(1) جريدة الأخبار…ماذا تريد ب “الإسفاف ومدارة التطبيع”
(2) حفلة لأردوغان
(3) من أجلكم لا من أجل فلسطين: اتحدوا
● ● ●
(1)
جريدة الأخبار…ماذا تريد ب “الإسفاف ومدارة التطبيع”
عادل سمارة
ما كان هذا ليحدث في حياة مؤسس الجريدة جوزيف سماحة.
سؤالي ينطوي على مخاطرة برأي البعض اي البعض الذي يهمه أن يظهر اسمه او صورته في الإعلام فيغض الطرف عن هلاك وطن. هذه المفردة البغيضة تكررت في المقال التالي عدة مرات:
“جبهة الاتحاد الوطنيّ والتحضير لثورة 14 تموز/ يوليو 1958 في العراق
https://www.al-akhbar.com/Opinion/291501“
هل هذه رسالة الجريدة، والسؤال للسيد إبراهيم الأمين والسيد إيلي حنا ولكن للقراء؟ صحيح أن لحزب البعث أخطاء، ولكن هل وحده؟ وإذا كان هذا الوصف له، فماذا عمن يحكم العراق منذ 2003؟
يمكن للمرء فهم تعصب طائفي لشخص ، كما يمكن فهم أن بعث العراق “لا ندابين له” اليوم في تسوماني الهزائم والربيع الجاف، ولكن ما لا يمكن فهمه أن تهبط جريدة سواء الأخبار أو غيرها إلى ألفاظ “القزيطات” فهل كل هذا إرضاء للمموِّلْ!
ألم يكن بوسع المحرر تغيير هذه الكلمة.
وهذا يفتح على السؤال الأهم: كيف يمكن للمرء تصديق كامل المقال طالما يكتب بهكذا أخلاق! هل تستحق ثورة 14 تموز التي رقص لها قلبنا قبل عقلنا أن يُكتب عنها هكذا؟ قد يتفرد العراق عن مجمل الوطن العربي بالتذابح، لا تؤاخذونا. في عام الثورة وبعدها لم يغادر مسامعي تآمر البعض على البعض، بدءأ من محكمة فاضل عباس المهداوي باسم الشيوعيين والحكم بالإعدام على البعثيين والقوميين وصولا إلىى إعدامات البعث ضد الشيوعيين والقوميين. ألم يكن بالوسع النفي أو حتى التأبيد! هذا من تراث العراق والذي لم يتوقف بعد، وربما وبدرجة أقل في كل الوطن العربي، تراث الأنا فقط، وهذا ما تجسده داعش اليوم.
لا يوجد بريىء، وقد يكون هذا أقل وحشية من ذاك، ولكن النتيجة بقاء سايكس-بيكو .
مهزلة حقاً، حتى حين يدعو انقلابي للوحدة مع إنقلابي آخر، يرفض الآخر ذلك لأنه على يقين أن الداعي سيدبر انقلابا على المدعو! ويضيع العراق وسوريا ومصر وها هن جميعا يغرقن في العطش !
ما نطمح إليه مغادرة تغطية كوارث اليوم بتقديس كوارث الأمس. هذا الحقد المتخلف، ليس بدويا كما يتهم البعض أهل الخليج، هذا أخطر ويصل حد خدمة امريكا.
حين كتبنا نقدا لجريدة الأخبار التي استقبلت واحتضنت الممثل محمد بكري ، وهو ممثل جيد لكنه لا يمثل فلسطين بل يمثل التطبيع، غضب السيد إيلي حنا ولم يُقصِّر فينا بدل أن تعتذر الأخبار، ولكن أنَّى لمن يجلس على عرش أن يعتذر. إن مقاصل الإعلام لا تختلف عن مقاصل الإعدام.
وهنا السؤال: ماذا تريد الأخبار؟ بعيدا عن المقال أعلاه؟ ماذا تريد بهذه التناقضات؟
وهل بهذا يمكن بناء وعي يتجاوز كوارث الماضي القريب على الأقل؟
كنت كتبت للسيد إبراهيم الأمين منذ سنوات ان اكتب عندهم فرحب الرجل وحصل. ولكن حين غير المحرر في أحد مقالاتي بعض ما فيها توقفت.
رسالتي لكل مثقف مشتبك أن لا يُجامل. ذات مرة سالتني رفيقة كنت أساعدها في بحثها : لماذا ترفض الفضائية كذا؟ قلت لها : لأنني لا أنوي الترشح ولا الزواج على زوجتي.
(2)
حفلة لأردوغان
لم أجد غير هذا العنوان لتغريدتي هذه. ساعة كاملة على الميادين من السادسة حتى السابعة عن ايا صوفيا. قام المتحدثان بشطف المذبحة التركية ضد سوريا وإظهار أردوغان كبطل الإسلام في مواجهة السعودية. وبأن اردوغان منذ 2015 توقف عن ما قام به ضد سوريا! عجيب قرار العمى هذا وأردوغان يتمدد حتى ليبيا. حتى لو توقف التركي عن تدمير سوريا، فهل قليل ما قام به؟ هل تدفق الإرهاب إلى سوريا كان من قاعدة حميميم؟ ومن الذي يحمي الإرهابيين في إدلب، هل هو السعودي؟
حصر النقاش في سباق العدوين لنا اي التركي والسعودي خطير جدا. لا حديث قط عن البعد العربي، فالمتحدثين قد دفناه وقرآ الفاتحة. على الأقل لا تزال سوريا موجودة وتقاتل ، نعم قلب العروبة النابض، لم يمت!؟ أم انهما يعتبران سوريا إيرانية. والطريف أنهما قد اتفقا على أن هناك تواصل وتوافق بين تركيا وإيران في المنطقة، اي أن العرب ما عليهم سوى الذوبان بين الطرفين.
لم يقل ايا منهما بان التركي والسعودي يعملان عند الأمريكي وفي النهاية عند الكيان! بل إن علاقة التركي بالكيان أقدم واقوى من علاقة السعودية بالكيان.
والسؤال: هل المشكلة في الوطن العربي من الذي يمثل الإسلام السني تحديدا؟ هل هذا مدخل تطور الوطن العربي؟ وهل الصراع ديني وحتى مذهبي؟ وهل الإسلام تركي أو سعودي؟ من طرائف التطور أن الإسلام التركي هو أسلام رأسمالي متغربن متأورب ومع ذلك ترفضه أورروبا يبحث عن الربح والتراكم حتى في السياحة الجنسية، وأطرف من ذلك أن بن سلمان يفرض على العرب في السعودية فجورا جنسيا في مباراة مع التركي أي تسليع المرأة المسلمة.
كل يوم بعد يوم تتضح خلفية الدين السياسي للميادين. وتتضح شبه المهارة بالقيام بتغطية هذا الضخ الإيديولوجي بكلمة عن فلسطين.
قبل يومين كتبت أن أردوغان فجر موضوع أيا صوفيا بهدف سيطرته على الطائفية الستية، وها هي الميادين تتوجه على العرب. أما الثرثرة بأن ايا صوفيا مسالة سيادية تركية، فهذا ما يريده أردوغان من أجل تقوية وضعه رغم الأزمة الاقتصادية ومغامراته على طول المتوسط بل طول وعر ض الوطن العربي. وماذا زاد تحويل ايا صوفيا في تقوية السايدة التركية؟ :”ما زادت صوفيا في الإسلام خردلة” . أليست السيادة التركية مغتصبة من قاعدة إنجرليك؟ أم هي مقدسة لتدمير العراق؟
إن أفضل غطاء للديكتاتور وللإمبريالي سواء في بلد متقدم مثل ترامب او متخلف مثل اردوغان هو شد عصب الدين السياسي. وتتفاقم الخطورة في تكريس كل ذلك ضد العروبة وضد العروبة فقط.
حاشية: يبدو أن أشد ما يقلق انظمة وقوى الدين السياسي وخاصة تركيا هو ارتفاع أنفاس مصر شحطة واحدة، هذا ما يتضح تجاه ليبيا. نعم مصر في مأزق، وفي حين نحتفل بتحرك جيش مصر، تنفعل ميادين الدين السياسي.
(3)
من أجلكم لا من أجل فلسطين: اتحدوا
اثيوبيا تهلك مصر بصد الماء وترفض التوافق. وتركيا تجفف الفرات ودجلة وتهلك سوريا والعراق. الدول المركزية الثلاث فماذا تبقى. لم تتحدوا فهاانتم تفنوا عطشا. من كان يجرؤ ان يفعل هذا لمواجهة دولة وحدة. النفطيات قطر تمول سدود وحروب تركيا والإمارات والسعودية تمولان تدمير سوريا والعراق وتنولان اثيوبيا إلى جانب الكيان وامريكا وكل الغرب يهندسان هذا التدمير واحيانا تزعمان التوسط. العراق هالك بيد حكامه سوريا لا تكاد تقف على ساقيها. مصر مقيدة بقيادة باطنية لا نعرف هي امريكية ام يحكمهاكامب ديفيد. واذا كان إرهابيو الدين السياسي ينحرون سوريا والعراق علنا فهم في بطن مصر. يبقى على عشرات ملايين المصريين الزحف على عابدين قبل الموت عطشا فاما ان يرحل او يدمر سد النهضة من ينهض فلينهض على حسابه. بالحرب تعلو روح الامة وَمن لا يقاتل فهويخاف شعبه. تقيم الامم تماثيل قادة النهوض والانتصار. علينااقامة ايضا تماثيل اللعنة لكل من لم يتحد لتثقيف الشعب في كل لحظه بانها الوحدة او الموت. هي او الموت.
_________
الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.