لبنان: رسالة مفتوحة إلى الشيوعيي، شيبوب مرتضى

لم يسبق أن شهد لبنان صراعاً أكثر وضوحاً من الذي نشهده اليوم. فالحصار الإقتصادي الخانق المفروض علينا يضعنا أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما: إما المواجهة أو الإستسلام والإلتهاء بمعارك جانبية ثانوية. باتت تعلو أصوات كثيرة فوق صوت المعركة، حرفت البوصلة وجعلتنا إما متفرّجين، خارج التاريخ، تمر الأحداث من أمامنا من دون أن نتدخل فيها، وإما جزءاً من مشاريع مشبوهة هدفها إخضاع البلد لنهب ثرواته وإفقار شعبه وقطع رأس مقاومته.
المرحلة اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى حزب شيوعي ثوري يمتلك أدوات التحليل العلمية التي تمكنه من فهم بنية مجتمعه والصراع المتوجب عليه خوضه. حزب شيوعي قائد لحركة التحرر الوطني في بلدٍ خاضع وتابع ومنهوب. فمنذ سقوط الإتحاد السوفياتي إلى اليوم، تسللت ال​​عديد من الأفكار الليبرالية إلى الحزب الشيوعي اللبناني، أدت إلى فقدان الحزب لهويته.
سيطرت أدوات وأزلام اليسار الأوروبي المطبّع وجمعيات جورج سوروس وجين شارب على كامل مفاصل الحزب، لتحرفه عن مساره وتضعه في الخندق ذاته مع أدوات الحرب الناعمة. فمن حزب جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية إلى التقاطع مع الكتائب، من حزب التحرر الوطني والصراع مع الإمبريالية إلى التحالف مع الجمعيات، من حزب الفقراء والمسحوقين إلى حزب النخب الإصلاحية والتغيير الديمقراطي والطبقة الوسطى.
باتت هذه المجموعة التحريفية الممسكة بمفاصل الحزب تسعى إلى ردم الهوة بين الفقراء والنظام من جهة، وفصل الحزب عن كافة صراعات المنطقة من جهة أخرى، حتى بات الحزب يقف على الحياد من جميع القضايا المصيرية التي ترسم وجه منطقتنا.
وكما بات معلوماً وواضحاً، فإن عمل جمعيات المجتمع المدني وأزلامهم في الحزب يرتكز على تجزئة وتفتيت وتمزيق جوهر الصراع لتحويله إلى قضايا صغيرة متناثرة في كل حدب وصوب. ذلك عدا عن المهمة الأساسية والتي تقوم على اعتبار لبنان حالة فريدة من نوعها، بعيد كل البعد عن ما يحصل من حوله، مسلوخ عن محيطه وهويته الوطنية والقومية، حتى بات الحزب يحمل خطاباً سياسياً ضبابياً يضعه في الكثير من الأحيان في موقع المحايد.
فيا رفاق كمال البقاعي وجهاد الحجيري وجلال والدكتور حكمت الأمين، كما كنتم على المستوى المسؤولية والمواجهة في ال٧٥ وال٨٢ وال٢٠٠٦، وأثبتم للجميع أنكم عظماء ورجال المرحلة، كونوا على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقكم اليوم. استعيدوا الحزب وأعيدوا له هويته المسلوبة ودوره. إستعيدوا حزب المقاومة الوطنية اللبنانية والتحرر الوطني من أزلام سوروس واليسار الجديد.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.