بناء مستشفيات لا يحتاج عضوية الكنيست، عادل سمارة

هذا العنوان مستقى من مقالة مجد كيال في موقع السفير العربي، ورد فيه:

“… لا تمتلك القرى والمدن الفلسطينيّة أي مستشفيات أو حتّى مراكز صحيّة  مجهّزة. ويعتمد الناس بشكلٍ مطلقٍ على المستشفيات في المدن الإسرائيليّة.
مدينة أم الفحم (مركز منطقة المثلّث الشماليّ حيث يعيش 160 الف إنسان)، مدينة الطيبة (مركز المثلث الجنوبيّ حيث يعيش 120 ألف إنسان)، ومدينة رهط (المدينة الأكبر في النقب حيث يعيش أكثر من 300 ألف إنسان)،كلّها مدن لا تمتلك مستشفى واحدا… أما من حيث الدور السياسي للقيادة الفلسطينيّة في الداخل، فظهر جلياً جهلها بالشأن الصحّي، وتفاخرت بالإشارة إلى النسبة العالية من الأطباء الفلسطينيين في المستشفيات الإسرائيلية، والتباكي
المتأسرل على أننا “شركاء في علاج الأمراض ولكننا لسنا شركاء في إدارة الدولة” (!) ثم احتجاج متأخر على نسبة الفحوصات الطبيّة المنخفضة”
(http://assafirarabi.com/ar/30368 )

يفتح هذا على الصراع الفكري السياسي بين رافضي المشاركة في الكنيست وبين المشاركين في الانتخاب والترشُّح، اي بين التيار العروبي  وبين التيار التطبيعي المتصهين. وهنا أشير فقط إلى هذه الجزئية لكنها فاصلة وهامة.  فهي تدل على الاهتمام السياسي والبرجماتي لدى مرشحي وأعضاء الكنيست من الفلسطينيين في المحتل 1948 وتؤكد أن تطوير الوضع الصحي للفلسطينيين أمر ممكن خارج أروقة الكنيست، وليس هذا المجال الوحيد الذي يمكن النضال وتحقيقه عبر النضال خارج الكنيست أي في البلديات والاتحادات الشعبية ، بل ويجب أن يكون بمبادرات شعبية محلية ولو حتى كمشاريع صحية (طالما نتحدث عن هذا المجال تحديداً)  خاصة إن لم نقل تعاونية. صحيح أن المؤسسة الصحية الصهيونية “كوبات حوليم” احتكارية وهائلة، ولكن لهذا بالضبط وفي مناخ كورونا يصبح النضال للفكاك عنها أمر ممكن وله معنى استقطابي. إن هناك مجالات عدة في المحتل 1948 يمكن إنجازها لصالح الفلسطينيين بعيدا عن الكنيست ولها معنى وتاثير عالمي. ولكن تطبيع العقل السياسي لأحزاب القائمة المشتركة يقف كحالة إنسداد في وجه النضال الاجتماعي والثقافي والسياسي خارج السلطة الرسمية الصهيونية.

أليست مفارقة أن نرى الموقف الكاريكاتيري لعضو كنيست يفتخر بإقامة ألاذان في الكنيست او التفاخر بدخول سيدة محجبة إلى الكنيست، بدل أن نرى الإصرار على كشف العنصرية الطبية الصهيونية!

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.