- اقر البرلمان الكوبي في نهاية عام 2019، ميزانية الدولة للعام الحالي 2020، مشددا على مباديء الادخار والعقلانية في مجال الانفاق، ورفع قيمة المداخيل الى الحد الاقصى الممكن، استنادا الى الاحتياطات التي لا زالت كامنة في الاقتصاد الوطني، في ظل الحصار الامبريالي “المشتدّ والممتدّ” ، وتصيُّد الشؤون المالية الكوبية والتربّص بها على نطاق كوني.
على الرغم من هذه الظروف المجافية، الا ان “الميزانية الكوبية الحالية لا زالت تحتفظ بطبيعتها الاجتماعية البحتة، اذ انها تضمن الخدمات الاساسية في مجالات التعليم والصحة والثقافة والرياضة، بالاضافة الى تنفيذ السياسات الاجتماعية والدفاع عن البلد والحفاظ على الامن والامان الداخلي”.
المداخيل
تم التخطيط لتحصيل مداخيل بقيمة 66.291 مليار بيسو، بزيادة 11.5% مقارنة بالعام الفائت. قطاع الدولة يضمن رفد الميزانية بنسبة 85% من المداخيل الاجمالية:
“أشكال المساعي الاقتصادية غير قطاع الدولة” تمثل 13% من المداخيل الاجمالية، بزيادة قدرها 12%. “الشغيلة على حسابهم الخاص” (قطاع خاص تحت سيطرة الدولة قانونيا واجرائيا) يقدمون 50%؛ “التعاونيات غير الزراعية الحيوانية” تقدم 17% (التعاونيات الزراعية الحيوانية تابعة للدولة)، وال 33% المتبقية تقدمها “اشكال مساعي اقتصادية غير قطاع الدولة”.
تم التخطيط لمداخيل ضريبية بقيمة 49.348 مليار بيسو، بزيادة قدرها 12%.
النفقات
تم التخطيط لنفقات اجمالية بقيمة 73.186 مليار بيسو، بزيادة قدرها 10.5%. وهي موزعة على النحو التالي:
نفقات النشاطات المنصوص عليها في الميزانية:
الاجمالي : 46.328 مليار
التعليم: 10.9798 مليار
الصحة العامة والاعانة الاجتماعية: 12.7402 مليار
الضمان الاجتماعي: 7.546 مليار (يغطي احتياجات 1.68 مليون انسان يتقاضون اعاشات؛96% يخصّ اعاشات بسبب تقدم العمر، والاعاقات، والوفاة).
الادارة العامة والدفاع: 8.5707 مليار
الثقافة والرياضة: 2.1311 مليار
متفرقات: 4.3603 مليار
هناك حجم مهم من الاموال التي تم اعتمادها لاستثمارات ذات اولوية كاملة:
برنامج بناء المساكن؛ اعمال تخص البنية التحتية بما فيها مصادر الطاقة المتجددة؛ قطاع السياحة، مواجهة ظاهرة الجفاف؛ استثمارات في القطاعين الاجتماعيين الخاصين بالتعليم والصحة.
- مأسسة وتنفيذ لامركزية الحكم على مستوى المحافظات: حكام المحافظات ونوابهم.
تمشيا مع التعديلات الدستورية تم استحداث منصبي محافظ ونائبه في كافة محافظات البلد، كخطوة جديدة في طريق مأسسة المجتمع التي بدات منذ بداية تنفيذ برنامج الثورة في اوائل عقد الستينات من القرن الماضي. تتوخى هذه الخطة توزيع مهمات كانت مركزية سابقا، وتحسين اداء وكفاءة ادوات الحكم على مختلف المستويات.
وقد تم انتخابهم جميعا عبر التصويت الحرّ والمتساوي والمباشر والسري من قبل مندوبي جمعيات السلطة الشعبية في البلديات. وما يلفت الانتباه هو تساوي عدد الرجال والنساء في تولي مناصب الحكم على مستوى المحافظات: 15 + 15 !! نتيجة للتطور والمشاركة السياسية التي بلغتها المراة الكوبية وفقا لسياسة واعية ومخططة وهادفة الى تحقيق المساواة التامة بين عمادي المجتمع، دون اي تمييز.
- دبلوماسية مباشرة على اعلى مستوى:
رئيس جمهورية كوبا، ميغيل دياس كانيل، بصفته اعلى سلطة للعلاقات الدبلوماسية الكوبية، التقى السلك الدبلوماسي المعتمد في هافانا. تجدر الاشارة الى ان كوبا الصغيرة حجما وماليا وسكانيا تتمتع بعلاقات دولية تفوق طاقاتها الظاهرية أضعافا! وهي دبلوماسية تليق بدولة عظمى فلها علاقات دبلوماسية مع 197 دولة ومؤسسة دولية؛ ويوجد على الاراضي الكوبية 116 سفارة و6 ممثليات لهيئات دولية.
حيثما تواجدت الدبلوماسية الرسمية والشعبية الكوبية، ترى هناك وجه الثورة الكوبية. القائد التاريخي فيديل كاسترو ورفاقه اجترحوا سياسة خارجية مبدئية واخلاقية وانسانية في مواجهة الدبلوماسية الامبريالية المستندة الى الدولار والمدفع بشكل اساسي. ولا زالت هذه العلاقات الكوبية تشكل سلاحا فعالا لفك العزلة والحصار والملاحقة والتشهير الذي تضطلع به مراكز الامبريالية المعولمة ضد الثورة.
- تكامل اداء الحزب ومؤسسات الدولة:
- السكرتير الاول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي جنرال الجيش راؤول كاسترو استقبل في هافانا القائد الاعلى للبحرية الحربية الروسية الادميرال نيقولاي جيفمينوف الذي قام بزيارة عمل الى كوبا. وتلمس الطرفان الوضع المميز للعلاقات الثنائية في كافة الميادين بما فيها المجال التقني ـ العسكري.
- وزير العلاقات الخارجية الكوبية، برونو رودريغيس، شارك في الجلسة 43 للدورة الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان في جنيف، حيث اكد ان كوبا ستواصل انقاذ حياة الناس والحرص على صحتهم ورفاهيتهم في اي مكان يُطلَب منها ذلك، على النقيض من الموقف الامريكي الذي يستفرد عالميا بالتحريض ضد تشجيع وحماية حقوق الانسان لكل البشر في المعمورة، ويزهق حياة البشر والحيوان والنبات والحجر!
اكد ان اللبرالية الجديدة التي تفرضها الامبريالية الامريكية تمسّ الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للافراد والامم وتحول دون انجاز حقّ الجميع في التنمية… يجب على كافة الدول التحرك لوقف التهديدات الامريكية الرامية الى سحق فنزويلا البوليفرية، وزعزعة نيكاراغوا وغيرها… الحروب الامريكية غير التقليدية وانتهاكات القانون الدولي تشكل تجاوزا وانتهاكا منتظما للحق في السلام وتقرير المصير… (في الواقع العملي، متوالية الاجراءات العدائية التي تتخذها الادارة الحالية تنتهك حقوق الشعبين الكوبي والامريكي وتتوخى الحاق اكبر ضرر ممكن بشعب كوبا عى امل نسف القاعدة الجماهيرية للثورة الاشتراكية).
شدد الوزير على ان كوبا حازمة في موقفها ازاء الحملات والسياسات الامبريالية التشهييرية ضد التعاون الطبي الكوبي مع اكثرية بلدان العالم: استنادا الى برامج تعاون شرعية بين الحكومات، ستواصل كوبا عملها في انقاذ ارواح البشر… وفي نفس الوقت وبالتزامن ستواصل كوبا بناء امة مستقلة، سيادية، اشتراكية، ديموقراطية، مزدهرة ومستدامة، على اساس قدرتها المجربة على الصمود والمقاومة والروح الابداعية لشعبها.
ان مجرد وجود الثورة الكوبية في عقر دار الامبريالية الامريكية ورغما عن انفها، يشكل انتصارا تاريخيا للشعوب والامم التواقة الى التحرر الوطني والانعتاق القومي، والاشتراكي!
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.