في تقويض العروبة: تسمين ثم اعتصار تركيا، عادل سمارة

هناك حدود للعميل حتى لو كان ضخماً، هذا حال تركيا التي لا شك لمعظم احزابها أوهاماً إمبراطورية. تقع تركيا بين طامح وعميل. طامح في احتلال سوريا والعراق وعميل للغرب الذي يدعمها في ذلك في عداء للعروبة وخدمة للعميل الصهيوني الأقرب إلى قلب الغرب الراسمالي.

وهكذا انخرطت تركيا في المشروع الرأسمالي الغربي الجديد وهو استبدال الأنظمة العربية الجمهورية تحديدا في خطة لاجتثاث تام للقومية العربية بنظام قوى الدين السياسي وتحديدا ألإخوان المسلمين. وكان دور النظام السعودي هو التمويل ناهيك عن قطر والإمارات وقد يتضح دور غيرهن. وجرى دعم تركيا في فتح النار ضد مصر وليبيا وسوريا والعراق.

فشل المشروع في جانبه التركي في سوريا خاصة، لكنه بقي في جانيه الغربي الصهيوني وخاصة في مصر والعراق وغيرهما حيث بقيت الأنظمة هناك في يد العدو الغربي.

بات واضح اليوم أن الغرب وتحديداً أوروبا لم تعد داعمة للمشروع التركي/الأمريكي ولذا، بعد أن فتحت أبوابها لسرقة قوة العمل السورية في سنوات العدوان الأولى، حيث استفادت من جهة وشجعت ومولت تركيا من جهة ثانية، لم تعد جاهزة ، وليست بحاجة، لقوة العمل السورية التي تستخدمها تركيا إردوغان مجدداً للضغط على أوروبا.

موقف أوربا في رفض الضغط التركي مصلحي وخبيث وليس إنسانياً، وهذا بخلاف الموقف الأمريكي الوقح والذي لا يدفع ثمنا في هذا المشروع منذ بدايته، لذا تناور أمريكا بأنها تدعم تركيا دون تحقيق ذلك، وإن اتخذ شكل مناورة تسريب متسللين امريكيين إلى إدلب. هذا التخلي الغربي عموما، وإن بدرجات عن تركيا، يكشف بأن العميل يتم استخدامه ولا تتم خدمة أهدافه.

ولكن، هل يتوقف العدوان بعد فشل العميل التركي؟ كلا، فأنظمة وقوى الدين السياسي العربية ترتبط بحبل سُرِّي بالأعداء الغربيين وبالصهيونية، سواء علانية او سراً، وهذا يعني أن الصراع باقٍ على أشُدِّه بعد.

ملاحظة: هل سيتم التخلي عن الكيان كعميل ايضاً؟ في ذات زمن وظروف عروبية اخرى نعم بالمصلحة او بالقوة.

AITAROUNIAT.COM

ضابط تركي يكشف بمئات الوثاثق..تنظيم داعش نشأ برعاية و تمويل اردوغان والسعودية و دربته بلاك ووتر الأمريكية

​_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.