“كنعان” تتابع نشر كتاب “فلسفة المواجهة وراء القضبان”، تأليف : محمود فنون، الحلقة (4)

مقدمة الطبعة الأولى

 تعتبر تجربة التحقيق من أهم التجارب التي يعيشها المناضل الفلسطيني الرازح تحت نير الاحتلال، فهي التجربة التي يقف فيها منفرداً، بلحمه، ودمه، في وجه آلة القمع الفاشية ممثلة بطواقم وأدوات ووسائل وأساليب التحقيق. وهي التجربة التي يمكن ان تمر بسلام على المناضل ورفاقه، أو يمكن أن يتخللها أغلاط وانهيارات تلحق أكبر الضرر بالحركة الوطنية عموما، والمناضل نفسه بخاصة، مادياً ومعنوياً وفي نفس الوقت تقدم أجل الخدمات لقوات القمع الفاشية من معلومات، وأخبار، وطرائق تفكير، وأسرار، ومناضلين ومواد نضالية، وأزمات ثقة بين المناضلين.

وما دام الأمر على هذه الصورة، فإن موقف المناضل في التحقيق ليس عادياً

1- من زاوية خطورة نتائج التجربة.

2- ومن زاوية أنها تجربة نضالية مكثفة أشد ما يكون التكثيف مهما كانت أوضاع المناضل ومنزلته النضالية وحجم الأسرار التي في رأسه، هذا التكثيف الذي يتجلى من خلال عملية التحقيق بطرفيها المتصارعين:

 المناضل وما يحيط به من أسرار، وطرائق بوصفه تجسيداً حياً لقطب كامل من أقطاب الصراع الوطني، والقومي في مواجهة مندوبي الفاشية.

وطواقم التحقيق بوصفهم الادارة الضاربة والمعبرة عن مصالح القطب الآخر، الاحتلال والرجعية.

 وعلى ذلك فإن دراسة التحقيق تكتسب أهمية كبرى.

 فالمواطن الفلسطيني المكافح معرض للتحقيق في كل أماكن تواجده وكل مراحل حياته. وكذلك فالحركة الفلسطينية كانت ولا تزال تعاني من نتائج تجارب التحقيق الشيء الكثير. وسلطات الاحتلال تهتم أشد الاهتمام بهذه المسألة وتوليها عناية فائقة لما حققته عن طريق التحقيق من عظيم الفائدة لها، وبسبب الضربات القوية التي استطاعت توجيهها للحركة الوطنية الفلسطينية على أيدي رجال التحقيق، بل على أيد المناضلين الفلسطينيين أنفسهم الذين قدموا الخدمات الجليلة للاحتلال باعترافاتهم ووشاياتهم عن رفاقهم، وعن أشياء كثيرة وخطيرة.

وتكتسب دراسة التحقيق أهمية أخرى بالغة من حيث أن المناضل الذي لديه درجة من الالمام بمجريات التحقيق عبر عمليات التعبئة الوطنية والنضالية التي يحتاج لها لن يكون أبداً لقمة سهلة في بلعوم العدو.

وبالرغم من هذه الأهمية الفائقة لدراسة التحقيق وأساليبه، وبالرغم من الخبرة الهائلة التي عاشها مناضلو الحركة الوطنية الفلسطينية في فلسطين فإن هذا الباب لا يزال بحاجة إلى مزيد من الطرق، ولا زال المناضل الفلسطيني متخلفاً في الالمام بأبسط مسائل التحقيق. ويعود ذلك إلى:

  1. النقص في الدراسات العلمية المتوفرة وأية كراسات ونشريات تتناول هذه المسألة.
  2. النقص في المراجعة، والوقفات النقدية التي على الحركة الوطنية بكافة فصائلها وقوفها للتعرف على أسباب الإعترافات و أسباب الضربات التي تتعرض لها ووضع السبل لمعالجتها.
  3.  النقص في درجة الاعداد والتأهيل التي يتلقاها المناضل عندما يلتحق بالأطر الوطنية.
  4. بدائية آلية العمل النضالي بصورة عامة وطرائق ترتيبها في مواجهة الاحتلال وأجهزته القمعية بما فيها أجهزة التحقيق.
  5. ضعف مستوى الاهتمام المحدود بهذا الجانب

هذا مع العلم أن مسألة التحقيق مسألة يومية، وأن عشرات الآلاف من أبناء شعبنا قد تعرضوا لها، وأن مصادر البحث والدراسة خصبة ووفيرة، وأن الكثير من الضربات الهائلة التي تعرضت لها الحركة النضالية نشأت عن الانهيارات في التحقيق، وأن عملية التحقيق عموماً كعملية قمعية يواجهها المناضلون كافة في كثير من البلدان.

 ويمكن التعرف بالتالي على أساليب التحقيق وطرائق مواجهتها، لأن عملية التحقيق ذاتها على جانب عظيم من الأهمية في حسم المناضلين وتصليبهم إذا ما اجتازوها بنجاح، أو سقوطهم، وانهيار معنوياتهم عندما يفشلوا فيها، وتقديم نموذج سلبي للآخرين. بالإضافة إلى ما يمكن أن تقدمه عملية التحقيق الناحجة من وجهة نظر جهاز التحقيق المعادي من حوافز للمحتل للاستمرار في احكام السيطرة والبطش ضد المناضلين والوطن، واستمرار معرفته باللوحة الوطنية عن قرب بما فيها من أسرار وآلية عمل وآلية تفكير، ونوعية مناضلين.

ولو شاءت الحركة الوطنية الفلسطينية ومفكريها لصاغوا تجربة التحقيق، ونظريات الصمود والصراع في الأقبية على خير وجه، من تجربتهم وتجربة الثوريين في أنحاء العالم، وعمموا خبراتهم بالارتباط مع الخبرات الثورية مما يقدم مادة دراسة واطلاع للجماهير عامة والمناضلين خاصة.

ان إلمام المناضل الفلسطيني بأساليب التحقيق وأشكاله المختلفة يساعده مساعدة كبرى وأكيدة على الصمود والمقاومة في وجه أجهزة التحقيق الفاشية مما يجنب الحزب أو الثورة أو الحركة الوطنية عموماً والجماهير معها، نتائج الضربات والانهيارات، كما أن المناضل يسهل عليه الافلات من براثن وخدع ومطبات رجل التحقيق سهواً أو سذاجة.

 رجل التحقيق هذا الذي يحصر اهتمامه في أحيان كثيرة في مسائل هامشية (ظاهرياً) ويركز على مسائل اجتماعية، أو أسئلة سياسية عامة أو اقتصادية، أو سلوكية وشخصية تبدو أنها لا علاقة لها  بعملية التحقيق والصراع الضاري المتجسد فيها ، وفي الواقع تشكل معلومات كهذه للعدو مستنداً يمكن أن يدخل بواسطته إلى مداخل خطيرة، كما يمكنه من التعرف على البيئة العامة والخاصة، والحالة النفسية والعادات والتقاليد والاهتمامات وغير ذلك من الضروريات للطرف الآخر في الصراع.

 بينما أي مناضل عرف ترابط سلوك المحقق وأسئلته مهما كانت ، وأهدافه النهائية سوف لن يقدم له هذه الخدمة، وبالتالي لن يتمكن المحقق من رواية قصة عادية ( انت وفلان أصدقاء، وهو يحب فلانة، وفلانة صديقة علانة) وبعد أن يروي قصة كهذه يدعي أنه يعرف كل شيء ويضع المناضل قيد التحقيق في موضع المكشوف تماماً والعارف بالخفايا والأسرار، فيقع المناضل الساذج في المطب ويروي ما لديه أو بعض منه.

إذا كانت عملية التحقيق تجسيداً مكثفاً لحالة الصراع بين الحركة الوطنية ورموزها وأبطالها من جهة، ورجال التحقيق وسلطاتهم وحكومتهم من جهة أخرى فلا بد إذن من الخوض في معرفة النظرية التي تحكم هذا الصراع وقوانينه. فما هي نظرية التحقيق.

نظرية التحقيق

تدرس نظرية التحقيق، عملية الصراع الضاري في مضمونه، وغالباً الضاري في أشكال تجسيده، الدائرة بين ممثلي الحركة الوطنية من جهة ، والمحققين في أقبية التحقيق من جهة ثانية. هذا الصراع، بوصفه استمرار وتركيزا للعملية النضالية، (الصراع) الدائرة عموماً بين الحركة النضالية، فصائلها وأحزابها وأجهزتها، ورموزها، وبين السلطات الرجعية، القمعية، الفاشية (الاحتلال) وأجهزته الأمنية (الجيش، والشرطة، والمخابرات، والأجهزة، والثقافة، الحضارة، والسياسات، والأهداف، والممارسات) والتي تأخذ مجراها عبر كافة أشكال النضال العلني، والسري، المشروع، وغير المشروع، العنيف، والسلمي، المادي، والنفسي والمعنوي.

 هذه الأشكال المستندة على الوضعية النضالية والحضارية والثقافية والنفسية والمعنوية لكلا الطرفين. ويكون الصراع في أشده (تناحرياً) حينما يكون هدف كل من الطرفين، الاجهاز نهائياً وبصورة تدميرية على الطرف الآخر، عبر خطط تكتيكية أو استراتيجية، وعبر مختلف المراحل الهادفة إلى الوصول للنتيجة المحتومة.

وعندما نحصر الحديث عن حالة الصراع في أقبية التحقيق، فإنه يجري بين رجل التحقيق  (أجهزة التحقيق عموماً وبصورة مباشرة من خلال اللجان المختصة) وشتى الأساليب والأدوات والفنون واللألاعيب التي يتبعها، وبين المناضل الثوري المعتقل وشتى الأساليب التي يرد بها على المحقق وطرائقه مدافعاً عن صموده.

ولأن هدف كل منهما الوصول إلى نتائج هامة وضارة أو معطلة للطرف الآخر، ولأن كل منهما ممثل مباشر لطرف من أطراف الصراع التناحري فإن التضاد بينهما تناحرياً دون شك بالمعنى النسبي للكلمة، حيث يهدف المحقق إلى تفريغ المناضل من محتواه الوطني والطبقي والاجهاز على موقفه النضالي، بينما يهدف المعتقل إلى الصمود وتفويت هذه الفرصة، وبالتالي حماية نفسه وحزبه وحركته الوطنية من ضربات العدو.

 وهكذا: فالمحقق في قطب، يدافع عن ما هو قائم ويسعى إلى تعزيزه عن طريق اضعاف القطب الآخر. مسلحاً بتعبئة وثقافة، ومحفزات، ونفسية، ومعنوية واعداد يخدم مصلحة القطب الرجعي في الصراع ، ويمارس أساليب فنية ووحشية فاشية بغية النيل من القطب الآخر.

ورجل التحقيق هذا يمارس دوره بصفته مستخدماً (موظفاً) لصالح نظام الحكم المعادي، الذي وظفه وقام بإعداده لمهمة رجل التحقيق، ويطالبه بالنجاح في مهمته بوصفه أداة وركيزة من أدوات وركائز الحكم.  ومن أجل ذلك يزوده بالمعرفة ويعبئه ويقدم له الاغراءات، ويمنحه الصلاحيات اللازمة لتطبيق أساليب التحقيق المختلفة ضد المناضلين من أجل ابتزاز معلوماتهم ، وتوصيلهم إلى حالة اليأس من النضال أو الانهيار التام ، هذا الهدف الذي لا يمكن الوصول إليه إلا في حالة تردي وضع المعتقل جسدياً أو نفسياً كلياً أو جزئياً.

والمناضل قطب مضاد: وهو الوطني المكافح من أجل الحرية، مستنداً على قضيته العادلة، ورداً على الحالة العامة التي يعيشها في مجتمعه أو يعيشها وطنه، مدافعاً عن تلك القضية بقواه الجسدية والعقلية، النفسية والمعنوية، بدرجة من الصلابة تتلائم مع وضعه الشخصي وتكوينه الفردي، وعمق إيمانه بقضيته وعدالتها، وعمق فهمه وارتباطه بالمبادئ النضالية التي تلتزم بها حركته النضالية، ودرجة اعداده وصلابته على وجه الخصوص، ومدى حرصه على رفاقه وحزبه، وفهمه الحسي والعميق لضرورة عدم الادلاء بشيء من شأنه أن يعرض الرفاق لما هو فيه، أو يعطل أو يبلبل آلية عمل الأجهزة والمنظمات، التي ينتمي إليها.

أن سلاح المناضل في أقبية التحقيق بالدرجة الأولى هو صبره وصلابته المرتكزين على فهم أولي، أو عميق لما يجري في أقبية التحقيق.وسلاحه أيضاً عزته وكبرياءه الوطنية وعمق انتمائه الوطني والعقائدي.

وبين القطبين المذكورين أعلاه يجري الصراع المكثف ويرتدي الطابع العقائدي في مداه الاستراتيجي، بين ارتباطات عقائدية متناقضة تكثف وتركز طبيعة القطبين في أوضاعهما الملموسة، حيث أن خصائص كل قطب تؤثر على عملية الصراع التي هي في التحليل النهائي وعبر تطورها ومراحلها، نتائج لقدرات وفعاليات وقابليات وسمات، وردود فعل كل من القطبين بشكل مباشر، وما يمثله كل قطب من خلال العملية نفسها.

وما دام المعتقل قد ألقي عليه القبض فإن الصراع قد بدأ يأخذ مجراه، ولا بد من حسمه لصالح أحد الطرفين كلياً أو جزئياً. ويجري حسمه بأوجه عديدة، وحالات ووسائل مختلفة يستخدمها كلا الطرفين- المحقق بشكل أساسي. وفي صراع كهذا الأرجحية أن ينتصر الأقوى عقائدياً، الأقوى ارتباطاً، الأعمق مبدأية، ينتصر الأكثر إيماناً، ينتصر المناضل إذا صمم على الصمود والانتصار. ينتصر المناضل إذا ظل في جميع مراحل التحقيق واضعاً صوب عينيه أن يصمد، وعارفاً بأهداف المحقق مهما كانت الصورة التي يظهر بها ، ومصمماً على عدم خيانة رفاقه ومنظمات حزبه وحركته الوطنية ، مصمماً على عدم خيانة شعبه أو الخروج من صفوفه.

 مع ملاحظة ان رجل التحقيق في النهاية هو موظف يقوم بواجبه الروتيني في أغلب الأحوال وقوته نابعة من وضعه العام، والسلطات التي تحيط به.

 بينما المعتقل هو مناضل من أجل قضية عادلة لا يهمه أن يفنى في سبيلها. بالإشارة إلى أن المناضلين ليسوا نموذجاً واحداً وإنما يتفاوتون في مواقفهم في التحقيق تبعاً لصمودهم واعدادهم وصلابتهم ووعيهم وفهمهم لعملية التحقيق، ودرجة تصميمهم على الصمود مهما غلت التضحية، وقست الظروف، لمعرفتهم الأكيدة أن مرحلة التحقيق التي بدأت لا بد وأن تنتهي، فيجب أن تنتهي بشرف وبطولة.

في عملية الصراع البطولي هذه التي يخوضها المناضلون، يثبت رجال التحقيق في مواقعهم ووظائفهم فترة محددوة من الزمن، ويمر عليهم العشرات وربما المئات من المعتقلين الذين يتعرضون للتحقيق، مما يساعد على اكسابهم خبرة ودراية ومعرفة بطبيعة المعتقلين ونماذجهم، ونفسياتهم.

 بينما يتلقى المعتقلون خبرتهم وصلابتهم من النماذج التي سبقتهم، والمعارف التي أحاطوا بها، مع العلم – كما ذكر أعلاه – أن الصراع يرتدي في التحليل النهائي طابعاً عقائدياً من الناحية الاستراتيجية، وأن الانتصار حتماً للأقوى عقائدياً والأقوى إيماناً بمبادئه وحزبه وشعبه، وذلك هو المفهوم العلمي لنظرية التحقيق، نظرية الصراع في الأقبية.

ان الإلمام بتجربة التحقيق ومراحل تطوره ونتائجه القريبة والبعيدة على المناضلين والحركة الوطنية وأحزابها وفصائلها، وفقاً لهذه الرؤيا العلمية الواقعية، يعمق دون أدنى شك فهم المكافحين ومعرفتهم للصلابة في التحقيق، ويواصل استعداداتهم الكفاحية قبل الاعتقال واستعداداتهم للتضحية، والاستشهاد، ويواصلها معهم داخل أقبية التحقيق، بالاستناد إلى معرفة الصلابة، ومقوماتها، والاستعداد لها، بنفس الاستعدادات والحماس والإيمان ما قبل الاعتقال، وتجنب الانهيار والتعاون مع رجل التحقيق وصيانة شرف المناضل وحزبه وحركته الوطنية وشعبه المكافح.

ان فهماً كهذا يهدف ويمكّن المعتقل من فهم عملية التحقيق، كيما يتحلى بالصلابة ويتحاشى الانهيار، ويتحاشى الوقوع في أحابيل المحققين بحجة عدم القدرة على الصمود (ان كثيراً من المناضلين دفعهم الحماس الوطني “أو الطبقي” للكفاح، وبذلوا صموداً وتضحيات هي مفخرة وعزة للثورة، وبلغت درجة استعداداتهم للتضحية والعطاء حد الشهادة في ميدان المعركة، ومنهم من تجاوز التحقيق ومنهم من باع ما لديه. فلماذا يكون استعداد الواحد للعمل والتضحية حتى الشهادة خارج المعتقل، ولماذا يكون مستعداً للموت بالرصاص أو القنابل قبل الاعتقال استعداداً فعلياً، ومع ذلك تخبو استعداداته في الزنازين ويعترف تحت ضربات العصي غير القاتلة؟)

ان رجل التحقيق يستطيع أن يوقع الألم، يعرض المناضل للجوع، للعطش، للارهاق والتعب، يستطيع كسر اليد، يستطيع مواصلة الضرب حتى الاغماء، لكنه لا يستطيع تحريك لسان المناضل ليبوح بالأسرار الثمينة وفقاً لرغباته دون أن يلقى معونة مباشرة يقدمها المعتقل نفسه.

 إنه لا يستطيع بهذه الطرائق أن ينتزع من المناضل إيمانه بقضيته، وعزمه في الدفاع عنها. ان تقديم المعلومات للمحقق هو عمل طوعي في ظروف قهرية قاسية يخلقها المحقق في أقبية التعذيب لكل زوار الأقبية المناضلين منهم وغير المناضلين، المهمين منهم وغير المهمين، يخلقها كنهج فاشي ، يتوقع منه وفي ظل تلك الظروف أن ينال من صمود المناضلين وعزيمتهم.

والمحقق يلجأ لشتى الأساليب هادفاً أن تكون نتيجتها الحصول على عون وتعاون المعتقل في كشف الأسرار عن نفسه وعن حركته الوطنية والرفاق، بغية ايقاع الضرر بهم جميعاُ.

 وهو يحصل على المعلومات (من ناحية فنية) حتى يستخدمها ضد المناضل شخصياً وفقاً للقوانين والأنظمة المعمول بها كأن يقدمه للمحاكمة، يهدم بيته، يصادر ممتلكاته، ينفيه، وكيما يحصل منه على الاعتدة والممتلكات والمواد التي تخص الحزب ضارباً بذلك الوسائل النضالية والخطط الكفاحية ، أو الحصول على ما يمكن الحصول عليه من معلومات عن الحزب والأحزاب والفصائل الوطنية بما يساعده على ضربها وتحطيم مقاومتها واعتقال نشطائها وايقاع الأذى بهم لسلامة أمنه العدواني، ولا يوجد رد على ذلك سوى الصلابة والصمود في التحقيق.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.