الرفيق براهيم احنصال – المغرب العربي
تحية وبعد،
لفت نظري الخبر الذي اوردته عن عملاء أمازيغ “طبعا العملاء العرب والكرد أكثر” يلتقون في السفارة الأمريكية في ليبيا لتلقي دروسا في الخيانة والانفصال وتأبيد حرب بينية في ليبيا والوطن العربي بأكمله.
هذه الظاهرة التي صنعتها الرأسمالية الإمبريالية الغربية وخاصة امريكا اسميها “الموجة القومية الثالثة” أورد هنا ما كتبته عن هذه الظاهرة السرطانية في مصطلح رقم 10 من ملحق في كتابي عن الربيع العربي :”ثورة مضادة ، إرهاصات أم ثورة”
وهذا رابطه
اسم الكتاب: ثورة مضادة، إرهاصات، أم ثورة!
المؤلف: عادل سمارة
سنة النشر: 2012
إقرأ النص الكامل للكتاب على الرابط التالي:
■ ■ ■
وهذا رابط العملاء الأمازيغ، وألفت نظر القارىء كيف كان الأمازيغ الشرفاء قادة في الثورة ضد فرنسا، فانظر ماذا يجري.
10- موجة القومية الثالثة:
مقصود بهذا المصطلح أكثر من مسألة أو معنى. إنه رفض لهيمنة الخطاب الغربي الرأسمالي وبداية الأوروبي الذي يزعم بعنصرية بأنَّ ما يحصل في أوروبا، تاريخ أوروبا الحديث هو تاريخ كل العالم. وتتكثَّف خطورة هذا الزعم عبر حقنه لمثقفي الصدى في المحيط وخاصة جزأَه العربي. أولئك المثقفون الذين يرددون هذه المزاعم كحقائق لا جدال فيها. كل مثقف من فريق الصدى يروج لما جرى التهامه لهن: مثقف ما بعد الحداثة يروج لنظرياتها ويعيد هندسة المجتمع لقبولها، ومثقف الدين السياسي يروج لمعنى المحافظية الجديدة، والمثقف اللبرالي يروج لثقافة الرأسمالية الغربية، ومثقف البورونجرافي واللزبيان والمثلية يروج لهذه الثقافة…الخ بمعزل عن وعي هذه كلها ومعناها هناك وهنا.
دأب الخطاب الغربي على الزعم بأن موجة القوميات في أوروبا الغربية في منتصف القرن التاسع عشر أو ما أسماه عصر القوميات بأن هذا عصر لكل العالم في حين كان هذا الأوروبي الغربي يتذابح على توسيع مستعمراته وواصل ذلك.
كانت هذه الموجة الأوروبية هي الأولى، بينما موجة القومية الثانية هي في منتصف القرن العشرين مجسدة في حركات التحرر الوطني في المستعمرات للتخلص من الاستعمار أو من عسف موجة القومية الأولى. كانت موجة القومية الأولى تعبيراً عن نضج البرجوازية في البلدان الأوروبية لتوحيد السوق القومي من أجل مصالحها، وهو الأمر الذي خلال وبعد إنجازه تحولت للاستعمار من أجل الأسواق والمواد الخام.
أمّا موجة القومية الثانية فهي تحررية منذ البداية وهي نعم وعي الأمة لوجودها ومصلحتها في التحرر والوحدة. وعليه، فهي قومية مقاومة ودفاعية. والسؤال: هل تحمل في أحشائها بذور الشوفينية كالحالة الأوروبية؟ نعم. لكن ليس شرطاً أن تمارس ذلك بغض النظر عن الأسباب والمناخ الدولي. وهل يمكن أن تنحرف الطبقة الحاكمة الجديدة حتى عن مصالح الأمة وتتحول إلى وكيل للاستعمار، والإجابة نعم. ومع ذلك يبقى السؤال: هل هذه الاحتمالات السلبية كافية لكي لا تحاول الأمم تحرير نفسها؟ يجادل البعض بأنَّ الفضل هو القفز على المرحلة القومية إلى الاشتراكية. والإجابة حبذا، شريطة أن لا يكون قفز مثقفين في هواء الكتب.
موجة القومية الثالثة هي الأكثر خطورة. هي هجمة الموجة الأولى ضد الثانية لتجزئة بلدان المحيط من داخلها على أسس اثنية مذهبية طائفية وحتى جهوية جغرافيا. إنها موجة تحالف بين برجوازيات هذه الاثنيات كبرجوازيات كمبرادورية وطفيلية مع رأسمالية المركز من أجل الانفصال وتشكيل دويلات تابعة من الباب إلى المحراب ولأنها هكذا، فهي ستكون رأس حربة ضد الدولة الأم والمنطقة. هذا شأن جنوب السودان وكردستان العراق، وكوسوفو والبوسنة…الخ. ليس دور المركز الرأسمالي هو دعم هذه الدويلات بل التخطيط لتحرك برجوازياتها واحتضانها والضرب والعدوان لصالحها تحت غطاء حق الأمم في تقرير المصير أو تطبيق البند السابع لمجلس الأمن.
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.