصى فهو مخادع، ثم ماذا فعل لاستعادته؟
حين
يتلاكم اردوغان وبن سلمان على حساب فلسطين فهذا أمر خطير وتطاول على شعبنا.
ترددتُ
في الكتابة عن مؤتمر مهاتير كي لا يستفيد أوغاد في السعودية مما كتبت كما فعلوا
باستثمار كتابي ضد عزمي بشارة/ فتى الموساد.
ولكن
حين قرات ما كتبه مدير مركز الزيتونة
د.
محسن صالح وخاصة حديثه عن الاهتمام بفلسطين والقدس في مؤتمر مهاتير، بينما يقف في
منتصف الصورة رئيس أول دولة إسلامية تعترف بالكيان الصهيوني وتحتل أرضا سورية منذ
90 سنة وتحتل اليوم وتحتل في العراق، وهي عضو في الأطلسي، وتحاول غزو ليبيا، حين
قرأت هذا، وجدت من الوجب تبيان أن هذا المؤتمر هو في افضل حالاته مؤتمر لمصالح
المشاركين فيه ولا اهتمام حقيقي فيه لا للقدس ولا لفلسطين.
ستكون تركيا بلدوزر تطبيع هذه البلدان، بل التي لم تطبع منها بعد. وكل نشاط غير حقيقي لفلسطين هو ضد المشروع العروبي الذي تغيبه انظمة الدين السياسي الوهابي الخليجي وأنظمة الدين السياسي التركي القطري.
إن
مزاعم الفكاك عن الغرب لا تأتي من انظمة راسمالية مبتغاها الأسمى هو اللحاق
برأسمالية الغرب. الفكاك هو فك الارتباط وصولا للاشتراكية.
إن
سياسات مهاتير في بلاده جيدة لبلاده لا شك، ولكنها تحسين شروط الرسملة لا أكثر.
وأخيراً،
إن اي تجمع إسلامي بزعم أمة وليس دين او ثقافة هو في الحقيقة تآمر كونه يدعم إقامة
دولة يهودية نقية سواء علم هؤلاء ام لم يعلموا، بل إنهم يعلمون.
صحيح
ان الواقع العروبي في حالة يرثى لها، ولكن هذا لا يمنعنا من رفض لقاءات هي جوهريا
تفكك العروبة أكثر باسم الدين، لا سيما وهي تحوي انظمة عميلة لأعدائنا اي للغرب
والصهيونية.
(2)
مصيدة الأنجزة: الغرب يلحق الخليج
هل من غرابة أن الشروط المَذلَّة التي فرضها العدو الأمريكي ومؤخرا العدو الأوروبي
على منظمات الأنجزة الممولة منهما هي شروط طبقتها أنظمة الخليج منذ البداية فيما
يخص المتمولين منها.
لقد نشطت مواقع ومؤسسات إعلامية تابعة للدوحة يديرها عزمي بشارة في الكتابة عن
قيام الاتحاد الأوروبي بفرض شروط على المتلقين منه تتضمن عدم استفادة منظمات
فلسطينية من هذا التمويل.
لقد كتبنا عن فخ التمويل منذ ثمانينات القرن الماضي وبأن هذا الفخ سيُطبق على
أعناق المتلقين حين يكون هناك استحقاقا ضد الوطن عليهم الركوع له.
ينعي البعض على هذه الأنجزة أنها لم تحاول بناء مصادرها الاكتفائية الخاصة. وهذا النعي
يحتاج بدوره لنعي له أو لنقد خبثه. فمنظمات الأنجزة ليست مرشحة للاعتماد على الذات
لأنها لا تعمل في قطاعات الإنتاج. فهي مجرد انابيب تصريف الأموال استهلاكيا وأقل
خدماتيا وذلك باستئجار مكاتب فخمة والحصول على رواتب عالية…الخ. كما ان القائمين
عليها لم يعنيهم سوى بقاء وظائفهم ليكسبوا أكبر مبالغ مالية إلى حين إطباق الفخ
على الأعناق.
بالمقابل، فإن التمويل الخليجي وخاصة القطري هو تمويل مضاد للوطن من حيث المبدأ.
أي هو تمويل خياني مقابل التمويل الغربي كتمويل عدواني. فهو تجنيد اقلام مأجورة
بالرغبة وليس حتى بالحاجة، وهو ضد خدمة المنظمات الوطنية، وهو ضمن هجمة الثورة
المضادة ضد الوطن العربي.
لذا، لا نجد، مثلا تراجعا في التمويل الخليجي ومنه القطري لأنه التزم الأجندة
الخائنة بنيويا وسلفاً من جهة، ولأنه يجب أن يبقى لأن مجرد كونه عربي يلعب دورا
هاما في تمرير التدمير الثقافي العربي من جهة ثانية.
وهكذا، مع الأيام تتكشف الأنجزة بما هي لعبة العملاء والأعداء.
(3)
العراق … وبلا عواطف
ما
يجري في العراق ضد العراق يدفعك بأن تضحك دماً. جيىء بنظام استقى مقوماته من 1-
تساكن مع العدو كما في المحتل 67
و-2-
ديمقراطية تحت الاحتلال ايضا كما في المحتل 67 و 3- سلطة طائفية كما في لبنان و 4-
فتوى الدين السياسي باستدعاء مكرر للأمريكي بعد ضحايا فاقت المليون و5- تغييب
عروبة العراق امام تقاسم/تصارع نفوذ امريكي-إيراني.
ما
كان لهذا الكشكول أن يبقى لوقت طويل. فطالما لم يتم اقتلاع أمريكا، فإن خراب
العراق لن يتوقف. وإذا كان الحشد الشعبي قد أقيم بدعوة من المرجعية، وطالما
للمرجعية كل هذا التأثير، صار ، اليوم على الأقل، وجوب الفتوى باقتلاع الأمريكي
والتركي كليا، قبل توليد مجدد لداعش.
وهذا
يطرح السؤال: لماذا لم تفم المرجعية بهذه الفتوى؟ حتى بعد العدوان على الحشد
الشعبي الذي يعتبرها مرجعيته.
هل
العدوان على الحشد الشعبي سيقود إلى نقطة تحول؟ نتعاطف مع العراق ولكن دون تبرير
للسلطة الطائفية ودون تبرئتها.
كان
مضحكا حقا أن يُؤتى ببرهم صالح رئيسا وجميعهم يعرفونه عدو للعراق. أما الضحك
الدامي فهو تفاهة محللين وقادة ومرجعبات عراقية حين قالوا: لقد حنث باليمين ويجب
أن يسحب استقالته أو يُحاكم! كم هو مقرف الكلام المجاني المكسوف والكسيف!
ويبقى
السؤال: هل بدأ يتطور في العراق وجوب تحالف وطني عروبي بما هو طريق تضميد جراحه كي
يبقى ومن ثم ينهض؟ هل هناك مقومات لهذا؟ هل يمكن للطبقات الشعبية أن تذهب لمرجعية
وطنية لا مرجعية الطائفة والدين السياسي؟ وهذا سيكون اختبارا وتحدياً لصدقية إيران
سواء من حيث الجوار أو من حيث دورها في محور المقاومة.
وبوضوح
أكثر: لا مستقبل لمحور المقاومة إلا إذا كان بحاضنة شعبية وبتحالف عربي-إيراني،
تحالف بمعنى التحالف.
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.