(1) السيد خامنئي في خدمة صدام والطائفية
(2) التتار المتعدد في بغداد
● ● ●
(1)
السيد خامنئي في خدمة صدام والطائفية
كم لا أحب مناقشة أمور كهذه، ولكن السيد خامنئي من المحال أن يتحدث هذا الرجل دون أن يتهم صدام حسين بالعدوان ضد إيران وكأن لاوعي الرجل يقول ما قيل: “يكاد المريب بأن يقول خذوني” بمعنى أنه يعلم أن العدوان بدأ من إيران وخاصة حينما دعى الإمام الخميني شيعة العراق بالثورة وحينما اسقطت إيران طائرة عراقية قبل
الحرب.
ومع ذلك، ورغم أن من يخدمون الدعاية الإيرانية أكثرهم عربا، لمبررات عديدة وبائسة، إلا أن المرء لا يرى أيا من الطرفين بريئا.
ولكن البعض حتى لو قام بتنظيف اسنانه لا بد أن يشتم صدام حسين، هو تفكير وقرار طائفي بغيض يحرك الطائفية السنية والاتكاء السعودي على الطائفية في التحريض السعودي ضد ايران وكأن هذا الرجل يرى في التعبئة الطائفية ضرورة حياة.
شكرا للسيد خامنئي، فهو يؤكد وجوب الوعي بالمشروع العروبي.
(2)
التتار المتعدد في بغداد
التاسع من نيسان 2003 سقوط عاصمة الرشيد مجددا وهذه المرة احتلال معولم وتوسل طائفي واغتباط طابورخامس طائفي في المقلب الآخر، والطابور السادس الثقافي، وتنويع من لبرالي وقومي ويساري وشيوعي وحداثي وما بعد حداثي وما قبل حداثي وما قبل تاريخي…الخ . والخطر جيوش من فصيلة “المثقف المنشبك” الذي يتمترس خلف نظام محدد متعبدا في محرابه مبتهلاً له ومتلطياً بأخطاء صدام.
ولكن يبقى السؤال:
مَنْ مِن هؤلاء يرى ما وصل إليه العراق وينقد موقفه ولا يتلطى بالتباكي “بشكل عمومي” على العراق؟ بعض هؤلاء تجمد عند نقد صدام، وأخطاء صدام، لا بأس، ولكن ماذا يقول هذا البعض عن موقفه؟ هل يجرؤ على الخروج ما بعد نقد صدام لينقد من يقوموا بتخريب العراق من العراقيين وغيرهم؟ أو لنقل: هل
يجرؤ هذا البعض على القول بان العراق لن يكون عراقاً دون عروبته؟
لعل أبهت صفحات التاريخ هي التباكي لأنها مكتوبة بلعاب الكذب واشرفها هي صفحات نقد الذات لأنها نصٌ من الوعي ومكتوبة بحبر التاريخ.
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.