قصف ولا قصف!!! عادل سمارة

لم تتضح الأمور بعد في شمال فلسطين المحتلة. حتى اللحظة بيانات الكيان متعددة وإلى حد ما متضاربة. إن لم تكن هناك عملية، فالكيان ربما اثار الغبار استباقيا كي لا تحدث عملية، أو كي يعيق ما يتوقعه سلفا.

وهنا يظهر تطور هام، أن هذا الجيش الذي كان يتوقع شرب القهوة في مقهى في عمان او بيروت، بات يضرب في العتمة قلقا وارتباكا. ومن لا يفهم هذا البعد النفسي القائم على بعد عملي، فهو هو نفسه في مشكلة.

ربما ليس هذا الأمر الأهم، فمحور الثورة المضادة من واشنطن إلى تل أبيب إلى الدوحة ودبي والرياض وأنقرة، وإن تباينت بعض مواقفه من بعض فهو بقيادة أمريكية، وربما يرى اللحظة مناسبة للعدوان حيث الوضع الرسمي العربي مهلهل ومخروق من جهة، وحيث الشارع لم يبرأ بعد من مخدرات الدين السياسي. هذا يعني ان احتمالات الحرب واردة لا سيما وأن الثورة المضادة ترى نفسها في مشكلة مع الطرف الآخر بمعنى: وجود معضلة لا يسهل حلها او أخذ القرار فيها. فهي إن لم تهاجم الطرف الآخر وتقوم بإعاقة تطوره فقد تصل لحظة العجز عن ذلك. وإذا حاولت امتصاص قدرانه فهي تعلم أنه شرس وسيوجعها كثيرا، ولا أحد يعلم كيف ستؤول الأمور. أي ان المرحلة مفتوحة على عدة احتمالات بل ومفاجآت.

قد يكون التطور الأهم حتى الآن، وهو تطور تجريبي على المطايا، هو قيام الإمبريالية بالقتال بالإنابة. إنه امتطاء التركي الذي يتمدد من ارمينيا إلى العراق وسوريا ليبيا فمصر فاليمن فلبنان. ولا شك أن هذا التمدد هو بالإيحاء والدعم الأمريكي التوظيف الأمريكي .

يتوقع التركي أن يكسب الكثير، ولكن واقع الحال سيقود إلى خسارته الكثير.

تعني الحرب على ظهر التركي أن الإمبريالية تتحول اكثر فأكثر إلى نمر من ورق (ماوتسي تونغ) .

طبعا يجب ان لا نركن إلى هذا كثيرا، ولكن لا بد من أخذه بالحسبان..

_________

الآراء الواردة في المقالات تعبر عن رأي أصحابها ومواقفهم ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع أو محرري نشرة “كنعان” الإلكترونية أو تبنيهم لهذه الآراء والمواقف.