الغزاة لا يرحلون إلا مطرودين، عبد اللطيف مهنا

لسنا في حاجة للقول ولا من محاجج فيما إذا قلنا إن الولايات المتحدة كانت وتظل عدو أمتنا الأول وما الكيان الصهيوني بذاته إلا امتداد عضوي لها ومجرَّد تفصيل من تفاصيل عدوانيتها، وإذا نحن قلنا هذا ففي العالم كثر من يقولون بأنها العدو الأكبر للإنسانية جمعاء، بدءاً بكل مستضعفيها وفي أربع جهات المعمورة.

وجودها في أي مظهر من مظاهره، وفي أي بقعة في وطننا العربي، هو احتلال تعددت اشكاله وله مهمات حددت استعماريتها طبيعتها، وهي نهب ثرواتنا، وحماية الكيان الصهيوني، ورعاية المتصهينين العرب.. باختصار قهر أمتنا، تصفية قضيتها المركزية في فلسطين، تأبيد القطرية ومنع وحدة الأمة ونهوضها.

ما كان لجريمة مطار بغداد أن تفاجئنا لأنها امتداد منطقي لفجور عدواني وبلطجة استعمارية وقحه وبنكهة صهيونية وتأني في سياق ذات السياسة التي جلبت الغزاة إلى العراق عام 2003 لاحتلاله وتدمير كافة أسس الدولة فيه، وهم لم يأتوا للعراق ليخرجوا منه، وما انسحبوا منه إلا ليبقوا فيه.. قلنا هذا بدايةً وفي حينه، واليوم ترامب المكثر الحديث عن الانسحابات يخط بدمنا في مطار بغداد هذهالحقيقة مؤكداً عليها.

لا تفرّق العدوانية الاستعمارية الأميركية والصهاينة بين عربي وعربي ولا بين عربي وإيراني، بل بين مقاوم مواجه لهم ومتصهين عميل وتابع لهم.. هم حرب على الأول ومستخدم إلى حين للثاني قبل أن يأتي أوان التخلّي عنه.. أبسط معاني الوفاء للدماء الزكية التي سالت في مطار بغداد البارحة، معطوفةً على ما سفكت فيه عام 2003، هو المقاومة، والمقاومة فحسب.. الغزاة في أي بقعة من بقاعنا المبتلاة بهم لا يرحلون إلا مطرودين.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.