تناول الرفيقان خالد بوزهر وإبراهيم احنصال من المغرب العربي في “كنعان الإلكترونية السنة العشرون، العدد 5342 في 13 ايار 2020 جوانب من مقابلة أجرتها مجلة الهدف مع سماح إدريس رئيس تحرير مجلة الآداب وعضو حملة مقاطعة داعمي “إسرائيل” في لبنان. اجرت الحوار الأستاذة رفقة العمية لصالح “بودكاست صوت غزّة” حول التطبيع العربي “الإسرائيلي“.
ومع اتفاقي مع ملاحظاتهما النقدية على موقف إدريس، وجدت من المفيد إضافة بعض الملاحظات من جهة، وامتناني لتفاعلهما من المغرب مع ما يحصل في المشرق ذلك لأن أحد أعمدة استهداف الوطن العربي هو التجزئة المستدامة والمتناسلة أميبياً.
ورد في حديث إدريس:
“… خترنا اسمَنا لأسبابٍ كثيرة، منها:
أ) انّ لبنان يَعتبر الكيان الصهيونيّ عدوًّا له، ولا صلات تربطه به، ولديه قانون صدر منذ العام 1955 يحظّر أيَّ تعاملٍ معه. إذًا، عندما أسّسنا حملتَنا سنة 2002، رأينا أنّ عليها أن تتوجّه إلى الشركات الداعمة للكيان، لا إليه مباشرةً، ببساطة لأنّه ليس موجودًا بشركاته في لبنان بشكل مباشر….غير أننا اكتشفنا لاحقًا أنّ هناك فعلًا شركاتٍ إسرائيليّة التصنيع، مثل سينيروم ولومينوس، تدخل لبنانَ وبعضَ الأقطار العربيّة بطرقٍ ملتوية. لكنّ الأوان كان قد فات على تغيير الاسم! وإذا توخّينا الدقّة، فإنّ اسمنا ينبغي أن يكون “حملة مقاطعة الكيان الصهيونيّ وداعميه.”..كما أنّنا لم نسمِّ حملتنا “حملة مقاطعة البضائع الأميركيّة (أو الأوروبيّة)” أو أيّ اسم آخر، لأنّ هدفَنا ليس أن نقاطعَ بلدانًا بجريرة أنظمتها الحاكمة (ولا أن نقاطعَ أديانًا بطبيعة الحال). الكيان الوحيد الذي نقاطعه بشكل ثابت هو الكيان الصهيونيّ، والأناس الوحيدون الذين نقاطعهم هم حاملو جنسيّته (من غير الفلسطينيين العرب بالتأكيد”.
في الشكل، وهو الظاهر، يكمن المضمون وهو الأساس لأنهما إن انفصلا ماتا فبينهما وحدة وجودهما متفاعلة وحتى مشتبكة إلى أن تستقر على وضع يحمل بذور انتقالها للأعلى والأكثر تعقيدا، فهما ليسا ضدَّين ولذا لا بد أن يُستجمعا وحتى لو ضدين يُستجمعا.
تذكرت بيت الشعر لدوقلة المنبجي ربما كمؤسس لوحدة وضراع الأضداد:
“ضِدَّان إن ما استُجمعا حَسُنا…والضد يُظهر حسنه الضدُّ”
فالاحتفاظ بإسم اللجنة نظراً لفوات الأوان ليس أمرا مقنعا، فأقلُّه إضافة بضع كلمات على الإسم، أو حتى توضيح في الديباجة. لذا، أرى أن الاحتفاظ بإسم مرتبك ينمُّ عن ارتباك المفهوم ومن ثم الموقف.
وحتى إضافة كلمة “داعميه” على مقاطعة الكيان الصهيوني، لا تكفي لأن داعميه مسألة فضفاضة في زمن بات الوضوح وحده طريق الفعل الحقيقي لا سيما والأعداء/الثورة المضادة كانت وحتى الغد مطلقة الوضوح.
هذه النقطة مركزية في أهميتها لخطورتها، فالحد الأدنى من فهم الديالكتيك، لدى الماركسي، أن يفكر المرء ويكتب من مدخل مادي وهنا وجوب مدخل الاقتصاد السياسي الماركسي لا سيما والحديث عن من يحكم العالم اي حكومات في بطن شركات معولمة.
كتابة إدريس هنا مفرغة من المضمون الطبقي. فالشركات الغربية وغير الغربية التي تتعامل مع الكيان هي شركات لطبقة وليست للشعب، بل هي راكمت راسمالها من استغلال مزدوج للطبقات الشعبية في بلدها ولبلدان المحيط، بمعنى أنها عدو معولم. بمثل هذا النص ينظر الكاتب للمجتمعات الطبقية جدا وكأنها لوحة واحدة! وهذا منظور مثالي ويميني معاً.
من جانب آخر، هناك قصور في المنظور التنموي لدى إدريس، فالطبيعي أن يشير ايضا إلى وجوب الذهاب إلى بدائل للغرب الراسمالي حتى دون مسألة المقاطعة على اعتبار أن هناك دولا أخرى، وإن كانت رأسمالية أو خليطة الاقتصاد كالصين ، إلا أنها ليست معادية للوطن العربي وللمحيط عامة. وأهمية تناول هذا الأمر هي اليوم على أشُدِّها حتى قبيل كورونا وذلك من منظور وجوب التنمية بالحماية الشعبية وفك الإرتباط بالمركز الراسمالي الغربي.
قد يقول البعض، لكن الصين هي التي تصر على تواصل الانفتاح الاقتصادي على هذه السوق عبر منظمة التجارة العالمية وتبادل مع الكيان، وهذا صحيح، ولكن دخول حلبة المصارعة وأنت عملاق غير دخولها كحامل المنشفة. ومن هنا أهمية البعد العروبي الوحدوي ووزنه متحدا مقارنة مع دور كيان صغير سواء كان أقل ثراء مثل لبنان أو متخم بالسيلان المالي مثل قطر والإمارات.
هنا، نجد ان الماركسي، كما أعتقد ان إدريس يقدم نفسه هكذا، يتحدث ماركسيا بينما جوهر حديثه يمينيا لبراليا.
تذكرت ونحن في سجن بئر السبع في المحتل 1948 في بداية السبعينات كنا نصدر مجلة شهرية (بخط اليد على دفاتر) باسم الشرارة. كتب أحد الرفاق مقالة وحين قرأتها ضحكت، فغضب، قلت له يا رفيق أنت يساري تكتب يمينا، مادي تكتب فكراً مثالياً، نواياك حسنة ولكن التفاعل الجدلي بين الفكرة واختراق الواقع كان فاشلاً.
يظهر نفس التفكير المثالي في قول إدريس ” لا نقاطع سوى حاملي جنسية الكيان”! غريب هذا الاختلاط، فهل مثلا سفيرة امريكا في لبنان يجب ان لا نقاطعها وهي بالمناسبة وهذا يُعجب النسويات الراديكاليات “تتحكم بالرجال بنعلها الثمين”! أو مثلا بومبيو!.
هنا مشكلة عدم رؤية أن الصهيونية إيديولوجيا وبالتالي يمكن أن يكون المرء عربيا ولكن صهيونياً ، وما أكثرهم اليوم، وتكفي الإشارة إلى الصهيونية النفطية التي تكشف عورتها واهمة أنها تنثر رائحة الورد، ما أسوأ أن يبول النظام السياسي في سرواله ويقول هذا عصير ماء الورد.
ولو وسعنا الحديث أكثر، فإن كثيرين لا يرون أن المقاطعة يجب أن تكون رباعية، اي مقاطعة الكيان، والدول غير العربية الداعمة والمتعاملة مع الكيان، والأنظمة العربية المعترفة بالكيان ، وكل مؤسسة فلسطينية ومثقف فلسطيني يمارس التطبيع.
كانت لي مشكلة مع “متقومنين” منذ عام 2000 حيث كانوا يرون أن المقاطعة فقط ضد الكيان، ثم بقدرة انتهازي اصبحوا مع كل مستويات المقاطعة، لكن إدريس لم يبرح المكان/الموقف المحصور في مقاطعة الكيان وإن اضاف داعميه بلا تحديد. ولكن سماح من مدخل ماركسي!
خلاصة القول صحيح أن المقاطعة ومناهضة التطبيع لم يتم الإجماع على تعريف محدد لها، ولكن هذا لا يعني حصرها ضد الكيان فقط. ومن هنا وصف الرفاق المغاربة لموقف إدريس بالطراوة.
يضيف إدريس:
“… معايير الرفاق الأعزّاء في “اللجنة الوطنيّة للمقاطعة” في فلسطين تشكّل طرحًا متقدّمًا بالنسبة إلى السياق العالميّ…”
هناك في الأرض المحتلة عدة لجان لمناهضة التطبيع لا يجمعها موقف أو حتى ديباجة موحدة للتطبيع. هناك مثلا “اللجنة الوطنية العليا ” تشترك فيها عديد الفصائل مما جعل موقفها مائعا لا سيما وأن معظم الفصائل المشاركة فيها هي ضمن سلطة الحكم الذاتي المفروز عن اتفاق أوسلو! وهناك أل : بي.دي اس التي يتحدث عنها السيد إدريس، وهي التي تتخصص ضد التطبيع الثقافي والأكاديمي ومعظم اعضائها من جامعة بير زيت، لكنها لم تتمكن ولم تعمل على مقاطعة رئيس جامعة القدس الذي يعلن أنه مع التطبيع بلا حدود! وعليه، فإن نجاحها في الخارج لا يغطي ضعف فعاليتها في الداخل، ناهيك عن أن من مؤسسيها من يعمل اليوم لدى مركز عزمي بشارة في إمارة قطر التي تفتح ابوابها للكيان الصهيوني ويحتفظ بمنصبه في جامعة بير زيت ، اي في المركز الذي لا يضع بشارة لسانه في فمه وهو يلهج بالديمقراطية بينما يعيش في كنف إمارة بلا أحزاب ولا برلمان وتعتنق سلطتها الدين السياسي وتُغطي معظم ارضها القواعد الأمريكية وتشارك بدفع 137 مليار دولار لتدمير سوريا…الخ ويزيد عدد العمالة الأجنبية فيها عن أهل البلد تلافيا من سلطتها عن تشغيل عمال عرباً. كما أن أحد مؤسسي (بي.دي.أس) يدرس في جامعات الكيان.
أحد المؤسسين وغالبا الناطق باسم اللجنة عمر برغوثي، فاجئني ذات مرة في ندوة عن “حل الدولة والدولتين” في قاعة بلدية مدينة البيرة، كان ذلك قبل اكثر من عشر سنوات، وكنت أحد الحضور وكان معظم المتحدثين إضافة له مطبعين مثل ليلى فرسخ من المحتل 1967 تعيش في امريكا وأسعد غانم من المحتل 1948. وحين جاء دوري للتعقيب قاطعني فورا ليقول” إحنا ضد الكفاح المسلح”!. كان ذلك عجيبا، حيث لم آتِ على ذكر الكفاح المسلح بعد. قلت له اولا لا يحق لك مقاطعتي فليس المكان إقطاعية أقطعك إيها الوالي، وثانياً، أنا لم أذكر الكفاح المسلح مع أنني معه تماماً، وثالثاً يبدو أنك قد كتبت تعهدا للبعض بأن تهاجم الكفاح المسلح ورابعا، يبدو أنك ارتعبت وخفت أن تصمت فيحاسبك من ترتبط بهم. هنا تتضح الطراوة إن لم نقل أكثر، علماً بأن ما تؤول إليه القضية والوضع الرسمي العربي في معظمه تقتضي أشد الوضوح، فلم يعد هناك متسعا لوضع كل قدم في مكان أو حتى توليد عدة اقدام معاً في خيال أخطبوطي، لا فائض وقت اليوم أبدا، “لا صحو اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر-إمرىء القيس”.
ما قصدته هنا هو أن نشاط بي.دي.اس يدعونا للحذر من تضخيمه على يد الغرب حيث يحفز ذلك أن يكون نضال شعبنا على هذه الشاكلة فقط. فالغرب خبيث وعدو والأنظمة العربية أسوأ.
في تعقيبه على منع الفيلم الصهيوني “المرأة الخارقة” قال إدريس:
“…في لبنان، مُنع فيلم “المرأة الخارقة” … المنع والمقاطعة لا يقتصران على الدول الديكتاتوريّة، أو “النامية” شأن دولنا. ففي كلّ دول العالم “المتحضّر” حملاتٌ تقاطع مهرجاناتٍ أو أفلامًا لأنها تروِّج لـ “رُهاب المثليّة” أو بسبب “عدائها للساميّة” مثلًا”.
الإلتباس الأول في هذه الفقرة هو إجمال كافة الدول العربية في وعاء واحد، وهذا انحياز لصالح الأنظمة التابعة والظلامية في قطريات النفط وكذلك الممالك التابعة وخاصة النظام الملكي في المغرب ونظام “ثورة” تونس الملتبسة في مستويات عدة وخاصة التطبيع والنظام الأردني، وعراق اللانظام.
أما حين يدس ادريس “رهاب المثلية” حيث تم زجَّها للدفاع عن المثلية في غير موقع المسألة في سياق الموضوع من جهة، ومن جهة ثانية زجها لقارىء عربي لا يرى هذه المسألة ضمن أجندته وأقصد القارىء من القوى التقدمية وقوى المقاومة، وذلك بإحلال الغريزة المشوهة محل العقل وعزيمة المقاومة، أو اعتماد الوسَط بدل الراس!
لا يعنيني موقف إدريس من المثلية، ولكن الأمر الخطير في هذا السياق هو الهجوم الغربي ضد ثقافة مجتمعنا العربي في إرهاب “الاسشتراق المثلي” لا سيما وأن المهام التي علينا إنجازها لا تُحصى، ناهيك عن أن هذه المسألة ليست مجتمعية وهي شذوذ خاص على أهلها أن “يتمتعوا” به سراً كمسألة شخصية لا أن يتفاخروا بإعلانها ومطالبتنا باحتضانهم! فالأجدر أن يواصلوا احتضان بعضهم في مساكنهم.
من جانب آخر، إدريس يمالىء ويجاري اليسار الغربي وخاصة التروتسك الذين يضعون في راس قائمة اجندة منظماتهم مسائل المثليين اللزبيان والشرجيين…الخ. مع أن هذه مسألة شخصية ليس من معنى ليعلنها من يمارسها ثم يصبح نضال الماركسيين في وطن تابع ومحتل من أجل هكذا حقوق.
قرأت مرة في عدد من Monthly Review مقابلة أجراها صحفي إيطالي زار كاسترو حيث استضافه كاسترو في منزله وأعدَّ له المعكرونة بيده. كان أول أسئلته لكاسترو: لماذا لا تؤيد المثليين؟ ضحك كاستروا وقال له: وهل هذا أول ما تريد سؤالي عنه! لا اعتقد أن تعقيب الراحل جورج حبش على هكذا سؤال سيكون مختلفا. اسوق هذه النقطة لأن مقابلة إدريس نُشرت في الهدف!وبدورها تبدو مجلة إدريس كما لو كانت لسان حال الجبهة الشعبية!
إن وضع مسألة المثليين إلى جانب اللاسامية مقصود به الترويج للمثلية لتصل بحجمها حجم أكذوبة اللاسامية!
إلى أن يقول إدريس:
“…لا يمكن أن يوافق المثقّفُ الحقيقيّ على صفقة القرن، وإلغاءِ حقّ العودة، و”حلّ الدولتين” العنصريّ (كما وصفه الرفيق د. حيدر عيد)، والعنصريّة الإسرائيليّة، والاستبداد العربيّ، والتبعيّة للدول الكبرى. نعم، دورُه ضعيفٌ هذه الأيّام، خصوصًا لأنّه قبِل بـ”الواقع،” ولأنّ الأنظمة العربيّة دجّنت القسمَ الأعظمَ منه، ولأنّ جزءًا مهمًّا منه صار عضوًا في منظّماتٍ غير حكوميّة تساهلتْ مع كلّ المبادئ القوميّة والجذريّة”.
من هو المثقف الحقيقي؟ مثلا فوكوياما وكيسنجر وهنتنجتون مثقفين حقيقيين لراس المال! وشلومو أفنيري مثقف حقيقي للصهيونية، ونوعام تشومسكي مثقف حقيقي للسلفية الصهيونية…الخ. بينما ناجي العلي، وسمير أمين، والمهدي بن بركه ومحمد البراهمي مثقفين ثوريين مشتبكين.
في الحالة العربية التي لا تستريح على حالٍ مما بها من قلق واستهداف يُصبح الحديث المحصور في تعبير “المثقف الحقيقي” حديث باهت ومتهالك. فالمثقف الثوري هو المثقف المشتبك.
من جهة أخرى، ينقض إدريس على حل الدولتين ويصفه مع آخر، هو معادٍ لليسار حتى العظم، بأنه حل عنصري.
هنا لا أدري هل التقطت مجلة الهدف هدف إدريس أم لا. فهو إذ يحصر نقده لحل الدولتين بأنها عنصرية، ولا ادري إن كان مقصده عنصرية من الجانب الفلسطيني أو الصهيوني، لكنه بهذا الوصف إنما يُروِّج لأدنى درجات السقوط الفلسطيني والعربي أي للدولة الواحدة التي لن تكون في المرحلة الحالية وموازين القوى وهجوم العدو لابتلاع ما يزيد عن طاقته لن تكون إلا عنصرية. “الدولة الواحدة” والتي يدعو لها اليوم كثير من اليسار المتهالك وعملاء من طراز يحيى غدار في لبنان في ظرف يقوم العدو بنهب كامل الأرض.
الدولة الواحدة اليوم هي كلمة حق يُراد بها كل الباطل، كما كانت منذ قرن وحتى اليوم. ذلك لأنها رؤية مستقبلية كدولة عربية اشتراكية وفلسطين المحررة ضمنها. فالدعوة لها اليوم ليس سوى خيانة للقضية وتثبيطا لعزيمة حتى من يفكر في قول كلمة. ليست سوى إستقواء بالضعف لا مشروعا قائما اليوم ويجب ان تكون، مرة أخرى، بعد التحرير وضمن دولة، وحدة، اتحاد…الخ عربي.
يبدو أن إدريس لم يتخلص من تراث الراحل التروتسكي سلامه كيله الذي صاغ “قُزِّيطة” تدعو للدولة الواحدة وتلملم حولها متساقطي اليسار مع اللبراليين عربا ويهوداً ومن اللافت أن يعض الفلسطينين فيها ممن قدَّموا أسماء رفاقهم في التحقيق على طبق من قرف لذا يحفزهم كره أنفسهم وماضيهم!. وبالمناسبة مختلف دُعاة الدولة الواحدة حافزهم الأساسي هو وجوب سقوط سوريا!
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.