الوعي الشعبي بين الحقيقي والزائف: مدخل إلى قضايا الوعي وإشكالياته (الجزء الثاني)، مسعد عربيد

قدمتُ في الجزء الأول مدخلاً لتبسيط تعريف الوعي واستخداماته وأصنافه، وتقريبها إلى ذهن القارئ وإدراكه. النص على الرابط التالي:

في هذا الجزء الثاني: نناقش دور فيزيولوجيا الإنسان (الدماغ والحواس البشرية) في تكوين الوعي، إضافة إلى عوامل التشكيلة الاجتماعية – الاقتصادية المؤثرة في صياغة تفكير الإنسان ووعيه.

■ ■ ■

فيزيولوجيا الإنسان والوعي

أ) دور الدماغ البشري

الوعي خاصية من الخصائص الجوهريّة التي تميز الإنسان عن بقية المخلوقات الحيّة والأشياء الأخرى. وقد أثبتت البحوث النفسية والفيزيولوجية – وخصوصاً تجارب عالم الفسيولوجيا الروسي إيفانبافلوف (1849-1936) ونظريته المعروفة بالاستجابة الشرطية” أو “التعلم الشرطي” – أثبتت أنه دون العمليات الفيزيولوجية التي تجري في الدماغ البشري المادي يستحيل على الإنسان تنفيذ أو أداء أبسط اشكال النشاط الفكري والعقلي والنفسي. وعليه، يمكننا القول إن الوعي هو شكلٌ أو درجة من استجابة الدماغ البشري لمؤثرات وتحديات الواقع، أي أن الوعي هو نتاج تأثيرات الواقع المادي والملموس، وهنا يكون دور الإنسان في التقاط هذه المؤثرات والأحداث (حصيلة هذا الواقع) والتأثر بها والتأثير فيها.

وما نقصده ب”الواقع” وتأثيراته في هذا السياق وفي معناه الأوسع والأشمل، هو كل ما يحدث من حولنا من أحداث ووقائع. صحيح أن حَراك الواقع يحصل بمعزل عن إرادة الفرد، إلاّ أنه ثمة علاقة جدلية وترابطية بين الوعي من جهة، والحراك الاجتماعي – الاقتصادي (الإنتاجي) الذي يعيشه المجتمع، من جهة أخرى. ووفق تفسير ماركس لهذه الظاهرة ولدور الفرد في صنع الحدث والتاريخ والتأثير فيهما، فإن البشر هم الذين يصنعون التاريخ، ولكن هذا لا يتم في ظروفٍ يختارونها بأنفسهم: (1) فالتاريخ يتحرك إلى الأمام من خلال الصراع الطبقي، (2) أمّا البشر فيشرعون بتنظيم أنفسهم وممارسة أفعال واعية من أجل تغيير المجتمع عندما يعانون من الظلم والاضطهاد، فيتصدون لهذا التناقض ويسعون من أجل التغيير الاجتماعي والسياسي. على النقيض من هذا، يسود في كتابة التاريخ وتدريسه، نهج يروّج لفكرة أن الفرد ودوره وعظمته (الملوك، الزعماء، القادة  …) هو الذي يصنع التاريخ ويحرك المجتمع بمعزلٍ عن العلاقات الاجتماعية ودور الطبقات والقوى الاجتماعية الأخرى.

وهنا لا بدّ من التشديد على أن هذا النهج في فهم الواقع ودور الوعي البشري يكتسب أهمية خاصة في تفسير الأحداث التاريخية، كما حدث، على سبيل المثال، في الانتقال من حقبة الإقطاع إلى الرأسمالية في البلدان الأوروبية، ودور التحولات والحراك الاقتصادي – الاجتماعي التي تفاعلت في المجتمع آنذاك مما ساهم في تطوير أشكال جديدة (النمط الرأسمالي) من الإنتاج وفي تقويض أشكال الإنتاج القديمة (النمط الإقطاعي).

ب) حواس الإنسان: منافذ الوعي

تمثل الحواس الخمسة منافذ الوعي عند الإنسان التي تتيح له الاتصال بالواقع المحيط به: فيبصره ويسمعه ويشمّ رائحته، فتقوم العلاقة بين الكيان الشخصي والعقلي للإنسان وبيئته، ويكوّن بناءً على ذلك منظومات الأفكار والمعلومات والحقائق والأرقام حول الواقع الماديّ والمعنويّ، وكذلك الآراء ووجهات النظر والمصطلحات والمفاهيم. وكلما نضج الإنسان فكرياً، يكتمل لديه الوعي والنضج الفكري، إذ يراكم من خلال منافذ الوعي المزيد من الخبرات والمعرفة، فيتسنى له أن يبدأ في فهم وتحليل الأحداث والتطورات من حوله ويحدد منها موقفه في قبولها أو رفضها.

وعليه، فمن الناحية العلميّة، فإن الوعي يعكس الحالة العقليّة التي تميّز الإنسان في الجوانب العقلانية والمنطقيّة والشعوريّة، إضافةً إلى الذاتيّة والإدراكيّة الحسيّة التي تبيّن العلاقة بين الإنسان ومحيطه الطبيعيّ والخارجيّ.

يجدر بنا هنا أن نتوقف عند مسألة هامة سنعود إلى مناقشتها، وهي أنه ليس كل ما يكوّنه الإنسان من مفاهيم ووجهات نظر أو أفكار متعلّقة بالحياة والمجتمع والطبيعة المحيطة به، يشكّل وعياً حقيقياً، بل نجد في كثير من الحالات وعياً زائفاً يُنافي الواقع الموجود ولا يتطابق معه في نواحٍ عديدةٍ.

العوامل المؤثرة في صياغة تفكير الإنسان ووعيه

1) تراكم ما يتلقاه المرء من مفاهيم وقيم وقناعات خصوصاً في مراحل نموه المبكرة والتي تصيغ تفكيره عبر مراحل حياته اللاحقة. ويتلقى المرء هذه الأفكار من خلال أسرته والمجتمع ووسائل التعليم والثقافة والمطالعة ومجمل الآليات والمؤسسات التربوية والدينية التي يتعرض لها منذ نعومة أظفاره. وتتجمع هذا المصادر والمؤسّسات بكل ما فيها من مؤثرات فكرية وثقافية لتشكّل وعي الإنسان وتكوين أفكاره عن البيئة المحيطة به واكتسابه الخبرات في مختلف مجالات الحياة والمجتمع. وهنا لا بدّ من التذكير بما ذكرناه أعلاه لما له من تبعات على دور الإنسان في المجتمع في مستقبل عمره، وهو أن الوعي الذي يتم تشكّله وتطوره في المراحل المبكرة من حياة الإنسان، قد يكون زائفاً وقد يكون حقيقياً. ويكتسب التمييز بين هذين أهمية كبيرة سنعود إليها.

2) المنهج الفكري الذي ينشأ عليه الفرد، وهنا يكون الخط الفاصل بين:

– المنهج العلمي الذي يستند على المعرفة والعلوم والانفتاح على ما تزخر به مجالات المعرفة الإنسانية المختلفة؛

– والمنهج الديني الذي يقدم فهمه وتفسيراته للكون والحياة والمجتمع مستنداً لتصورات غيبية تقوم على تعاليم العقيدة الدينية. وكثيراً ما يعني هذا تحريم التفكير النقدي وحرية الفكر وخروج العقل عن النص الديني المقدس، فيوقف الفكر الواعي عند التعاليم الدينية وما تضخه المؤسسة الدينية ووسائل دعوتها وإعلامها، والإنصياع لما تعظنا به من أفكارٍ وقيم ومفاهيم.

ولعلها مفارقة يجدر بنا التوقف عندها، وهي أنه على الرغم من أن النصوص الدينية تحفز على طلب العلم والمعرفة، إلاّ أننا نلحظ أن المؤسسة الدينية عبر تاريخها، قد انتهجت ومارست قمع العقل والنقد وحرّمت السعي إلى التقدم العلمي والفكري والفلسفي. ويبدو أن هذه الملاحظة اللافتة تشكّل قانوناً عاماً يمكننا سحبه على المؤسسات الدينية من كافة الأديان، وخاصة الأديان التوحيدية الثلاث التي رأت النور في بلادنا واعتنقتها شعوبنا لقرون طويلة. هذا المنهج الديني يَحُول، في جوهره، ‏دون الاجتهاد او التعديل أو التطوير للنص الديني والذي يُعتبر مقدساً ومطلقاً على الرغم من أنه جاء في سياقٍ زماني ومكاني وتاريخي مغاير وكان نتاجاً له. 

3) الوعي هو أيضاً نتاج للمحصول الفكري الذي يتراكم لدى العقل البشري من خلال التجارب التي يعيشها المرء والقضايا الحياتيّة والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي يواجهها، والخبرات التي يكتسبها من التجارب الشخصية. وهذه الخبرات قابلة للتغيير والتطوير حين تتغير ظروف الواقع والحياة.

بكلمات أخرى، فإن الوعي يعبّر عن حالة العقل في إدراك الواقع وتفاعله وتواصله المباشر والمستمر مع البيئة المحيطة به. وحالة العقل هذه تجمع بين الإدراك من جهة، وتفعيل دور العقل والمشاعر لدى الإنسان في فهم ما يدور حوله وتنظيم علاقته به، من جهة أخرى.

4) أما وسائل هذا الإدراك فتتمثل في دماغ الإنسان وحواسه الخمس، والتي هي نوافذ احتكاكه بالواقع وقدرته على التفكير، وهكذا يصبح الإنسان قادراً على التماس والتفاعل المباشر مع ما يدور من حوله من أحداث، ومع الكم الهائل من الأفكار والمعلومات والحقائق والآراء والمفاهيم المتصلة بما هو ماديّ أو معنويّ. ولعل هذا هو ما قصده ماركس في مقولته حين قال إن الوعي عبارة عن بناءٍ فوقي تندرج تحته كافّة الأنشطة الإنسانية وأن الإنسان لا يستطيع العيش بمعزل عن هذا كله.

5) على الرغم من أهمية هذه المؤثرات التي أتينا على ذكرها، فإن الوعي لا يكتمل إلا إذا عمل الإنسان على تنميته بشكل مستمر من خلال تطوير قدراته الفكرية، ومن خلال ربط تلك القدرات بتجاربه الحسية الناجمة عن خبرته في الحياة.

الوعي الفكري ومفهوم التغيير

يستند التفكير – من منظور التغيير الاجتماعي والسياسي – إلى أسس وقواعد يمكننا أن نلخصها بمكونين أساسييْن:

1) الأول، التواصل مع الواقع والإحساس به إحساساً فكرياً ناتجاً عن فهم (وفهم الأسباب الكامنة وراءه) وإدراكه؛

2) والمكون الثاني هو معالجة هذا الواقع، حيث يصبح الإنسان قادراً على اتّخاذ القرارات التي تخص مجالات حياته وبيئته، والأهم – وهذا هو بيت القصيد – العمل على خلق الواقع البديل، سواء بالتغيير أو التحسين والاصلاح.

ويخضع كلا المكونين لما تَشكّل لدى الإنسان من مفاهيم وقناعات ومقاييس ليكوّنا معاً أساس المعرفة الإنسانية وأساس العملية التغييرية في المجتمع والفكر والسياسة وغيرها.

غير أن عملية التفكير لدى الإنسان هي أيضاً انعكاس لمنهجه وحالته الفكرية. وهذه الحالة الفكرية ليست مجردة أفكار تجريدية، بل هي الأفكار السائدة في ظل هيمنة طبقة/طبقات وأيديولوجيات تسيطر على المجتمع والسياسية والفكر وتعبر عن مصالحها. فهناك في التاريخ البشري ما لا يحصى من الأفكار التي تفتق عنها عقل الإنسان، ولكننا نكاد لا نرى أثراً للكثير منها في حياتنا ومجتمعاتنا المعاصرة. ويعود السبب في إندثارها أنها لم تلقَ الحامل الاجتماعي ليحملها ويطورها في الواقع المادي. بعبارة أخرى، لم تجد هذه الأفكار الحامل الطبقي أي قوى طبقية تحملها لتصمد أمام الصراعات الاجتماعية والسياسية وأعاصير التاريخ وتقلباته، وهو ما يؤكد ما أتينا عليه أعلاه بأن الأفكار ليست مجردة بل هي تجسيد لمنطق ومصالح الطبقات المهيمنة في المجتمع.

تشكيل الوعي والتشكيلة الاجتماعية – الاقتصادية

احتل الوعي أهمية خاصة في فكر كارل ماركس الذي تمّيز عن غيرة من المفكرين والفلاسفة بأنه عالج مسالة الوعي من منظور  تفسيرة للواقع المادي الذي يعيش الإنسان، ورأى أنه (الوعي) ناتج عن الظروف المادية والاقتصادية التي تشكّل البنية التحتية، وأن الأفكار هي نتاج القوى الأيديولوجية (البنية الفوقية) التي تسعى لتفسير توزيع الثروة والقوة (مواقع السلطة) في المجتمع أو تبريرها وإيجاد الذرائع لها. ومن بعد ماركس تابع المفكرون الماركسيون مساهماتهم العديدة والهامة في هذه المسألة.

سأستعين بما كتبه كارل ماركس عام 1859، ولعله من أوضح ما كتبه في هذا الصدد:

“النتيجة العامة التي توصلت إليها والتي أصبحت فيما بعد بمثابة خيط هاد في أبحاثي اللاحقة، إنما يمكن صياغتها بايجاز على النحو التالي:

إن الناس أثناء الإنتاج الاجتماعي لحياتهم، يقيمون في ما بينهم علاقات معينة ضرورية مستقلة عن إرادتهم. ‏وتطابق علاقات الإنتاج هذه درجة معينة من تطور قواهم المنتجة المادية. ومجموع علاقات الإنتاج هذه يؤلف البناء الاقتصادي للمجتمع، أي الأساس الواقعي الذي يقوم عليه بناء فوقي حقوقي وسياسي وتطابقه أشكال معينة من الوعي الاجتماعي. إن نمط إنتاج الحياة المادية يشترط تفاعل الحياة الاجتماعية والسياسية والفكرية بصورة عامة. فليس إدراك الناس هو الذي يعين معيشتهم، بل على العكس من ذلك، معيشتهم الاجتماعية هي التي تعيّن إدراكهم. وعندما تبلغ قوى المجتمع المنتجة المادية درجة معينة من تطورها، تدخل في تناقض مع علاقات الإنتاج الموجودة أو مع علاقة الملكية – وليست هذه سوء التعبير الحقوقي لتلك – التي كانت الى ذلك الحين تتطور ضمنها. فبعدما كانت هذه العلاقات أشكال لتطور القوى المنتجة، تصبح قيودا لهذه القوى. وعندئذ ينفتح عهد الثورة الاجتماعية. ومع تغير الأساس الاقتصادي يحدث انقلاب في كل البناء الفوقي الهائل بهذا الحد أو ذاك من السرعة.”[1]

تكثف هذه الفقرة علاقة الوعي والإنتاج عند ماركس حيث تكمن نقطة الانطلاق عنده في أن الإنسان كائن اجتماعي في جوهره، ولا يستطيع العيش بدون المجتمع والعلاقات التي يقيمها الناس فيما بينهم، أي أن الإنسان لا يستطيع أن ينتج الشروط الضرورية واللازمة لبقائه إلا في إطار المجتمع. لذلك رأى ماركس أنه يستحيل الفصل بين وعي الناس ووجودهم الاجتماعي.

بناءً على ذلك، يعطي ماركس للحياة الاجتماعية أهمية أساسية في تحديد الوعي. فدراسة المجتمع الإنساني عنده تكون من خلال الواقع المادي الذي نعيش فيه، والذي يحدد واقعنا الحي والأفكار التي نعتنقها. ولكن هذا لا ينفي، بل هو يؤكد، بأن ثمة تفاعلاً معقداً بين الواقع المادي والأيديولوجيات التي تفسّر هذا الواقع والتي كثيراً ما تزيفه وتعتم عليه.

نجد، مثلاً، أن الأيديولوجيا في المجتمع البرجوازي/الرأسمالي، تدفع الناس إلى القناعة والقبول بالأمر الواقع، وهو واقع الظلم والاستغلال. فالعامل مثلاً كثيراً ما يقبل بحكم رأس المال وسلطته واستغلاله على أنه الأمر الطبيعي والأبدي وأنه غير قابل للتبديل أو التغيير.

هذا مثال ساطع على الوعي الزائف والخاطئ حيث تَحُول الأدوات الأيديولوجية دون إدراك الناس لحقيقتهم وحقيقة واقعهم، وهي أنهم هم الذين يعملون وينتجون الثروة، وهم الذين يستحقونها وليس أصحاب رأس المال الذين يملكون وسائل الإنتاج ولكنهم لا يعملون ولا يساهمون في الإنتاج. بهذا المعنى، نفهم ما قصده ماركس حين نحت مقولته في أن الوعي هو انعكاس للاقتصاد السياسي. ومن هنا أيضاً أتت عبارته الشهيرة في الفقرة التي اقتبسناها أعلاه:” … فليس إدراك الناس هو الذي يعيّن معيشتهم، بل على العكس من ذلك، معيشتُهم الاجتماعية هي التي تعيّن إدراكهم”.

صحيح أن الطبقات الشعبية تتمتع بوعي عفوي ضد الظلم والاستغلال، ولكن تبقى لديهم بعض القناعات المترسبة التي تقبل بالأوضاع القائمة (الوعي الزائف) التي تجسد وتكرس ظلمهم واستغلالهم. لذا لا بد من التخلص من هذه الأفكار والقناعات لدى هذه الطبقات ومن ثَم الإرتقاء بوعيها إلى مقاومة هذه الأوضاع والثورة عليها. وهذا يتطلب دور المثقف الثوري والتنظيم (الحزب) الثوري كي تهتدي هذه الطبقات برؤيتهم وتبلور وعيها وتنظم جهودها في الثورة والمقاومة.

خلاصة القول، إن النهج الماركسي يقف تماماً على النقيض من النهج السائد في ظل الأنظمة البرجوازية الرأسمالية وفي بلادنا والعديد من بلدان العالم. كما يقف بالتضاد من النهج الذي يتبعه كثير من المفكرين والمثقفين، ومن ورائهم العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية.

■ ■ ■

في الجزء القادم سنعالج ثلاثة من أشكال الوعي نرى أنها الأكثر أهمية لأنها تلعب الدور الأبرز في تكوين الوعي الشعبي والتأثير به، وهي: الوعي الطبقي والسياسي والديني.

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.


[1]  هذا الاقتباس مأخوذ من مقدمة كتاب ماركس “مساهمة في النقد الاقتصاد السياسي” (1859)، ماركس وإنجلز “مختارات” الجزء الثاني، ص 7-8، دار التقدم، موسكو (سنة النشر غير مذكورة).