عادل سمارة: من صفحة الفيس بوك

(1) القدس مجرد جزء جغرافي من فلسطين…إفهموا معنى اللجوء

(2) إطلاق مجلة التقدمي عن مركز بيسان للبحوث والإنماء

● ● ●

(1)

القدس مجرد جزء جغرافي من فلسطين…إفهموا معنى اللجوء

 منذ احتلال غربي القدس وحتى اليوم صدعتم رؤوسنا بها ولم تطلقوا رصاصة دمدم لاستعادتها،
لم تنزل المسيحية هنا ولا الإسلام، الصخرة والحرم ابتناهما عبد الملك بن مروان الذي يتهمه متخلفون ومرضى طائفيين انه ومعاوية ليسوا مسلمين اي ان للأمويين دين آخر، وخصمهم يتهمهم انهم روافض. طيب حِلُّوا عن سمانا! في مقاومة المحتل لا ينفعنا عفن التخلف.
ارجعوا إلى دراسات الصديق فاضل الربيعي “القدس ليست اورشليم”، و “فلسطين المتخيلة”.(للأسف شاهدت فيديو مع مذيعة عن هذا الأمر للصديق الربيع، لكنه ضاع، والمثير للشفقة، أنني ذكرت دراسات الربيعي ذات مرة وأنا أكتب عن محاكمتي ضد التطبيع فرد علي شخص من اتباع العميل د. يحي غدار، كتب باسم مجهول -احمد علي- وشتم د. الربيعي وكل ابحاثه بتهمة انه ينكر “حق” اليهود! ).
صار لا بد من ان نسطع أكثر بالحقيقة، الصهاينة احتلوا فلسطين من أجل رأس المال العالمي الذي هم في قلبه وليس من أجل دينهم، الفرنجة احتلوها ليس لإنقاذ قبر المسيح بل من أجل حصول فائض أمراء الإقطاع على إمارات، لذلك كونوا إمارة الرها وإمارة الكرك…الخ ولم يسمونها مثلا: إمارة المسيح. الصهانية فهموا الدرس واسموها “إسرائيل نسبة إلى يعقوب الذي كما يؤكد الربيعي لا هو ولا القبيلة العبرية كانوا هنا. على الأقل الآثاريون من الغرب والكيان لم يجدوا ما يدعم الزعم الصهيوني. وبالمعنى الشعبي التجريبي الحاتي اليومي البسيط، في هذا الوطن هناك عبق عربي، روماني، غساني، آرامي، وفقط. لذلك، وطني ليس الأقصى ولا القيامة بل فلسطين، ولذا، إرحمونا من البكائيات الرسمية والثقافوية على القدس.

ملاحظة: بعد أن منعونا من دخول القدس، التقيت في رام الله مع د. موسى البديري، وهو حي يُرزق كما اعتقد. قال: ما اشتئت للءدس؟ قلت لا ، بيت عور الفوقا احسن، على الأقل لدي مكان للنوم فيها آخر النهار، فلو صليت الف مرة في القدس، هل اعيش وأنام في الحرم؟. لذا ايها الناس إفهموا معنى اللجوء والتشرد .فليس مكان الصلاة افضل من بيت اي فقير في عكا.

(2)

إطلاق مجلة التقدمي عن مركز بيسان للبحوث والإنماء

إطلاق مجلة التقدمي الصادرة عن مركز بيسان للبحوث والإنماء في يوم عمل في مجمع الهلال الأحمر في مدينة البيرة.
للأسف لم اتمكن من إكمال يوم العمل، لذا لم أجد معنى لمناقشة عرض مكثف لجزء من أوراق يوم العمل. حيث لم تتوفر الأوراق مسبقاً. لذا أحصر حديثي في ملاحظتين

الأولى، تتعلق بحديث السيد “هانز ألبن” عن مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية حيث تسائل: لماذا يقف اليسار والقطاع الخاص في ما اسماه هو “فلسطين” لأن الصحيح المحتل من فلسطين 1967، ضد قانون الضمان الاجتماعي، كما أنه تسائل لماذا لا توجد خطة إقتصادية متماسكة للسلطة”.

تعقيبي هو: إن مشروع الضمان الاجتماعي في منطقة تحت الاحتلال وبلا سيادة أي منطقة حكم ذاتي هو أمر غير مضمون، كما أن السلطة نفسها بلا برلمان، ومدة الرئيس منتهية، وبالتالي يمكن ان تضع يدها على الصندوق في اي وقت لاسيما في غياب معارضة ذات وزن كما هو حال اليسار الذي تركز النقاش حوله نقدا وحتى تقريعاً وكأن الأمر سباق على نقد اليسار، مما اشعرني بالرغبة في الدفاع عن يسار طالما انتقدته.
كما ان بوسع الاحتلال اغتصاب الصندوق كما يفعل بما يقتطعه من ضرائب الاستيراد / المقاصة اي وقت شاء. اضافة إلى هذا، فإن الدول الكبرى كالعدو الأمريكي ، قد اغتصبت صندوق الضمان هناك متغطية بقانون هناك يقول: إذا دخلت الدولة ازمة اقتصادية لثلاثة فترات متواصلة وكل واحدة ستة اشهر،أو دخلت حرباً. وقد استغل ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي الأسبق بوش الصغير أحداث 11 ايلول معتبرا ذلك حربا وبالتالي وضعت الدولة يدها على الصندوق بينما قبلها بسنتين دفعت الدولة قرابة 2 ترليون دولار لإنقاذ المصارف الكبرى/الأكبر تحت شعار”هذا يجب ان لا يفلس”!. إن ضمان اي مجتمع هو بالإشتراكية.

قال لي أحد الشباب بأنني لم اسمعه جيدا، فهو لا يختلف مع تعقيبي، إن صح هذا، فالتعقيب منتهي.
أما نقد المتحدث لعدم وجود سياسة اقتصادية متماسكة للسلطة، فهو ينم عن اعتقاد المتحدث بأن السلطة هي دولة مستقلة تعتمد على مواردها اي عدم معرفة بأن مناطق 1967 هي الجزء المحتل الثاني من فلسطين، وبأن هذه السلطة هي سلطة تتلقى الريع المالي مقابل تمرير مشروع سياسي هو اتفاقات اوسلو التي نهايتها كما يبدو هو تسليم المحتل 1967 للكيان بالتدريج. هذا إلى جانب فرض نظام ضريبي نهبوي اسسه رئيس الوزراء السابق سلام فياض إلى جانب وعد منه بأن سنة 2012 ستكون عام الدولة الحقيقية. وما حصل هو تطبيق نظام ضريبي إهلاكي، ولم تتشكل الدولة! ذلك لأن الإنفاق بمعظمه هو على موظفي السلطة عسكريين ومدنيين إلى جانب فتح انبوب لتغذية الفساد، وبالتالي فإن سياساتها الاقتصادية تخلو تقريبا من بند إصلاح او تطوير فما بالك بالتنمية. ومن الطرافة بمكان أن بعض الفلسطينيين من اليسار الكاتب أحمد قطامش مثالا، يرى بأن الخطة الاقتصادية للسلطة جيدة إذا ما تم تطبيقها، وبأن التنمية ممكنة تحت الاحتلال! (انظر: استلاب التموُّل واغتراب التنمية: قراءة نقدية لأدبيات في “تنمية” اقتصاد الأرض المحتلة 1967 (نسخة موسعة) عادل سمارة 9 ايار 2015، محاضرة بدعوة من د. صبيح صبيح.
https://kanaanonline.org/…/ADEL-SAMARA-CRITIQUE-OF-DEVELOPM…

لا أود مناقشة مسألة التمويل الأجنبي والأنجزة، ولكن بودي الإشارة إلى خطورة العلاقة بمؤسسات هذه الدولة أي الدولة الألمانية حيث تستعيد الدور الإمبريالي النازي تحت سلطة أنجيلا ميركل وهي من مدرسة ” الماركسية الثقافوية” وخاصة في الوطن العربي، فحتى اليسار الألماني يقوم بدعم الانفصاليين من الكرد السوريين الكر-صهاينة ضد الدولة العربية السورية، كما ان فروع مؤسسات التمويل الألماني المأنجز هي موحدة في الأرض المحتلة 48 و 67 ولبنان أي مثل شبكة تطبيعية، والمثال على ذلك مؤسسة روزا لكسمبورغ. (انظر كتابنا تحت الطبع الجزء المتعلق بنقد اليسار الألماني Debatable Issues Polemic Critique

والملاحظة الثانية، أن ورقة الباحث وسيم ابو فاشة في نفس عدد المجلة، على الرغم من الشغل الجيد فيها، إلا أنها لسوء الحظ تخلو من أرقام الهوامش على الصفحات مما أفقدها توفير الفائدة المرجوة!
ذكرني هذا بحادثة طريفة حيث نشرت لي دار اليازوري في عمان كتابي :الاقتصاد السياسي للصهيونية: المعجزة والوظيفية” بغلاف وطباعة جميلين ولكن دون وضع اي هامش على الصفحات اي داخل النص بل راكمتها في نهاية كل فصل! مما قتل الكتاب وتقريبا الكاتب. وأما أنت يا وسيم فخيرهافي غيرها.
آمل لبيسان الاستمرار وللمجلة التقدم ومواصلة الطموح وخاصة مع تحرر الرفيق أبي من سجن العدو.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.