في يوم العمّال العالمي:

تحية للكادحين، محمد العبد الله

عيد العمال المنتجين فماذا عن مضادِّيهم في لحظة كورونا! عادل سمارة

بيان الى الشعب الفلسطيني في عيد العمال العالمي، تيار فلسطين الحرة الديمقراطية

■ ■ ■

كل التقدير للكادحين بسواعدهم وعقولهم وهم يناضلون من أجل انتصار قيم الاشتراكية في التحرر والعدالة والكرامة .

من أجمل التحيات لهم اختر التالي:

في مؤتمر العمال في ” يافا ” عام  1947

ألقى الشاعر العربي الفلسطيني ” عبد الكريم الكرمي / أبو سلمى ” هذه الأبيات تحية للكادحين في يوم العمال العالمي :

قالوا يساريون: قلت أجلهم عملاً ومبدأ

وطني على أيديهم يجني على الأيام سعدا

هذي المطارق والمناجل تحصد الظلام حصداً

محمد العبد الله

● ● ●

عيد العمال المنتجين فماذا عن مضادِّيهم في لحظة كورونا!

عادل سمارة

 أحيانا أفهم هذا اليوم باعتباره في النظام الرأسمالي هو يوم العطلة الوحيد للعمال لكثرة ما يتم استغلالهم وإهلاكهم وعدم تقدير جهدهم بل وضع راس المال يده وأسنانه على إنتاجهم. فهم الذين ينتجون ولا يأخذون من جهدهم سوى قسطا ضئيلا بالكاد يكفيهم غائلة التهالك الجسدي هم واسرهم.
يمر هذا اليوم والعمال في البيوت، ذلك لأن السلطات الراسمالية في عالم اليوم قررت منع التجول المعولم. السلطات تبذخ وتتعالج وتصدر القرارات بينما العمال يتقشفون على تقشفهم الدائم. لا يموت من غائلة الحجز والوباء سوى الفقراء، هذا ما صدر عن الولايات المتحدة خاصة حيث يموت السود والمكسيكان في بلد الثروة والثراء والديمقراطية والحرية والصور المغرية في مسلسلات التسلية ليقتل الكسالى وقتهم/ن فما بالك في بلاد الفقر شبه المعمم؟
الحجز الدائم وغير المقنن يعني تجربة خطيرة تتضمن قراءة كيف يمكن “تمويت” اكبر عدد ممكن من الفقراء وليس من جميع كبار السن لأن كبار السن من الأثرياء لديهم كل وسائل العلاج والحماية في صياصيهم. أليس بوسعهم التنقل بالطائرات الخاصه، ربما يحلمون بالهروب بها من موت الأرض كما تخيلت زوج نوح إلى ان وصلها الطوفان فوقفت فوق كتفي إبنها.
في يوم العمال، وليس عيدهم، ينشغل راس المال في التراكم لتوليد علاجات للوباء الذي غالبا هو توليد راس المال ايضاً كي يتم البيع وزج اللقاح في اجسادنا، وصولا إلى مشروع بيل جيتس الذي يرمي إلى تقييد كل البشرية بشبكة تحل بقدرتها محل الله!
كم ضحكت حين سمعته وسمعت عنه! فهذا الذي في بطنه نصف ثروة الكوكب، ما الذي يقلقه من الفقراء الذين يشتغلون له ولأمثاله ولا يقاسمونه شيئاً! أليس هذا هو المريض.
كان يمكنك “تفهم” وحشيته لو ان الثورة العمالية قد حطمت “وول ستريت أو فليت ستريت، أو البيت الأبيض أو مقرات الشركات متعددة الجنسية، أو مثلا، ، نعم مثلا، أشعلت نفط الخليج المتآكل بالحّـْت.
لكن لنعرف المناخ الثقافي الذي تربى فيه مجرمو راس المال والداعون لمذبحة تقليل سكان المعمورة، أي لتخريب المعمورة، سواء بيل جيتس او هنري كيسنجر أو العوائل التي تمول الداروينية الجديدة روكفلر وروتسيلد…الخ فلا بد أن نتذكر أن الأب الفكري والروحي للرأسمالية آدم سميث مؤلف كتاب ثروة الأمم 1776 قد أدرج العمال في عملية الإنتاج مع الحيوانات.
هل ترون فارقا بين دواعش قوى وأنظمة الدين السياسي وخاصة الوهابية والعثمانية وبين بيل جيتس؟ لا فرق غير اللون والرطن باللغة. فهؤلاء يُفنون الأمة العربية وخاصة الجمهوريات من العراق لسوريا لليبيا لليمن وحتى مصر بدفع مئات آلاف “العمال” للقتل والموت ويدفعون تكاليف عمليتي القتل والموت معا، فيتخلصون من وجوب تشغيل العمال للإنتاج اي يهدرون ثروتين هما قوة العمل والمال لأنهم يعلمون بأن أي تطور وتنمية حقيقية سوف تخلق نقيضا يخلعهم، لذا يدمرون الأمة العربية خاصة.  أما بيل جيتس بوضعه وموقعه واحتضان “الدول العميقة له” فيعمل على قتل معظم البشرية حيث لم يكتف بتمتعه بفقرهم وشعوره بافضليته لأنه يملك وهم لا يملكون بل يذهب إلى قتلهم. في زمانه قال الشاعر الشيوعي ناظم حكمت:”إن الذين يملكون الصوف لا ينسجون الصوف للذين لا يملكون” .نعم هذا صحيح، ولكن الذين يملكون إنتاج غيرها في هذه الحقبة يقتلون الذين أنتجوا وأصبحوا لا يملكون.
وهل ترون كيف تقوم الداعشية الصهيونية بطرد العمال الفلسطينيين الذين أصيبوا في مواقع العمل خاصتها، تطردهم بعد أن تستغلهم طبقيا وقوميا أي تستلب جهدهم وصحتهم وربما صحة غيرها!

ويبقى السؤال: أليس هذا الاستغلال والاضطهاد والاحتقار مدعاة للثورة؟ وهذه المرة الثورة لصد الموت قبل صد الاستغلال، ثورة أممية للعمال والفلاحين ، نعم والفلاحين، وذكر الفلاحين هنا مقصود به أحزابا يسارية اصدرت بيانا يعتمد العمال فقط!!!!

بيان الى الشعب الفلسطيني في عيد العمال العالمي

يغتنم تيار فلسطين الحرة الديمقراطية فرصة الأول من أيار، عيد العمال العالمي، لإيفاد رسائلتفوح بالتهنئة، وبأقصى درجاتالحبوالفخر والاحساس بالعرفان، لكل عاملوعاملة في كل مخيمات وقرى ومدن فلسطينوالشتات.

لقد بذل العامل الفلسطيني مندمه، وضحى وجهد وتعب في سبيل الدفاع عن قضيته الوطنية. من لا يعرف كم سخر من حياته وعرق جبينه وقوت عائلته من اجل الصمود في وجه كل المحاولات والمؤامرات، التي استهدفت تصفية قضية شعبنا الوطنية؟ومن لا يعترف بمقدار ما تحمله العامل والعاملة الفلسطينية من مآسي الفقر والعوزوالحرمانعلى مر سنين الكفاح الوطني حتىحقبة أوسلو اللعينة، التي ضاعفت من الاستبدادالوطني والاجتماعي عليهم،دون ان تلين لهم ارادة او تنكسر لهم شوكة؟

يأتي عيد العمال العالمي هذاضمن ظروف صعبة مركبة يعيشها العاملون والعاملات الفلسطينيين. فهميجابهون خطرين ماثلين امامهم، خطر وباء كورونا وخطرتوسع وباء نظام الابارتهايد الاحلالي الصهيوني من جانب، وانفضاح حالة الشللوالترهل والتشرذم التي يعيشها اليسار الفلسطيني المنظم، الذي كان مفترضا ان يكون في طليعة من يقود ويخوض معركة الدفاع عن حقوق ومصالح العاملين والعاملات، وجميع الفئات والشرائح الكادحة والفقيرة من جانب اخر. فقد كان على القوى اليسارية ان تتصدر مهمة حماية العمال والعاملات وعائلاتهم من خطر انتقال الوباء من داخل الكيان الصهيوني الى بيوتهم ومناطقهم، وان يكونوا في مقدمة المدافعين عما يتعرضون لهمن ظلم واستغلال طبقي على أيدي راس المال الفلسطيني العميل المرتبط بالمشروع الصهيوني.

من اعراض مرض اليسار كثرة المبادرات التي اخذها لتجميع صفوفه منذ توقيع اتفاقيات أوسلو الكارثية والتي فشلت كلها. لم يدرك هذا اليسار انه لكي ينجح، لا بد له ان يتبنى برنامجا سياسيا اجتماعيا نضاليايستجيب لقوانين وشروط الصراع التاريخي مع العدو الصهيوني، ويستجيب ايضا للضرورة الوطنية والقومية والأممية،وينسجم معسيرورة واتجاه التطور التاريخي. بحيثيشكل هذا البرنامج بديلا ثوريا ديمقراطيا عن اليمين السلطوي ونهجه السياسي الذي ارتبط بالمشروع الصهيوني ارتباطا لا رجعة فيه. ويهدف هذا البرنامج ميدانيا الى استنهاض الطبقات والفئات والشرائح المتضررة، وخاصة العاملين والكادحين، لهزيمة وتفكيك نظام الابارتهايد وانشاء دولة ديمقراطية على كل فلسطين التاريخية، بعقد اجتماعي يكفل حق العود ة كاملاغير منقوص او مشروط، ويتضمن الحقوق السياسية والمدنية والحقوقية والإنسانية لجميع المواطنين بغض النظر عن الدين اوالعقيدة اوالفكر اوالجنس.

صدرت في الآونة الأخيرة بيانات تشير الى ما تتعرض له الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كبرى القوى اليسارية الفلسطينية المنظمة، من ضغوط من قبل القوى السلطوية اليمينية المتنفذة للسيطرة التامة على مواقفها السياسية، كحجب حصتها المالية من الصندوق القومي الفلسطيني، التي هي بالأساس أموال الشعب الفلسطيني. ان هذا هو نتاج طبيعي وضريبة حتمية تدفعها الجبهة للرضوخ بالعيش من فتات أوسلو، والتقاعس عن القيام بالدور الذي اخذته على عاتقها كمشروع بديل لليمين المتسلط. نحن في تيار فلسطين الحرة الديمقراطية نشجع الجبهة على اخذ هذه الخطوة، وان كانت متأخرة، بالتحررمن سلطة وهيمنة اليمين، والرجوع الى ينابيعها الاصيلة بتحرير كامل التراب الفلسطيني وإقامة الدولة الديمقراطية الواحدة.

في عيد العمال هذا، نمتلئ املابان تتحلا الجبهة الشعبية بشجاعة اليسار الحقيقي، وتعلنموقفاً واضحاً شجاعا من مشروع السلطة، ومشاريع التطبيع، وان تمارس نقداً ذاتيًا علنيا لمواقفها وأخطائها ومراجعة خطواتها السياسية. ويعزونا الامل بأن تقوم الجبهة بتعزيز الديموقراطية فياطرها، وان تتيح للشباب من كوادرها التقدم الى الصفوف القيادية، وان تعتبر حق العودة جوهرالصراع وعقدته الاساسية، وان تتصدى للتعاون والتنسيق الأمني مع العدوّ الصهيوني بشكل فعال.

والا فكيف تصدقها الجماهير الشعبية الفلسطينية حين تطالبالقوى السلطويةاليمينية بمراجعة برامجها ومواقفها ولا تفعل هي ذلك؟ وكيف يصدقها الشعب وهي تدعو الى الوحدة الوطنية دون توضيح لقواعد وبرامج وشروط هذه الوحدة؟ كيف سيصدقها العاملون والعاملات وجميع الفقراء والمضطهدين وهي عاجزة عن توحيد اليسارفي بوتقتها؟  وكيف تصدقها الناس وهي لا تزال تتمسك بوهم الدولتين الذي يتيح لنظام الابارتهايد الاستمرار والانتعاش خاصةضد شعبنا في مناطق ٤٨؟

وكلنا امل بأن اليسار الفلسطيني سيجدد نفسه، وسيدفع بكوادره وطليعته للعمل عل فتح آفاق جديدة للتحرر، وعلى العمل في المخيمات وعلى امتداد الوطن والشتات، وان لا يبقى حبيس المكاتب ورهينة مخصصات اليمين السلطوي ومؤسسات الانجزة الممولة غربيا.انمهمة اليسار الديمقراطي الثوري لا بد الا ان ترتكز على محورين ثابتين. اولهما مقاومة العدو الصهيوني، وثانيهما هزيمة اليمين السلطوي. هناك علاقة جدلية بين مناهضة الاحتلال وإقصاء طبقة اوسلو ونهج الاستسلام، فلكل دوره فيمشروع تصفية القضية الوطنية.

نحن في تيار فلسطين الحرة الديمقراطية نؤمن ان هذا الهدف يمكن تحقيقه من خلال العمل والنضال، وبانتهاج النقد والنقد الذاتي، ونبذ ما ثبت عُقمه وفَشله. ونستغل هذا العيد العمالي العالمي بالدعوة الى تحقيق المساواة الكاملة في الاجور بين العمال والعاملات، ومحاربة السياسيات التمييزية والانتهاكات المشينة التي تتعرض لها المرأة العاملة الفلسطينية، والى تبني سياسة الحد الأدنى للأجور، والى رفع الظلم عن العاملين والعاملات وتحريرهم من ظروف وبيئة وشروط العمل التي هي أقرب الى السخرة والعبودية.

عاش الأول من ايار رمزا لنضال عمال فلسطين البواسل من اجل حقوقهم العادلة

المجد والخلود لشهداء الطبقة العاملة الفلسطينية ولكافة شهداء شعبنا وشهداء حركة التحرر العربية، ولشهداء النضال من اجل العدل والسلام العالمي.

تيار فلسطين الحرة الديمقراطية– الأول من أيار ٢٠٢٠

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.